الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دينا عبدالرحمن.. فى مرمى -نيران صديقة-

سعد هجرس

2011 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ليست قضية خطيرة أن يتوقف برنامج تليفزيونى مثل برنامج الإعلامية المحترمة دينا عبدالرحمن على قناة "دريم" فالبرامج تولد وتموت ويظهر غيرها ولا تتوقف الحياة.
الخطير هو السياق الذى جاء فيه إسكات صوت "دينا" ووضع أقفال من حديد على شفاهها.
والسياق الذى نقصده هو ذلك "الشرخ" فى العلاقة بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة من ناحية وبين عدد متزايد من فصائل الثوار من ناحية أخرى.
ومبعث القلق من ظهور هذا الشرخ أمران:
الأمر الأول هو أن هذه العلاقة ذاتها تأسست على قاعدة أن "الشعب والجيش إيد واحدة"، وهى القاعدة التى كانت – ولا تزال – شرطاً ضرورياً لتقدم الثورة نحو استكمال مهامها وتحقيق أهدافها، فى مواجهة قوى الثورة المضادة التى تتربص بالوطن والأمة من أجل إعادة عقاب الزمن إلى الوراء.
الأمر الثانى: هو أنه بدلاً من أن تزداد متانة هذه الوحدة بين الثورة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة فإنها بدأت تعانى من التشققات والشروخ والتصدعات. والأخطر أن هذه التشققات وتلك التصدعات تتزايد يوما بعد آخر.
والدلائل على ذلك كثيرة، الظاهر منها على السطح ذلك التلاسن الإعلامى بين الجانبين، الذى وصل من جانب الثوار إلى حد اتهام المجلس بالتباطؤ، الذى يصل إلى حد التواطؤ فى رأى البعض، فى تحقيق أهداف ومطالب الثورة، ووصل من جانب المجلس إلى اتهام بعض الفصائل الثورية – وبالتحديد حركة "كفاية" وحركة "6 أبريل" – باتهامات متعددة تصل إلى التشكيك فى "وطنيتها". وهى اتهامات خطيرة خاصة أنها جاءت فى أعقاب لجوء بعض أعضاء المجلس إلى استخدام لغة "التهديد" على النحو الذى وصل إلى ذورته فى "إصبع اللواء الفنجرى"، وهو نفس اللواء الذى حظى من قبل بحب ملايين المصريين إثر تحيته الشهيرة لشهداء الثورة بـ"تعظيم سلام" تاريخى!!
ومسئولية تدهور الأمور على هذا النحو المؤسف – الذى لا يفيد سوى أعداء الثورة – مسئولية مشتركة بلاشك.
وإذا كانت بعض فصائل الثورة قد جانبها الصواب فى التصعيد غير المحسوب، الذى وصل إلى ذورته فى مسيرة "العباسية" بكل تداعياتها المؤسفة، فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتحمل الجانب الأكبر من المسئولية بحكم موقعه ومكانته وإمكانياته وإمساكه بمفاتيح صنع القرار ومقومات السلطة والتأثير.
***
وبدلاً من أن يتدارك المجلس الأعلى للقوات المسلحة – الذى نكن له كل إعزاز وتقدير منذ اليوم الأول لانحيازه للشعب ورفضه أوامر الرئيس المخلوع بإطلاق الرصاص على الثوار – بدلاً من أن يتدارك الموقف من أجل حل هذه التناقضات الثانوية، وأن يتفهم دوافع غضب وسخط الغالبية الساحقة من المصريين الذين يساورهم القلق على مصير الثورة، فإنه وقع فريسة الفعل ورد الفعل، حتى وصل الأمر إلى هذا التعامل الخشن مع الرأى الآخر ونفاد الصبر مع أقل اختلاف فى وجهات النظر التى يتم تداولها فى البرامج التلفزيونية، حتى وصل الحال إلى إسكات صوت دينا عبدالرحمن إثر ملاحظات فظة من أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تضمنت اتهاما مروعا للكاتبة الصحفية المحترمة نجلاء بدير بأنها "مخربة".
قد يقول قائل .. وما ذنب المجلس العسكرى فى إغلاق برنامج دينا عبدالرحمن بالضبة والمفتاح؟ أليس هذا قرار صاحب القناة رجل الأعمال أحمد بهجت؟!
قد يكون هذا صحيحاً فى الظاهر، لكن المؤكد أن أحمد بهجت إتخذ هذا القرار المفتقر للحكمة والحساسية فى ظل قراءته لتدهور علاقة المجلس بالثورة والثوار ومحاولته كسب رضا المجلس حتى لو جاء ذلك على حساب أحد أفضل المذيعات لديه.
***
وليس المهم الآن تبادل الاتهامات وتحميل كل طرف مسئولية هذا الشرخ للطرف الآخر.
الأهم هو الارتفاع إلى مستوى المسئولية التاريخية واستعادة التناغم بين الثورة والمجلس كى يعود "الجيش والشعب إيد واحدة"، وكى لا يعود الاعلام كبش فداء أو مخلب قط لهذا أو ذاك.
فهذا التعامل الفظ مع واحدة من أفضل الإعلاميات المصريات هو مجرد الجزء البارز من جبل جليد الإعلام الذى لم تصله رياح الثورة بعد.
فقد كانت "دينا" تصول وتجول فى عهد حسنى مبارك هى وغيرها.. ولم تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.
وهذا مجرد مؤشر .. على أوضاع متدهورة ينبغي وضع حد لها اليوم قبل الغد. وأن يعود الجيش والشعب إيد واحدة.
أما حالة الإعلام التى لا تسر، وروشتة علاجه من أمراضه المزمنة.. فتلك قصة أخرى سنحاول العودة إليها فى مقال لاحق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة