الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست أمريكا , هذه المرة أنكسر الصمت والجماهير تنهض

عباس كامل

2011 / 7 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تحركت الجماهير وكسرت صمتها اخيرا وازالت كل خوفها وخنوعها وترددها وعزمت على التحرك والمثابرة والقيام بالثورات لسقوط حكامها الديكتاتوريين الذين تربعوا على عرش الحكم لسنوات طويلة واصبحت سلطتهم منتهية الصلاحية ولافائدة منها , فبعد الظلم والبطش وألاهانة للانسان والتعذيب ومامرت به تلك الشعوب من جوع وحرمان وبطالة واعتقالات وزج الابرياء من مواطنيها في سجونها المظلمة . هاهي الجماهير في المنطقة سقطت بأرادتها وتحركها ومثابرتها ووعي الشباب الرافض للذل والاستهانة كل انظمتهم الرجعية الفاسدة , وقد حصل هذا الأمر عكس ماحصل في العراق فكلنا نعرف ان في العراق تم اسقاط النظام البعثي وسلطته الفاشية والوحشية ودكتاتوره صدام حسين على يد أميركا وحلفائها بعد ان احرقت الورقة الاخيرة لصدام حسين وانتهت صلاحية حكمه وانزعاج الغرب من تهديداته ووعيده المستمر بنفي اسرائيل وكلامه الفارغ عن امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل او مباهاته بها واستعراض عضلاته الخاوية وضعف جيشه الذي ضعفت قدراته العسكرية والفنية منذ 1991 عند دخوله للكويت وخرج ذلك الجيش منكسرا وخاويا كل ذلك جعل من اميركا ان تصد تلك التهديدات وتضع صدام حسين أمام نصب اعينها لتخطط لأسقاطه , صحيح ان عام 1991 وبعد دخول الكويت وهزيمة الجيش من قبل القوات الامريكية وطيرانها والجيوش المتحالفة معها قامت الجماهير بتحرك شعبي وجماهيري لاسقاط صدام ونظامه الا ان اميركا لم تريد ذلك في حينها وتعاونت مع نظام صدام حسين بقمع تلك الثورة وقلعها وابادة من خرج وقتل كل من شارك بها وهروب الباقين وفرارهم الى دول اخرى وهكذا ارادت اميركا ان تكون الامور في حينها ناهيك عن تنازلات النظام انذاك عن الكثير من الالتزامات وتوقيعه على ورق ابيض مقابل ان يستمر بحكمه في خيمة صفوان وماادراك ما خيمة صفوان لم تكن هي خيمة عادية للإيواء، بل انتصبت وهي تصرخ بأعلى صوتها إنها شاهدة على الاستسلام وإنها ستظل رمزا للانكسار والهزيمة التي مني بها النظام عسكريا وسياسيا وعندما شعر رأس النظام بالخناق يطبق عليه من قبل اميركا وحلفائها، أصدر أمره الى المفاوضين بقبول كل شيء والتوقيع على كل شيء ما دام ذلك يضمن استمرارية نظامه، وعندئذ لم يجد المفاوضيين إلا التوقيع على وثيقة الذل والهزيمة، حصل هذا واستمر النظام بالسلطة وقمعه واستهتاره وكتم الافواه , لكن ماالذي حصل عام 2003 هل أسقطت الجماهير ذلك النظام , هل كان بمقدورها ذك الجواب كلا لم تستطع لان النظام انذاك كان يحكم بالحديد والنار الى ان تدخلت اميركا بكل ثقلها العسكري والسياسي واللوجستي والمخابراتي لتسقيط النظام وأزاحته , وبأزاحته طبعا دمرت العراق بالكامل وعند مجيئها لاحتلال العراق وسقوط نظام البعث جاءت اميركا وحلفائها ومعهم هدايا للعراق وهم قادة الاحزاب الاسلامية والقومية والعشائرية وكل انواع الشرذمة والتخلف لتضعهم في المكان الغير مناسب ليتسلطوا بالتالي على رقاب المجتمع , ذلك ان المجتمع العراقي كان قد عانى الامرين من ذلك النظام البعثي المدمر والوحشي , وبدل ان يرتاح المجتمع العراقي ويهنئ بالسعادة وينعم بالحرية الا انه تفاجأ بوصول تلك الشراذم من اسلاميين وقوميين وطائفيين الى سدة الحكم ومباركة اميركا ليتسلطوا مرة اخرى وبلباس ووجوه اخرى على رقاب الجماهير وتحطيم ماتبقى في العراق وقتل الابرياء وولادة الطائفية بين الطوائف المتعددة في العراق وقتل المئات وحصدت ارواح الابرياء وانتشار التخلف والشعوذة وانعدام الخدمات وانتشار الاوبئة والامراض والبطالة والفقر وزج الابرياء في السجون والمعتقلات وكأنهم اصحاب فضل على العراق وجماهيره , اليسو هم هؤلاء الموجودين في السلطة من كانوا يستجدون ويتسكعون في الليل على الارصفة ويعيشون على فتات الخبز في دول عربية واجنبية , كيف يحكمون الان , كيف قسموا العراق وهجروا ابنائه وقسموا قسما فيما بينهم ان يدمرو العراق وينهبوا ثرواته مع الاحتلال , اذن فالثورة اصبحت واجب وامرا ملح وفوري للجماهير للاطاحة بهم وهزيمتهم وارجاعهم الى جحورهم القروسطية , اذن على الجماهير في العراق وعلى الطبقة العاملة صاحبة الارادة والاكثر قوة وعددا ان تنهض لتسقط سلطة هؤلاء , فالأجدر ان تنهض لتخليص المجتمع من هذه الامراض والجراثيم ومن كل السراق واللصوص لينعم بالحرية والمساواة وهي قادرة على ذلك , بنهوض الطبقة العاملة تموت كل أفعى سامة تلدق بأي مجتمع حر يتطلع الى الحرية , على جماهير العراق ان تحذوا هذه المرة حذو الثورات التي حصلت في بعض البلدان العربية ولاتنتظر منة من احد , لذلك اعتقد ان الاحتجاجات والصيحات الثورية في تلك الدول واسقاط انظمتها الرجعية جاءت نتيجة الشواهد الواقعية والهمة والعزيمة لدى الشباب والنهوض الشامل لطرد كل الانظمة والشراذم المتسلطة بسيوفها على الرقاب ومنذ عشرات السنين
يجب ان تبدا الثورة من الداخل ويجب المواصلة حتى النهاية لتحقيق العدالة والحرية والمساواة وماتريده وتتمناه الجماهير لنفسها دون تدخل او وصاية من احد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات