الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصاص على كبد الجاني ألذ من الشهد !

جمال الخرسان

2011 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قصاص على كبد الجاني ألذ من الشهد !

تحت لافتات حقوق الانسان التي اصبحت تدافع عن المجرم اكثر من دفاعها عن الضحية غدت السجون في بعض البلدان ملاذا آمنا ومريحا جدا لايتوفر في بعض الاحيان حتى بالنسبة للحاصلين على فرصة عمل..في بلد اوروبي ولا اتحدث فقط عن بلدان العالم الثالث! لاشك ان هذه واحدة من العوامل المهمة التي تساعد المجرم وتدفعه لارتكاب الجريمة.
القوانين في العديد من البلدان الديمقراطية غدت ذات حساسية مفرطة تجاه مفهوم معاقبة المجرم، ولاتتوفر تلك الحساسية تجاه الدفاع عن دماء الضحايا، هذه المفارقة اجبرت الكثيرين مؤخرا على اعادة النظر بتلك المعادلة المختلة لصالح الجريمة والمجرمين على حساب الضحايا.
ما الذي يردع مجرملا مثل سفاح النروج كي لا يكرر فعلته ؟! وما الذي يردع غيره من تكرارها ؟! اذا كانت العقوبة القصوى لكل ما حصل من مأساة وكارثة في النروج يوم الثاني والعشرين من تموز لا تتعدى عقوبة السجن لمدة 21 عاما سوف يقضيها انديرس بيرينغ بريفيك في معتقل ( هالدين فينغسيل ) الذي بني وسط المساحات الخضراء وتتوفر فيه جميع مستلزمات الحياة الضرورية منها وغير الضرورية، من ملاعب لمختلف الالعاب الرياضية وقاعات للنشاطات المختلفة يقضي فيها السجين ما تبقى من عقوبته باسترخاء تام، بعيدا عن قلق المعيشة، والاهم من ذلك بعيدا عن الاستقطاعات الضريبية القاسية جدا في البلدان الاسكندنافية التي قد تصل الى 40% من مدخول الفرد!
الملفت ان القوانين في معظم البلدان الغربية تعطي اهمية قصوى للبعد الانساني وتوفر مستلزمات العيش الكريم لكل من يطأ اراضيها وهذه المسألة التي تستحق الاحترام معروفة للجميع.. لكن ذلك الحس الانساني الفذ لايتماشى مع لائحة العقوبات المتعلقة بالجرائم الجنائية الكبيرة خصوصا تلك التي يسقط فيها كثير من الابرياء، فالقوانين في تلك البلدان تتعامل مع دماء الضحايا بشيء من الاستخفاف والاستهانة، وما يدفع لهذا التصور ان عقوبة الجريمة الاقتصادية اقسى بكثير وبعشرات المرات من جرائم القتل. فهناك بلدان تحكم قوانينها بالسجن لمدة قد تصل لاكثر من عشرين عاما مثلا على كل من تسوّل له نفسه توزيع البوم غنائي جديد او برامج الكترونية تتعلق بالحاسوب بطريقة غير شرعية وهي ذات العقوبة التي من المتوقع ان يعاقب بها النرويجي انديرس بيرينغ بريفيك رغم انه قتل اكثر من سبعين شخصا! وهذا الاخير رغم هدوئه المفتعل وربما الحقيقي لو اراد ان يتخذ ايّ ردة فعل تجاه مالايعجبه فانه يعمل بصمت على طريقة اسلافه حتى لو ارادا ان يكون مجرما.. فوجّه ضربة موجعة تلصق نفسها بقوة في ذاكرة جميع النرويجيين وغيرهم في اروربا، اراد ان يغذي على طريقته الخاصة ظاهرة الاسلام فوبيا ويدفعها حيثما يريد.. انها ذكرى سيئة جدا عن الاجانب والمسلمين، رغم ان المنفذ من جلدة النرويجيين مع سبق الاصرار والترصد.


جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -