الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية الارامل والايتام

حافظ آل بشارة

2011 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



يتصدر ملف شبكة الحماية الاجتماعية الاخبار حاليا بسبب دخول لجنة النزاهة النيابية على الخط ، اللجنة كشفت ملفات فساد في الشبكة يشيب لها رأس الوليد ، اعداد غفيرة من الاسماء الوهمية يتقاضون رواتب من الشبكة وهم رجال اشداء بكامل عافيتهم يفتلون شواربهم بفخر واعتزاز ، النزاهة طالبت الدوائر الامنية باسماء المزورين لكنها رفضت فاثارت برفضها غمزا ولمزا ، وصل عدد الارامل في العراق الى اكثر من 3 ملايين ارملة ، اما الايتام فعددهم 5 ملايين وسبعمئة الف حسب احصائية منظمة اليونيسيف ، المجموع اكثر من 8 ملايين اي بعدد سكان الامارات العربية وضعف سكان الكويت ، تقول منظمات دولية مختصة انه العدد الاكبر عالميا ، الرواتب التي تصل الى الارامل والايتام قليلة ومتعثرة ، ارامل العراق حالة نموذجية لتصدي المرأة المستضعفة لشؤون الاسرة تربية وتمويلا ، وهي تعجز عن انجاز مهمتها بسبب الفقر ، فتصاب هي واطفالها الايتام بالاحباط والشعور بالاهانة والظلم ، في مثل هذه الاجواء يمكن ان تتحول هذه المشاعر الى رغبة في التمرد والانتقام ، وعندما تتراكم تنتج نموذجا جاهزا لارتكاب الجرائم وحب الانتقام واثبات الذات باستخدام العنف ، فالضحية يعد المجتمع كله عدوا ومشاركا في مظلوميته ، وفوق ذلك يتعرض البلد الى انفتاح ثقافي واعلامي غير منظم على العالم عبر الفضائيات والانترنيت ، الشارع العراقي انقلب منذ زمن فتحول من متأثر بالانفتاح الثقافي الى مؤثر داخليا في الشرائح التي مازالت محافظة ، الآباء والامهات يعانون من صعوبة السيطرة على ابناءهم وغالبا مايواجهون تمردا شبابيا ضد نصائح الابوين ، فكيف اذا كان الشباب ايتاما ويشعرون بالعوز سيكونون خطرا جادا على الاسرة والمجتمع ، لا يشعرون بالولاء لوطن اصبح عندهم رمزا للحرمان والظلم والفساد وفقدان الثقة ، نشكو من عبور الارهابيين الى بلدنا من الخارج ، وبفضل فشل وضعف ادارتنا لهذه الازمة سنكون بلدا مصدرا للارهاب في الـ 15 سنة المقبلة حسب تقدير المنظمات المعنية ، لم تواجه الدولة مشكلة الارامل والايتام بحلول تتناسب مع حجمها ، يفترض تشكيل هيئة وطنية لرعاية الارامل والايتام واعادة تشكيل البنية الادارية للشبكة وانقاذها من التزوير والفساد ، ثم زيادة رواتب المشمولين بالقدر الذي يكفي لعيش الاسرة بالحد الادنى ، هذا الحشد من المستحقين (8 ملايين) يعد طاقة بشرية هائلة فالايتام يجب ان يحصلوا على تاهيل ورعاية خاصة في مدارس البلد ، اما الارامل فيمكن ان يعملن في مشاريع انتاجية للاكتفاء الذاتي ممولة من الدولة بدون قطع مخصصاتهن ، ويمكن الاستفادة من خبرات الدول الاخرى التي واجهت حالة مماثلة ، اوضاع شبكة الحماية الاجتماعية الراهنة تدل على ظلم واضح وان لم تخف الحكومة على شعبها فلتخف على مناصبها فالملك يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات جزئية مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين


.. مجلس الأمن يقر مشروع قرار أميركي يدعم مقترح وقف إطلاق النار




.. بعد استقالة غانتس.. نتنياهو رهن قرار غالانت #سوشال_سكاي


.. الخارجية الإيرانية: المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أقدم ا




.. مراسلة الجزيرة: صفارات الإنذار تدوي في حيفا