الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناجي العلي تمرد على أبيس

ماهر علي دسوقي

2011 / 7 / 28
حقوق الانسان


ناجي العلي تمرد
على أبيس..
ماهر دسوقي

اعتبرت القضية الفلسطينية ، اوهكذا يعتقد، بأن لها مكانة خاصة لدى الكثيرين، حيث تأتت خصوصيتها من طبيعة الصراع الضاري الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد العدو الاقتلاعي العنصري الصهيوني المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيسي وقوى الاستعمار العالمي عموماً..

واذ تميزت القضية لهذا البعد، فإن هناك من تميز من القادة والأشخاص والفنانين على مدار سنوات الصراع الطويلة، ولربما يأتي في مقدمة هؤلاء الفنان الفلسطيني المبدع ناجي العلي، الذي امتشق ريشته كبندقية مقاتل شرس يدافع عن حقوق شعبه في الوجود والحرية والعودة والعدالة الاجتماعية.

لقد حضر ناجي العلي بقوة عبر ادائه الفني "الأدبي" الخاص لدرجة الفرادة، بل ان الفن بضمونه الأدبي المقاوم قد تجسد شخصاً مقاوماً عبر العلي ذاته، ولا غرابة في ذلك خاصة وأنه من كابد اللجوء والتشرد وحياة المخيم والفقر والاقتلاع من الأرض التي احب.

الفن بمضمونه انساني، نعم، لكنه ايضاً اذا لم يرتبط بعمقه الوطني يصبح مجرد أداء يبعث على السرور ان حسن او مُفرغاً لقهر ما في لحظة ما .

ناجي سليم العلي، ابن قرية الشجرة الفلسطينية الواقعة ما بين طبريا والناصرة في الأراضي التي احتلت عام 1948، اراد لفنه ان يكون خاصاً لخصوصية القضية التي يعيش، فخط بريشته المتمردة معالم الذات الوطنية بكل ابعادها فتصدى لمن تنازل او فرط، وأعلى من شأن البندقية وحق العودة، ومن قيمة قتال "اسرائيل" ومقاطعة الولايات المتحدة الامريكية، وعزز بفنه الأصالة والانتماء.
لقد انطلق "ابو خالد" من نظرة واقعية صرف، حيث رأى ان الفلسطيني انما يسعى تلقائياً الى العودة والاستقلال وطرد الغزاة، لا لىمهادنتهم، وهو اذ اقتنع بذلك اكد ان السبيل الرئيسي لذلك لا يكون الا بالبندقية الواعية والقيادة الحكيمة، لذلك تراه يركز على ذلك في معظم رسوماته لغرس هذا الاعتقاد في نفوس الاجيال الفلسطينية المتعاقبة.. ففلسطين بالنسبة له هي الحياة التي سطى عليها حثالات البشر من انحاء العالم، فهي الجليل بشموخه، وعكا بأسطورتها والنقب بلهبه، والسهول بخضرتها، والقدس بتاريخها، ويافا ببرتقالها، وغزة بكبريائها، والضفة بعنفوانها .. انها معادلة الوطن التي تحتاج الى اداة ثورية خاصة ليتسنى الانتصار.

فتمرد على العروش "الزائفة والواقع المهزوم للبعض، ولم يتراجع، فعاش حياة بسيطة متواضعة باصالته "الفلاحية"، ورفض عبادة "أبيس" او تقديسه مما اثار عليه عاصفة من الحقد والملاحقة والتضييق والتهديد والحصار .. ولم يخضع!!

شمخ ومعه حنظلة وفاطمة، رفيقا دربه، وأعلنها واضحة بأن لا للمأبلة الوطنية، وأن لا لمن يتاجر بالوطن وأن لا لمن يسعى لشطب البندقية والمقاومة .. فازداد عليه الحقد والتآمر.. فدبر له أمر بليل؟!

ففي الثاني والعشرين من تموز واثناء سير ناجي العلي لمقر عمله في لندن، حيث دفع اليها، قام احد القتلة والمدفوع من قبل من استمرأ الفساد فلسطينياً باطلاق النار على رأسه .. ليدخل بعدها بطل الفن والمقاومة الفلسطينية في حالة غيبوبة كاملة حتى تاريخ استشهاده في 29/8/1987.

وما بين الثاني والعشرين من تموز والتاسع والعشرين من آب دأب القتلة على انتظار اعلان وفاته لحظة بلحظة .. وما ان اعلنت حتى قرروا دفنه في لندن وليس في مخيم عين الحلوة الى جانب والده كما كانت وصيته الى حين عودة عظامه الى فلسطين.. فأخافهم في حياته وأخافهم في موته.

رحل ناجي العلي جسداً ولم ترحل افكاره، فرسوماته باقية وهي اكثر من (45) ألف رسم كاريكاتوري يتداولها القاصي والداني، وستبقى تطارد القتلة والفاسدين وتجار الاوطان.

قتلوك يا ناجي العلي وما من تهمة لك سوى عشق فلسطين وكره الاعداء والفساد، قتلوك ودفنوك بقبر انجليزي يحمل رقم (230191)، وما احببت يوما الا ان تدفن في ثرى فلسطين.

ستعود عظامك الى حيث ولدت يوما وتدفن لتخرج حياً من جديد كزعتر بري..

ناجي يا من رفضت المجد المؤثل للأشخاص واردته لفلسطين وكفاح شعبها .. ها انت تحظى بذلك وبامتياز من شعبك ومحبيك .. فاقبل ذلك .. نكاية بمن قتلك !!

انها مسيرةُ رائدٍ اراد الحياة لوطنه فأرادوا له الموت !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لن ننسى ولن نغفر اغتيال المبدعين!
ليلى زيداني - الناصرة ( 2011 / 7 / 28 - 08:47 )
ناجي العلي ،حنظلة، الفنان الفلسطيني المبدع، الذي اغتالته يد الجهل والحقد والأنانية والفساد والجبن، هل من المعقول ان يتم قتل المبدعين والمناضلين والمخلصين لقضية الشعب ، وللفقراء والكادحين ، بهذه البساطة وبدون ان يتم محاسبة -القتلة- المجرمين؟؟!!
شعبنا الوفي بأبنائه وبناته المخلصين والمخلصات لن ينسوا ولن يغفروا للقتلة والمجرمين .. وسنظل نلاحقهم لآخر لحظة !!
لن ننسى ولن نغفر


2 - لا والف لا لكاتم الصوت الجبان
جورج ا نطون - قرية الشجرة / فلسطين ( 2011 / 7 / 28 - 09:31 )
الشهيد ناجي العلي، ابن قريتنا الشجرة، نعتز ونفتخر به انساناً مناضلاً مبدعاً، اغتالته يد الاجرام لمواقفه الوطنية والمبدأية ضد الفساد وضد الاحتلال ، كان نصيراً للفقراء والمظلومين، ستبقى ذكراه خالدة ابد الدهر ، تماماً كخلود شجر الصبار والجميز والزيتون في بلادنا ..
له الرحمة ولا بد للقاتل المجرم ومن ورائه يوماً للحساب على ما اقترفته اياديهم المجرمة .. لا والف لا لكاتم الصوت الجبان

اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟