الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أيها الحزن لن تحطم قلوبنا

أسماء الرومي

2011 / 7 / 26
الادب والفن



أسماء الرومي
ـــ لا أيها الحزن لن تحطم قلوبنا ـــ
حين أقرأ هنا في موقع الحوار المتمدن وفي مواقع أخرى تجرني مواضيع كثيرة وخاصة من
لها علاقة بالأدب ،وأحب منها من تشعرني بأنها تنبع من مشاعر صادقة ومخلصة ،وقد تجرني
كلمة واحدة لتدعني أكتب وأكتب ،أو مقطع صغير مؤثر قد يجعلني أعيش حدثاً ,ولا زلتُ أذكر
تأبيناً كتبته إحدى فتياتنا من بغداد عن أحد القسس الذين قتلوا في كنيسة سيدة النجاة ،وبكلماتٍ
صادقةٍ وقليلة جعلتني أعيش تلك المأساة وكتبتُ وبدموعي لا بالقلم .
أحياناً تجعلني بعض الكلمات أُسعد ،وقد يكون الحدث مأساوياً ولكن إنطلاق من يكتب بمشاعر
صادقة هو الذي يسعدني ,وقبل فترةٍ قصيرةٍ كتبتْ إحدى نساءنا الشابات من بغداد عن فتاة الدجيل
وقد إنطلقتْ بروعةِ مشاعر نقلتني لأعماقِ حنانٍ وكأنها تُدخلني لقلبها ..كنتِ جميلة يا زينب في
إنسيابكِ الحنون لوصف مأساة تلك الفتاة والتي تتجسد في معاناتنا جميعاً نحن العراقيين .
كم أعتز بشعراءٍ شجعوني على الأستمرارِ في الكتابة ،حبي وإعتزازي بالشاعرين الرائعين
والمميزين ، يحيى السماوي وخلدون جاويد ،جمال مشاعرٍ وإحساسٍ يجعلني حين أقرأ لهما وكأني
أراهما بقربي ..أطال الله في عمركما ،وإعتزازي بالشاعرين سالم إلياس مدالو، رقة كلماتٍ كأغاريدِ
الطيورِ لانستطيع الأستغناء عنها ،وشاعرنا الصادق المشاعر العزيز حميد أبو عيسى ،وكلهم
شجعوني لأستمر . كم أحب أبناء بيننا يكتبون وأخوة وأخوات ومنهم من هم من بلدي ومنهم من
بلدان حميمة ،وجميعاً وحدتنا هموم مشتركة ،ولا تزال بلدي جميلة بعطائها ..بقلوبٍ تسعدنا
طيبة وحباً .أحياناً وحين أشعر بأن أحداً ممن أعتز بهم متعبٌ أحس وكأن قلبي يتمزق فأنا أحبهم بصدقٍ
وإخلاص .قبل أشهرٍ قلائل وحين كنتُ بقربِ ابنتي في لوس أنجلس ،كنتُ أقرأ لأحد أبنائنا
والذي أحب فيه رقته وانسيابه بكلماتهِ بعفوية جميلة تذكرني بأبناءٍ قضيتُ معهم سنيناً ..وللآن
وحين أكون في بغداد ويلمحني أحدهم يأتي راكضاً إليّ ..كم أحببتهم ،أعود لهذا الأبن حين
كنتُ أقرأ له هالني ما شعرتُ بتمزقٍ يمر به ،كنتُ أشعر وكأنه غريق يتشبث ،يمد يده ،والذي
آلمني إنني كنتُ أنظر ولا أستطيع شيئاً ،وكل ما إستطعته إنني جلستُ لأكتب كلمات بعنوان ..
لحن الأمل ، علّها تفيد لمن يدع اليأس يقتل الأمل في قلبه ،وكنتُ أرقبُ كتابات هذا الأبن وكم
أسعدتني عودته لعذوبةِ كلماتهِ وعفويةِ إنسيابها الجميل ،وسوف يسعدني جداً أن ألتقيه إن كان
لا يزال هنا في السويد .
وأعود لما أقرأ فها هو الشاعر الذي أعتز به وبه يعتز الكثيرون لأنه عطاء ولأنه حبٌ للخير،
وحين أقرأ له أرى فيه صدق الرصافي وإخلاصهِ واندفاع وقوة من الجواهري وعذوبة ورقة
من الشبيبي ،فهو عذبٌ حتى في أحزانهِ وإن قستْ على قلبهِ بخفقاتها المؤلمة وأحياناً أراك
يا شاعرنا نؤاسياً في رقته واسترسالهِ ولياليه على شاطئ دجلة العذبِ ،شاطئ أبو نؤاس الذي
نفتقده جميعاً .ولا أدري ما الذي جعله يترك كل الأصدقاء ،يبتعد عنهم ،يبتعد حتى عن إمرأة
مثقفة تعتز به وتسعده ،وكمن يحاول قتل نفسه جلس ليعد أيامه .كلنا نمر بظروفٍ صعبةٍ وقد
يكون أحياناً الموت أرحم منها ،وبالنسبةِ لي فأنا لا أخاف الموت فقد ولدتُ بإحساسٍ روحاني
جعلني أؤمن بأن الروح خالدة كخلود الحب والجمال ،ولكن تبقى الحياة أجمل نعمة وهبتْ للأنسان.
شاعرنا سأقول لكَ سرّاً فأنا أعرف القلوب جيداً ،ومن بعض مواصفات ذكرتها لسكرتيرةٍ
تمنيتها ، فالقلب لا يزال للحبِ يرف ،فعد للحياةِ واهنأ بها ،واهنأ مع أولادك فنعمة إنهم بقربكَ
وكل القلوب معك يا شاعرَ العطاء الجميل .
قبل أيامٍ قلائلٍ وحين سافرتْ إبنتي والتي كانت وعائلتها في زيارتنا ،لا أدري لمَ هذه المرة
شعرتُ وكأن ألم الفراق يخترق حتى أضلعي ،خرجتُ هائمة لوسط المدينة فقط لأشعر بأن لي
إرتباط مع البشر ،سرتُ بإتجاه الحدائق الملكية ،كنتُ أنظرُ للورودِ ولا أدري لمَ كنتُ أراها
مثلي حزينة ،كانتْ الحمائم برقةِ رفتها وبحنانها تُشعرني كأنها تشاركني أحزاني
يا سائراً مثلي لا تسلني
ما دهاني
فبألوانِ الفراقِ مرسومةٌ
أيامي
للأسى حملَ الفراقُ قلبي
ومع الأسى روحي هي التي تُقتل
أين يا شجن ألم تبق غير ألم في قلبي يعتصر
أين قلبي أين المشاعر
ضائعةٌ أنا في هذا المدى
فارفقي شمسُ الدفء بهائمةٍ
لفي روحي وأضيئي في القلبِ الضائعِ الكسير
هائمةٌ أسيرُ أتكئ على جدارٍ
يحنو عليّ ظلهُ
ألمح الورود بجانبي تهفو روحي
لألوانها المخلوطة بمسحةِ أحزاني
أجفان الوردِ كم تليق بكِ مسحةُ الحزنِ
وهذه القلوب الصغيرة بقربي
يا رفّات قلبها دنيا من الحنانِ
يا آسرتي بشدوكِ
تاهتْ معالمُ دروبي
والقلب مع ركبِ الضياعِ تائهٌ
دوري يا قلوب الحنين
للقلبِ الحزين
وبصفحاتِ الأشعارِ
لوني سماء البحار
علّها لقلوبنا تحنو وترق
وأنا بمكاني غجريةٌ تمرّ بقربي تحني رأسها سلاماً
يا طيبةَ القلبِ لو بثوبكِ الجميلِ
مع هذه الحمائم أدور
وتلك الشقراء لا مباليةً تمرُّ بقربي
كم غاليتِ يا ابنةَ الفايكنك
بغبارٍ ذهبيٍ لفّ جسدكِ
حتى التراب ببلدي يا ابنة السويدِ
بشمسِ تموز الصافيةِ
يبرق كالذهبِ
أيُّ عذابٍ مسّ قلوبنا
يا بلداً مزّق قلبي
كفاكَ يا بلد تدور بنا وبابنائنا في الشتاتِ
وذاك ابن الشمالِ زهرةٌ تائهةٌ
وزهورٌ أبناء الجنوبِ منثورةٌ في كل مكانٍ
وهل أجملُ من أبناءٍ ضيعتِهم بغداد
ذوبي صوتاً واحداً يا أصوات الطيبين
وصرخةً في السماءِ دوّي بغداد
فالدنيا لم تعد دنياهم ومهما حاولوا
يا صوتَ الطيبِ
بغداد وهل يُغنيني عنكِ وطنٌ
وإن بالذهبِ شُيد
24ــ7ــ2011
ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو


.. أون سيت - أول عرض | فيلم النمر والأنثى مع إنجي يحيى




.. أون سيت - محمد ثروت بيحكي عن الجزء الثاني من فيلم بنك الحظ