الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا سيكلف سقوط الاسد لنجاد ونصر الله (محور الممانعة في خطر)

علي بشار بكر اغوان

2011 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا سيكلف سقوط الاسد لنجاد ونصر الله (محور الممانعة في خطر)

في ضل الوضع الغير مستقر المنتشر على الأراضي السورية ، من مظاهرات واحتجاجات ومطالبات بالتغيير ، يراقب كل احمد نجاد (الرئيس الإيراني الحالي ) ، وحسن نصر الله ( الامين العام لحزب الله ) ، الأوضاع الجارية بتمعن ، لأن ايران وحزب الله يخشيان كثيرا من ان هذا التغيير الذي سيحصل في المنطقة وفي سوريا تحديدا ، سوف يؤدي الى تغيير طبيعة العلاقات بين دمشق وطهران ، وبالتالي فان هذا الحديث يعني ان معادلة التوازن الاستراتيجي لمحور الممانعة مع إسرائيل في خطر كبير خصوصا ان حلقة الوصلة بين حزب الله وإيران (سوريا) ، في خطركبير بعد ازدياد المطالبات الدولية سواءا من الولايات المتحدة أو من الاوربيين بأجراء الإصلاحات الدستورية اللازمة ، حيث لوحت الولايات المتحدة الامريكية اكثر من مرة ان الاسد في اتجاهه لكي يفقد شرعيته الدولية .

ان التغيير الذي من الممكن جدا ان يحدث في سوريا سيؤدي الى تغيير معادلة التوازن الاستراتيجي في منطقة المشرق العربي مع اسرائيل ، وسوف تميل كفه الميزان في هذه الحالة اذا ما وقعت لصالح اسرائيل ، وذلك لفقدان ايران لاكبر حلفائها الاستراتيجيين العرب (سوريا) ، الامر الذي سوف يؤدي بدوره الى قطع الجسر الذي كان يربط طهران بحزب الله ، حيث يعد (حزب الله ) اقرب خطر ناشط ومهدد فعلي للامن الاسرائيل ، وهذا يعني ان اسرائيل سوف تعمل على سياسة الحصر والاحتواء والتحجيم والتجريد من الحلفاء لحزب الله ، خصوصا اذا ما سقط نظام الاسد ، وحسب عدد كبير من المحللين االاستراتيجيين الذين يرون بان حزب الله يعتبر من اكبر الخاسرين من سقوط نظام الأسد لأسباب استراتيجية واضحة لها علاقة بانهيار محور الممانعة المحتمل .

لذلك نلاحظ ان ايران تعمل الان على اكثر من جبهة لايجاد البدائل التي ربما تسد الفراغ الذي سيتركه الاسد حين خروجه من السلطة في سوريا ، ونلاحظ ان ايران عملت ومنذ الايام الاولى لموجات التغيير في العالم العربي الى دعم الشباب والمتظاهرين ضد النظام الحاكم في مناطق معينة (البحرين مثلاً) وذلك لاسباب طائفية معروفة للجميع ، ومن ثم لجأت لدعم الانظمة ضد الشباب والمتظاهرين (في سوريا وليبيا مثلاً) ، وذلك لديمومة الصراع واشغال الغرب بمشاكل مستمرة في سوريا وحرب مستمرة في ليبيا مع الناتو (والغرب) لكي تقلل الضغط الموجه ضدها من قبل المجتمع الدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني .

ان هذا اللاتماثل في تبني المواقف الغير رسمية من قبل ايران تجاه المنطقة العربية بعد موجات التغيير العربي ، ينبع من منظور برغماتي مصلحي بشكل واضح جدا ،خصوصا بعد تصدير ايران لسوريا الاسد تجربة الباسيج في قمع المظاهرات السورية ، حيث اتبع نظام الاسد نفس الاساليب الايرانية في قمع التظاهرات التي تخرج في الشوارع ايران ضد النظام ، وايضا دعمت ايران نظام القذافي وذلك لمشاغلة الغرب بحرب ترهقها ماديا ومعنويا ، لكي تكسب الوقت كما( تفعل دائما) وتحرز تتقدم في برنامجها النووي .

ان موجات التغيير التي تجتاح المنطقة العربية الأن احدى اهدافها هو ارباك النظام الايراني ، وتجريدها من حلفائها في المنطقة تمهيدا لتغيير النظام فيها ، وبالتالي فان تطويق حزب الله في المنطقة وتحجيم دوره يجعل الكفة الغلبة الاستراتيجية تميل لصالح اسرائيل في منطقة المشرق العرابي ، وبالتالي تحقيق نوع من الأمن اكثر من ما كان عليه الوضع الامني الاسرائيلي قبل احداث التغيير العربية وهذا ما تبحث عنه اسرائليل منذ زمن بعيد ( الأمن ) ، وايضا ابتعاد الخطر عن أراضيها شيئاً فشيئاً ،خصوصا الان الولايات المتحدة الامريكية تعمل على قطع الذراع الطويلة لايران ( حزب الله و سوريا واراضيها ) والتي كانت تهدد اسرائيل وامن اسرائيل ، بحيث سوف يصبح حزب الله في وضع حرج جدا بعد سقوط الاسد ، لأن من المعروف للجميع ان حزب الله مدعوم بشكل كلي من قبل النظام الايراني عبر سوريا الاسد .

ومن اكبر الخاسرين في المنطقة اذا ما تغيير نظام الاسد ، هو حزب الله الذي يعد من اكبر الكوابيس التي تطارد اسرائيل منذ فترة تأسيس الحزب عام 1981 ، حتى الان ، لان حزب الله يتلقى دعمه الكامل من قبل النظام الايراني عبر سوريا الاسد ، وبالتالي فأن "هامش المناورة لدى حزب الله اصبح الان محدود جدا بما ان المحور الاستراتيجي الذي يضم ايران وسوريا وحزب الله متأثر بموجة الاحتجاجات التي تجري في سوريا ، وهذا الامر يجبره على التعامل بحذر كبير مع الامور ، خصوصا فيما يتعلق الامر بإسرائيل ، وان كل الاحتمالات الممكنة سيئة بالنسبة الى حزب الله ، سواء حلت الفوضى في سوريا ، او جاء نظام جديد ، او استمر النظام الحالي انما ضعيفا .

وبذلك ان انهيار النظام السوري سوف يخلط الاوراق على ايران ويجعل من منطق التعامل الاقليمي في ضل بيئة ضبابية غير مستقرة امر صعب جدا ، مع تغيير كثير القوانين و ارواق اللعب في المنطقة ، والتهديدات التي يواجهها محور الممانعة والتي تنذر بتفكيكه وتجزئته المحتملة ، وهذه الخسارة الايرانية لنظام الاسد تعني البحث من جديد عن عمق استراتيجي مناسب لها ، وبالتالي من المحتمل جدا ان يكون هذا العمق في مناطق عدة اهمها البحرين و العراق واليمن ومصر خصوصا في الايام القليلة الماضية لاحظنا وجود تقارب مصري ايراني على مستوى السياسة الخارجية الامر الذي اثار حفيظة واشنطن .

وايضا تعمل طهران على تثبيت ركائزها الاستراتيجية في العراق من جديد وبشكل موسع اكثر من ما هو عليه الأن ، وسوف يصبح العراق على الاجندة الايرانية بشكل اكبر وسوف تزايد من جديد ايران بالعراق وتلوح بورقته امام الولايات المتحدة ، وهذا ما نلاحظه من خلال العمليات العسكرية الايرانية التي تشنها على الاراضي العراقية بحجة ملاحقة المتمردين الاكراد ، هذا ناهيك عن البحرين وما تمتلكه ايران من نفوذ فيها يجعلها تربك الاوضاع هناك في اي وقت تشاء ، وهذا ما فعلته في اليمن في العام الماضي ودعمها الكبير للحوثيين للمعارك ضد النظام اليمني ، اي ان طهران تحاول الأن ان تفعل اوراق جديدة للضغط على واشنطن ، وهذه الاوراق هي العراق والبحرين واليمن وليبيا ومن المحتمل مصر .

واخيرا اقول ان ايران حاليا تواجه ضغط كبير جدا خصوصا بعد ان اصبح النظام في سوريا على شفى حفرة من السقوط أو بقاء نظام الاسد ولكن نظام ضعيف وهزيل ولا يؤدي الادوار الذي كان يؤديها في السابق ، وهذا الامر يعني انهيار عامود من عواميد ايران الاستراتيجية في المنطقة ، وتوجيه ضربة قوية من واشنطن لطهران وحزب الله بسحب اول حليف لها من بين ايديها ، فالمستقبل ينبئنا بخلق ديناميكية اعادة اصطفاف اقليمي مختلف عن سابقه يضعف من الدور الايراني الذي تصاعد في النصف الثاني من العقد الماضي ويرفع من تاثير السعودية ليس فقط في الخليج وانما كذلك في المشرق العربي برمته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!