الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الكردية .. شئ ما على الطريق !!

تاج موسى آل غدير

2011 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


يُعد الشعب الكردي من الشعوب الرئيسية في منطقة الشرق التي تنتمي اليها أمم عديدة وهي في الحقيقة أمم شقيقة اثرت وتأثرت ببعضها عبر التأريخ فتداخلت عاداتها وتقاليدها وانماط عيشها حيث كونت بمجموعها مميزات كثيرة يتميز بها الشرقيون عن سواهم في مناطق اخرى من العالم , وتشير العديد من المصادر التأريخية بأن الكرد والفرس تمايزا تأريخيا وإنبثقا من حضارة واحدة منذ القدم كما ان اللغة الكردية تعد توأم اللغة الفارسية , وفي عصر الخلافة العثمانية والدولة الصفوية وصراع هاتين الدولتين على التسلط والنفوذ دفع الشعب الكردي ثمنا قاسيا نتيجة التخندق المذهبي الذي افرزه صراع الطرفين . وعلى الجانب التركي يعتبر الكرد من الناحية العملية من مؤسسي دولة الخلافة العثمانية حيث ساهموا في تشكيل خلفيتها وعمقها الايديولوجي المذهبي , ونتيجة لمجمل الاوضاع والصراعات الدائرة في العالم الاسلامي منذ خمسة قرون , شكل الكرد كتلة بشرية ورقعة جغرافية عازلة بين العثمانيين الاتراك والصفويين الفرس وإنقسمت مناطق الكرد ورقعتهم الجغرافية رسميا وقانونيا بين السلطتين العثمانية والصفوية بعد ( معركة جالديران 1514م ) والتي وقعت بين الطرفين وتم تثبيت خط الحدود رسميا بموجب معاهدة ( زهاب 1936م ) . كذلك يمتد الوجود الكردي في كل من سوريا والعراق , وفي التأريخ الحديث وبعد الحرب العالمية الاولى منحت إتفاقية ( سيفر ) حق الكرد بإدارة مناطقهم وحق الاستقلال , إلا أن معاهدة ( لوزان 1924م ) التي وقعتها تركيا مع الحلفاء أدّت الى تقسيم الاراضي الكردية بين دول المنطقة , وفي عام 1946م دعم الاتحاد السوفييتي بزعامة ستالين قيام جمهورية مهاباد الكردية ردّا على تقارب شاه ايران مع ألمانيا النازية إلا أن ستالين تراجع عن دعمه لهذه الدولة التي استمرت ( 11 ) شهرا فقط وتم إعدام حكومتها وعلى رأسها ( قاضي محمد ) . هناك تفاصيل كثيرة يرويها لنا التأريخ عن دور الشعب الكردي في هذه المنطقة وعن إسهامات أبنائه في معاراك الاستقلال والتحرر ولكننا نجد وبكل أسف تغييب للهوية الكردية في منطقتنا , فلقد حُرمت الامة الكردية من إنشاء دولتها كما حُرم أبنائها من حقوق المواطنة الكاملة بما في ذلك الحقوق الثقافية وحرية التواصل بين ابنائها , وكل ذلك بسبب إتفاقيات ومعاهدات وضعتها قيادات دول الحلفاء التي لا تنتمي لهذه المنطقة والتي إستعمرت المنطقة وقسمتها الى دول وكيانات على ضوء ما تقتضيه مصالحها , ولعل من المفيد أن نذكّر بأن الشعب الكردي حاليا يعيش بنسبة 80% في دول المنطقة , تركيا : 22مليون , إيران : 8مليون , العراق : 6مليون , سوريا : 4مليون . أي ما مجموعه أربعين مليونا وعدة ملايين أخرى تمثل 20% من تعداده في بلدان المهجر , دول أوروبا وغيرها . وفي العراق البلد الوحيد في المنطقة الذي حصل فيه الكرد العراقيين على حقوقهم السياسية والثقافية كاملة , يبدو للمراقب إن حالة الكرد في العراق صارت مثلا يحتذى به لدى عموم أفراد الشعب الكردي في اماكن تواجدهم وبالتالي فإننا نتوقع إزدياد أعداد الكرد المطالبين بالحرية والفدرالية في كل من تركيا وإيران وسوريا لذا لابد ان نقول انه قد آن الأوان لعقد مؤتمر بين قيادات دول العراق , سوريا , تركيا و إيران وممثلين عن الكرد في هذه البلدان وتغليب صوت العقل والحق على صوت المدافع وهدير الطائرات وتحقيق شئ ما ..على الطريق


تاج موسى آل غدير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح من قبل الكاتب - خطأ مطبعي
تاج موسى آل غدير ( 2011 / 7 / 27 - 17:18 )
ورد بالمقال تاريخ معاهدة زهاب 1936  وهو خطأ مطبعي والتاريخ الصحيح هو 1639 م مع جزيل الشكر لاعزائنا القراء
تحياتي

اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف