الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ومصر وقرارات الاجتثاث !

جمال الخرسان

2011 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


العراق ومصر وقرارات الاجتثاث !

كثيرة هي الامور السلبية والايجابية التي رافقت التحول السياسي الكبير في العراق منذ عام 2003، انهيار لما تبقى من مؤسسات الدولة العراقية وهي بالاصل مؤسسات كارتونية ليس لها مضمون! خلافات بين التيارات والكتل السياسية حول شكل الدولة وهويتها وحول طريقة نظام الحكم.. كل تلك الخلافات وغيرها انعكست على الشارع فغذت تركة ثقيلة من الانقسام الحاد في النسيج الاجتماعي العراقي وفقدت السيطرة على الامور، تلا ذلك غياب للرقابة وضياع مبالغ كبيرة من اموال الشعب العراقي تحت مظلة الاعمار. من ينكر ذلك فقد قفز على الحقائق واراد ان يغطي الشمس بغربال، لكن تلك السلبيات لم ولن تكون هي فقط ما جلبته التجربة العراقية بعد حرب الخليج الثالثة، فالحريات السياسية والتبادل السلمي للسلطة اضافة الى تحسن كبير في مستوى دخل الفرد العراقي وعودة العراق التدريجية الى المجتمع الدولي، اسقاط جزء كبير من الديون، نهاية الحصار الاقتصادي الذي قسى على المواطن العراقي لاكثر من ثلاثة عشر عاما.. ذلك مما لايمكن تجاهله بأي شكل من الاشكال. وما بين هذه وتلك ثمة متغيرات مهمة حصلت في التجربة العراقية صنفها بعض في اطار سلبي واخرون عدوها مما لابد منه.. كقصة اجتثاث البعث التي شرعها الحاكم المدني بول بريمر واصبحت فيما بعد تعرف بـ( هيئة المسائلة والعدالة ).
البعض اطنب لها وعدها قصاص من المجرمين وابعاد لكل من يود اعادة الامور الى الخلف، لكن قوى سياسية تحت قبة البرلمان وخارجه تعتبر تلك الخطوة خطيئة لاتغتفر في العملية السياسية لانها تؤسس لسياسة الانتقام! وهذه القناعة كانت تتردد كثيرا في الاعلام العربي بما في ذلك الاعلام المصري، لكن الامور انقلبت كثيرا بعد ما فعلته عربة البوعزيزي، وبعدما اصبحت مصر تصارع من اجل التخلص من ظاهرة حسني مبارك التي لم تسقط بمجرد تنحيه عن السلطة. فقد اعلن مؤخرا في القاهرة وبعد مطالبات حثيثة من قبل الشارع المصري إجتثاث نحو 9 آلاف مسؤول كانوا يشغلون مواقع قيادية بالحزب الوطني المنحل أهلتهم لشغل المواقع القيادية بالدولة، ماذا هذا الرقم الا وجبة اولى فقط تليها وجبات في مراحل اخرى قادمة، جاء ذلك على لسان الحكومة المصرية المؤقتة استجابة لضغط الشارع الذي يطالب بتطهير مؤسسات الدولة من اتباع مبارك وحزبه الذي كان حاكما حتى وقت قريب.
التجربة المصرية ربما تكون اكثر ايقاعا في نفوس البعض خصوصا ممن يطالبون بالغاء الاجتثاث في العراق.. وما حصل في مصر يؤكد صحة ما حصل في العراق تجاه حزب البعث واتباع صدام حسين، لابل ربما تكون قوانين الاجتثاث العراقية قد رأفت كثيرا بالبعثيين بالقياس لاقرانهم في مصر.
هذه القصة تشبه كثيرا من المواقف التي كانت تدان من خلالها التجربة العراقية وتصنف على انها خطايا كبرى! كقصة اللجوء الى قوى خارجية للتخلص من بطش الدكتاتوريات التي حرقت اخضر الشعوب ويابسها وما حصل مع القرار الدولي الدولي 1973 الذي طالبت به الشعوب قبل النخب العربية! وتطالب به الان من اجل الحسم في سوريا.
التجربة المصرية ايضا تشبه ما حصل في العراق من تيه وفوضى خلاقة حتى لو اراقت الدماء لاننا وببساطة لانتعلم مما يحصل حولنا الا ان نتذوق المرارة ولهذا فان ما يحصل من تيه مصري ماهو الا جزء من مرحلة التحول الكبرى في الدولة المصرية.
لذلك لايتفاجئنّ احد بما حصل او سوف يحصل في مصر او في ايّ دولة اخرى تتذوّق للتوّ طعم الحرية فذلك جزء من اللعبة الديمقراطية في بلدان العالم الثالث وليس ثمة باب للاستثناءات في هذا المجال، وقد يكون الرهان في هذه الحالة هو فقط تقليل حجم الخسائر والخروج مبكرا من مرحلة التيه الاجباري، هذه قواعد اللعبة الديمقراطية في الشرق الاوسط بعد ارث طويل من المشكلات القديمة الجديدة زادها بلة ما احدثته الدكتاتوريات من سوء وخطايا.. لذلك فلاينصدمنّ احد من ذلك!
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي