الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية (10).. رؤى عنصرية

خالد أبو شرخ

2011 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


السمات الخاصة بالصهيونية ليست متعلقة فقط بجذورها وخصائصها, بل أيضا بطريقتها التي تعبر بها عن نفسها, بالتبريرات والذرائع التي تقدمها, وتسوغ بها الحقوق المزعومه.
وقد وصف الكاتب "آموس كنان" هذه التبريرات: "إن تفرد الصهيونية لا يقع في إستصلاح الأراضي, وإنما في الكذبة الحلوة التي تصحب تلك العملية".
وعلى الرغم من خصوصية التبريرات الصهيونية, إلا إنها تصدر من منطلق إستعماري عام, فقد قامت الجيوب الإستيطانية, بتقديم تبريرات مفصلة لتسويق وجودها في آسيا وإفريقيا, حيث وصف اللورد بلفور عملية الإستعمار الإستيطاني, بأنها تعبر عن :" حقوق وإمتيازات الأجناس الأورربية", وإعتبر عدم المساواة بين الأجناس حقيقة تاريخية واضحة.
أما ريتشارد كروسمان, فاعتبر الإستعمار الإستيطاني إنما حق للرجل الأبيض, في جلب الحضارة للسكان الأقل تحضرا, في آسيا وإفريقيا حتى لو أدى ذلك إلى إبادة السكان الأصليين.
ويا لها من طريقة, أن تنقل الحضارة إلى شعب, عن طريق إبادته.
ومع إزدياد الحاجة إلى الأسواق والأراضي, وإزدياد حدة الأزمات الإقتصادية والديموغرافية, في أوروربا, إزدادت النظرة العنصرية حدة وعمقا, وقد بين مؤلف "مدخل العنصرية", في دائرة المعارف البريطانية " إن العنصرية إزدهرت في وقت حدوث الموجه الثانية الكبيرة, من التوسع الأوروبي والتكالب على إفريقيا.
وكما أشرنا في مبحاثنا السابقة, أن الصهيونية تعلقت دائما بذيل الإستعمار, حتى تتمكن من المشاركه في المزايا والحقوق التي منحها الرجل الأبيض لنفسه, فمنذ البدايات نسبت اليهودي للجنس الأبيض.
عالم الإجتماع الصهيوني "آرثر روبين" (1876-1943) بؤكد في دراسته "اليهود اليوم" النظرية التي تبين مواطن الشبه الجسماني, بين الجنس اليهودي وأجناس آسيا الوسطى, وخاصة الأرمن, إذ انه يفضل (حسب قوله) أن يرى اليهود أعضاء في الجنس الأبيض, ويرحب بأي محاولة نظرية تطعن بنظرية العرقي السامي, ويرى روبين أن الإختلاف العنصري بين اليهود والأروبيين, ليس كبيرا إلى درجة تؤدي إلى التشاؤم, من ثمار الزواج المختلط بين أعضاء الجنسين.
ويتطرف "روبين" أكثر من ذلك, أذ يحاول أن يختزل لفظ يهودي على الأشكناز فقط, ففي كتابه سابق الذكر يناقش إثر الحركة الصهيونية على اليهود الغربيين, وكيف أن محاولات الإستيطان الصهيونية كانت تستهدف أساسا تجنيد اليهود الأوروبيين, لا اليهود الشرقيين ( السفارد), على الرغم من أن تجنيد وتوطين "السفارد" في فلسطين كان أكثر سهولة ويسرا.
وكان "روبين" يرى, أن الوضع الروحي والثقافي لليهود الشرقيين منخفضا, إلى حد أن الهجرة الجماعية لهم لا بد وأن تؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة, وإتفق مع "روبين" "أبا إبيان" في كتابه "صوت إسرائيل".
وأكد روبين أن "الأشكناز" بسبب طبيعة حياتهم في أوروبا, والإضطهاد الذي تعرضوا له, قد إجتازوا عملية طويلة من الاختيار, وخاضوا صراعا مريرا في الحياة, وهو صراع " لا يستطيع البقاء فيه سوى الأذكياء والأكثر قوة ", ولذلك تمت المحافظة على " المواهب العنصرية الطبيعية العظيمة", التي يتمتع بها اليهود دون غيرهم .
ونبه "روبين" قارئيه أن عملية الإختيار العنيفة, التي تتم عن طريق الإضطهاد والعزل (الجيتو), لا تنطبق إلا على "الإشكناز" وحدهم, على الرغم من إشتراكهم في الجذور العرقية مع "السفارد", فالصراع من اجل البقاء, أدى إلى تفوق "الإشكناز", في النشاط والذكاء والقدرة على البقاء على "السفارد" وعلى "اليهود العرب" .
يرى "روبين" أن الحقوق التي يدعيها الرجل الأبيض لنفسه, لا تنطبق على "السفارد" وإنما على "الإشكناز" فقط, إذ يذكر في كتابه :" لا يمكن للسفارد ان يحظوا بهذا الشرف الحضاري, إلا بسبب الضرورة الإقتصادية الملحة, كأن يسمح لهم بالإستيطان في الجيب الصهيوني, لأداء بعض الأعمال الشاقة, التي يقوم العرب بها, وبالأجر الذي يتقاضاه العرب, وعلى شرط ان يأتوا بأعداد صغيرة " .
الرؤية للمستوطن اليهودي بوصفه رجلا أبيض, رؤية أساسية في الأدبيات الصهيونية," فثيودور هرتزل" كان يؤمن بتفوق الرجل الأبيض, وكان يدرك ضرورة التنسيق بين الخطة الصهيونية والمشروعات الإستعمارية المماثلة, فقد أكد لوزير المستعمرات البريطاني "تشامبرلين", أن مطلبه " بقعة ما في الممتلكات الإنجليزية ليس بها حتى الان أناس بيض ".
وفي خطاب أمام المؤتمر الصهيوني السادس (1903م), ذكر الروائي الإنجليزي والمفكر الصهيوني "إسرائيل زانجويل" (1864-1926) "إن الإستيطان الصهيوني في شرق إفريقيا سيكون وسيلة لمضاعفة عدد السكان البيض التابعين لبريطانيا هناك" .
وإنطلاقا من فكرة التفوق الحضاري الغربي, وصف "هرتزل" الإمبريالية, على أنها نشاط نبيل, الهدف منه جلب الحضارة إلى الأجناس الأخرى, التي تعيش في ظلام البدائية والجهل, وفي رسالته إلى "دوق بادن", أكد أن اليهود عندما يعودون إلى وطنهم التاريخي, فإنهم لن يكونوا إلا " ممثلين للحضارة الغربية " وسيجلبون معهم " النظافة والنظام والعادات الغربية الراسخة إلى هذا الركن الموبوء والبالي من الشرق ", كما أكد أن الدولة اليهودية, ستكون جزءا من حائط يحمي أوروبا في آسيا, ويكون حصنا منيعا للحضارة في وجه الهمجية .
تؤكد الأدبيات الصهيونية, أن الجيب الإستيطاني الصهيوني, ليس كيانا عنصريا وحسب, بل أن سكانه يجب أن لا يتنموا إلا للجنس الأبيض, ففي كتابه " بعث إسرائيل ومصيرها " يبين "بن غوريون", عددا من أوجه التشابه بين المستوطنين الصهاينة, وغيرهم من المستعمرين البيض.
وفي العام 1917م وفي مقالة تحت عنوان " يهوذا والخليل " وصف بن "غوريون" المستوطنين الصهاينة في فلسطين, لا بكونهم عاملين بهذه الأرض فحسب, بل على أنهم غزاة حيث كتب " لقد كنا جماعة من الفاتحين ", وفي مقالة أخرى " الحصول على وطن قومي " عام 1915م قارن بين الاستيطان الصهيوني, والاستيطان الأمريكي للعالم الجديد, مستحضرا صورة المعارك التي خاضها المستوطنون الأمريكيون, ضد الطبيعة الوحشية وضد الهنود الحمر الأكثر وحشية.
ونرى هنا كيف أن "بن غوريون", قد وضع الهنود الحمر, في مرتبة أدنى من مرتبة الطبيعة, فقد جردهم من إنسانيتهم, وحولهم إلى جزء وضيع من الطبيعة, الأمر الذي يجعل من إبادتهم أو نقلهم, أمرا مقبولا بل ومرغوبا.
وبنفس الإتجاه العنصري, الذي يسوغ الإستعمار والعنف والإبادة, باسم التقدم والحضارة, يكتب "وايزمان" إلى الرئيس "ترومان" في 27 نزفمبر 1947م يشرح له أن المجتمع الصهيوني في "فلسطين" يضم فلاحين متعلمين وطبقة صناعية ماهرة, تعيش على مستوى عال, وقارن هذه الصورة المشرقة, مع الصورة الكئيبة للمجتمعات الأمية والمتخلفة والوضيعة في فلسطين .
ولم يحاول "وايزمان" أن يشرح السبب الخفي, وراء عدم بزوغ فجر الحضارة في فلسطين, بعد 50 عاما من بدء الإستعمار البريطاني والصهيوني لفلسطين .

رافقت أسطورة اليهودي الأبيض, أسطورة أخرى وهي إسطورة "اليهودي النقي" أو "اليهودي الخالص", حيث أن اليهود حسب هذا التصور, يشكلون جنسا فريدا مستقلا, وليس فقط سلالة من سلالات الجنس الأبيض.
وفكرة اليهودي النقي مثل فكرة الرجل الأبيض المتفوق, تمنح اليهود حقوقا معينة مقدسة وخالدة ولا تتأثر بأي إعتبارات أو مطالب تاريخية, ولا يمكن حتى للفلسطينين أن يكون لهم حقوق مماثلة, لحقوق اليهود في فلسطين.
وبتضح هذا التصور في كلمات الحاخام "هاكوهين فيشمان ميمون" أول وزير للشؤون الدينية في إسرائيل, والذي أكد أن الصلة بين الشعب اليهودي وأرضه المقدسة, هي سر من الأسرار الدينية, وقد يكون للآخرين على أحسن الظروف, صلة ما سياسية وعلمانية وخارجية وعرضية ومؤقته, في حين أن لليهود حتى وهم في حالة الشتات " صلة مباشرة سماوية وأبدية " .
أسطورة الحقوق الأبدية لليهودي النقي, في أرض فلسطين, والتي تفترض هامشية السكان الأصليين, شكل من التبريرات الصهيونية التي تتسم بالغموض واللاأخلاقية, تفوق غموض ولاأخلاقية التبريرات العنصرية التقليدية .
فالأساطير العنصرية التقليدية, تعترف في نهاية الأمر بوجود الآخر, أما المفهوم الصهيوني الخاص بالحقوق اليهودية, يرفض الإعتراف بوجود الآخر.
فحسب مفاهيم أسطورة الحقوق الأبدية لليهودي النقي, تصبح فلسطين أرض بلا سكان, أرض بلا شعب .
وإمتلاك فلسطين ليس من حق سكانها الأصليين, ولا يحق لأحد أن يتساءل لماذا, لأن مشكلة فلسطين وحسب تصور "بن غوريون": " تتلخص في حق اليهود المشتتين في العودة, وهو حق مطلق, وقائم منذ بداية التاريخ وإلى نهايته " . إذن لا وجود للآخر حسب رأي بن غوريون .
يتميز مفهوم حقوق اليهود المقدسة, والذي يستند لأسطورة اليهودي النقي, بأن عنصريتها غير تقليدية, إذ أن فعاليتها محصورة في بقعة جغرافية محددة, ولا تشمل العالم بأسره, فمن المعروف ان الأيدولوجيا النازية, تقوم على تقسيم الأجناس في العالم, إلى "متفوقون" و"ذوي مكانة دنيا", ومن هنا إحتل الساميون والزنوج إينما وجودوا المكانة الدنيا, واحتل الآريون المكانه العليا.
ومجال الإمبريالية الغربية كان عالميا, ولذلك تطلب الأمر رؤى تقوم على تصنيف عالمي للأجناس, مثل " الجنس الأبيض" و"الملونون", هذا على عكس الإستعمار الصهيوني, الذي يهدف إلى إحتلال فلسطين, ولا يشمل العالم بأسره.
لذا لم يكن ضرورة للرؤية العنصرية الصهيونية, أن تشمل كل أجناس العالم, وإنما تنصب على شعب واحد, هو الشعب الفلسطيني خاصة والعرب عامة .
ساهم المجال المحدود لمفهوم الحقوق الأزلية لليهودي النقي, في إزالة أي توترات بين الإستعمار الصهيوني, والقوى الإستعمارية الكبرى في أوروبا, لأن الصهيونية ربطت حقوق اليهود بقطعة أرض واحدة, فلم ينكمش مسرح الإمبريالية العالمية, إلا بمقدار قطعة أرض صغيرة.
ومن أصدق الأمثلة على عدم التناقض مع الإمبريالية, بل والإنسجام معها, التعاون بين النازية والصهيونية, في نقل اليهود خارج الأراضي التي يسيطر عليها النازيون, ففي أحد الأوامر العسكرية التي أصدرها البوليس السري البفاري في ميونخ في 13 إبريل 1935م :" النشاط الصادق الذي يبذله الصهاينة في مسألة الهجرة, تتقابل في منتصف الطريق مع نوايا الحكومة النازية فيما يتعلق بإبعاد اليهود عن ألمانيا".
وآمن زعماء الصهيونية, أن جهود النازية الهادفة, إلى إيقاف عملية دمج اليهود, في المجتمع الألماني وتهجريهم إلى أرض فلسطين, يمكن أن يكون حلا عادلا, لكل من الجانبين الصهيوني والنازي.

النطاق الإقليمي للأسطورة الصهيونية, جعل كثيرا من الناس, ولا سيما في الغرب يعتقدون أن الصهيونية ليست عنصرية, وربما معهم بعض الحق, فالنازية على سبيل المثال لم تكن عنصرية تجاه شرق اسيا, فلو حكمنا على النازية في طوكيو, لوجدناها مجرد أيدولوجية قومية تدافع عن حقوق وأمجاد الألمان.
والصهيونية بالنسبة للغرب, ليست سوى أيدولوجية سياسية وضعها اليهود من أجل اليهود, ولا تتضمن أي تمييز ضد أي شخص في أمريكا أو أوروبا.
ولكن بنقل الصهيونية إلى فلسطين, فإن الأمر يختلف كليةً, إذ تفضح الصهيونية وجهها العنصري.
ولذا نرى أن الحكم على الصهيونية, لا يمكن أن يتم في لندن أو باريس أو ستوكهولم أو نيويورك, بل في مجال عملها وممارستها أي في فلسطين .

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
جمال عبد الناصر ( 2011 / 7 / 26 - 09:59 )
تحية للسيد ابوشرخ وشكرا علي هذه البحث الرصين والمعمق الذي سيهاجمه العنصريون (الليبراليون جدا..جدا!) المعادون للشعب العربي وقضاياه.ولكن ورغما عنهم ستبقي الصهيونية جريمة في حق الجنس البشري يجب اجتثاثها تماما (ام ان الاجتثاث لاينطبق سوي علي البعث!).الصهيونية عنصرية او لاتكون.واخر ابداعاتها ظهرت في اوسلو (من المؤكد ان صهاينة الحوار المتمدن قد اصيبوا بخيبة امل كبيرة لكون المجرم الذي ارتكب المجزرة ليس عربيا او مسلما.بل مسيحي-صهيوني ترك خلفه صفحات مليئة بالمديح القذر للمجرمين الصهاينة وكيانهم الغاصب وكذلك الشتائم العنصرية ضد العرب التي طاولت حتي الراحل ياسر عرفات) ليس غريبا ان تأكل قطط التمييز العنصري ألسنة الليبراليين (تشرفنا!) واليسارين الصهاينة الذين يكتبون علي صفحات هذا المنبر. فلو كان الفاعل عربيا لصدح هؤلاء بأصواتهم الشاجبة والمستنكرة للجريمة..ولكنهم سكتوا وامتنعوا عن الكلام المباح لان الارهابي ينتمي الي العرق السيد لنقارن كمية الهذيان الذي يسطرونه بمجرد ان تشتبه دولة غربية ما في احد المنتمين الي الشعب العربي بما يحدث الان...


2 - وماذا عن الصهيونية العربية والإسلامية .
محمد علو ( 2011 / 7 / 26 - 14:52 )
وماذا عن الصهيونية العربية والإسلامية المتمثلة في مواقف ومقالات فيصل القاسم , رشاد أبو شاور , الشيخ السلفي العرعوري وووو . والقائمة طويلة المتناغمة مع الانظمة العربية والإسلامية فيما يخص الشعب الكُردي والقضية القومية الكُردية في تلك الدول المغتصبة لكُردستانهم . وماذا عن الشعب الامازيغي والقبطي وووو . وهل مسموح للبعض الكتابة عن صهيونية الغير عربي والإسلامي فقط .


3 - السيد جمال عبد الناصر
خالد أبو شرخ ( 2011 / 7 / 26 - 22:29 )
بعد التحية
شكرا لمرورك واهتمامك
بالنسبة لليبراليين جدا جدا فتوقع مههم اكثر من ذلك, فاذا كانو قد خالفوا منهاج الليبراليه نفسه, فظهور الليبرالية كان مع صعود القوميات في اوروبا ونشوء الدولة القومية فيها اي ان الليبرالية مرتبطة بالدولة وسيادتها, فكيف لهم ان يسموا انفسهم ليبراليين وهم لا يهتمون بالسيادة الوطنية لبلداننا او لحق تقرير المصر للشعب الفلسطيني


4 - السيد محمد علو
خالد أبو شرخ ( 2011 / 7 / 26 - 22:32 )
بعد التحية
بالنسبة لسؤالك عن الاكراد والامازيغ وغيرهم من القوميات بالمنطقة فانا شخصيا مع تقرير المصير لاي شعب
اما بالنسبة لسؤالك عما هم مسموح او غير مسموح الكتابه به فانا لست من هيئة تحرير الموقع يمكنك التوجه لهم بالسؤال

اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ