الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام والسلطة والمجتمع

فلاح الزركاني

2011 / 7 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا ياتي تصنيف الاعلام كسلطة رابعة عن فراغ بل لامتلاكه قدرة التاثير والتغيير في المجتمع وعلى السلطات الاخرى وتكميلا لدورها المفترض وهو من ناحية اخرى صلة الوصل بين المواطنين والحكومة وعلى هذا الاساس يكون من الضروري التفكير في القوة المتحققة للاعلام في توجيه راي الشارع والوصول الى الغاية التي وجد من اجلها الاعلام وهي التوعية والاصلاح والمساهمة في خلق المجتمع المدني المتطور الذي يؤمن بالانسان وحقوقه وغاياته.
ان دور الاعلام المهم والخطير دفع بالحكومات والانظمة الى استمالته الى صفها تحقيقا لامرين مهمين
الاول هو التمجيد والتطبيل وصناعة الهالات الشخصية للقادة والسياسيين وتحويلهم الى ضرورة
الثاني اذا لم يتحقق الشرط الاول بالاستمالة فعلى الاقل ضمان عدم مهاجمة الاعلام للحكومات والانظمة وقادتها .
وتكمن قدرة اولئك على التاثير على الاعلام من خلال حاجة الاعلاميين الى العيش الكريم كافراد اوالتطلع الى التفوق والشهرة وقد ياتي هذا على حساب المبادئ والقيم وشرف المهنة.
وعليه فالاعلام هو ركن اساس في تغيير الفكر الجمعي لدى الافراد من خلال تكوين الصورة العامة للمجتمع وتطلعاته مع ضمان الصدقية في الطرح والتفسير والموضوعية في نقل الاحداث والقضايا التي تمس واقع الافراد والمجتمع وهو بالنتيجة بحث مضن في سبيل الحقيقة لكنه بالمجمل يخضع للاعتبارات الظرفية ويتاثر بالواقع وبالاشخاص المتنفذين .
وقد تكون هذه الصورة مختلفة بالنسبة للدول المتقدمة وتخلصها من عقدة الخوف من النظام او المسؤول او الاحزاب ولاتلتزم الابخط الاعلام الحقيقي ظاهريا و احتفاظها بهامش التعبير الحر او الوصول الى المعلومة بشفافية يكفلها القانون الا ان هذا لايمنع من تسرب بعض الغايات من خلال الاعلام وتاثيره على المجتمع وظهور الكثير من الفضائح التي تخص كبريات المؤوسسات الاعلامية وادوارها المشبوهة في تنفيذ سياسات محددة سلفا او استثمارها بما يخدم مصالحها وقد يصل استثمار تللك القضايا بشن الحروب وتهديم المجتمعات عن طريق تزويد العاملين في المجال الاعلامي بمعلومات مغلوطة ودلائل مفبركة لايرقى اليها الشك مطلقا فيكون الاعلامي بدون قصد اداة تتحرك بارادات نفعية و سلطوية لاارادته الباحثة عن الحقائق .
ان ممارسة الضغوط على الاعلام امر وارد في جميع الدول وبكل المستويات وخصوصا تلك المتعلقة بقضايا الفساد الكبير لان العامل الاقتصادي هو المحرك الرئيس حاضرا لكل الفعاليات السياسية والفكرية والصراعات الاقليمية والدولية وقدرته على تحويل الحقائق من خلال المال اما بالضغط المباشر او باستخدامه في اسكات الاصوات التي تحاول الوصول الى الحقيقة وبمقدار تعلق الامر بالاعلام ودوره في مواجهة التحديات يكون من المنطقي البحث في قيمة الاعلام ومدى تاثيره ومصداقيته والبحث في مستوى الاعلاميين وحرفيتهم وشجاعتهم وايمانهم المطلق باهمية الدور الذي يمارسونه في ايصال المعلومة المؤكدة والصورة الحقيقية لتكوين الراي العام الحقيقي لدى الافراد والمجتمعات .
ومن هنا تتضح ضرورة التاني والتاكد من المعلومة قبل نشرها بعيدا عن فكرة السبق الصحفي وارتفاع نسبة المبيعات واعطاء الاولوية للمهنية والحرفية في ايصال المعلومات ونشرها على فرض ايمان الاعلاميين باهمية العمل المناط بهم وقدرتهم الى الوصول الى المعلومة المؤكدة بعيدا عن التلاعب المقصود والتجرد من فكرة الاحكام المسبقة والغايات النفعية الضيقة.

فلاح الزركاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل