الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف دستة (دزينة) دانات إسكندرانية ...

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الدانة الأولي : إن الحراك السياسي المتفاعل الآن فى مصر هو أمر حتمي بعد ستة عقود من "إحتباس" الحراك السياسي . وستكون نتائج هذا الحراك على المدي الطويل "إيجابية". ولكن الرحلة من اللحظة الراهنة لتلك المحطة الإيجابية ستمر بمراحل صعبة وعديدة ، وسيبدو للبعض وكأن ثورة 25 يناير 2011 قد أخذت مصر للأسوأ . وعلى خلاف ما يتوقعه كثيرون ، فإن الجهة التى تضم الليبراليين واليساريين والأقباط هى التى ستكون لها الغلبة فى النهاية. الدانة الثانية : أعرف (معرفة شخصية) جل الذين يصدعون رؤوسنا اليوم فى مصر بالدعوة للإهتمام بالإقتصاد وبالمستقبل وتخفيف الإهتمام بالماضي وبمحاسبة رموزه (مجرميه ! ) ... وأعرف يقينا أنهم جميعا كانوا فى طليعة من إستفادوا (أكبر إستفادة) إبان الحقبة الأسوأ والأسود فى تاريخ مصر (1981 - 2011) ... ولهؤلاء أقول : أولا ، أنا وأنتم نعرف "هدف" و "غاية" و "غرض" قولكم هذا ... وثانيا ، أنا وأنتم والدنيا كلها والسيد "منطق" نعلم أنه لا يوجد أي تناقض بين الأمرين : محاسبة رموز الماضي ، و التأسيس لغد أفضل. الدانة الثالثة : تيار الإسلام السياسي فى مصر اليوم (الإخوان والجماعة الإسلامية والسلفيين) ليسوا بالقوة التى يظنها كثيرون ... بل وسيكون مسارهم فى الإنتخابات القادمة مماثل لمسار الشيوعيين فى إسبانيا عقب وفاة الجنرال فرانكو . قبل موت الجنرال ، كانت الكثرة الغالبة تتوقع هيمنة الشيوعيين على الحياة السياسية فى إسبانيا خلال مرحلة ما بعد فرانكو . والذى حدث هو أن حصة الشيوعيين من مقاعد البرلمان واصلت التدني والنقصان. وهو ما سيحدث للإسلاميين فى مصر . والسبب ، هو أن تيار الإسلام السياسي ليس عنده إلا الغضب (وقد يكون أحيانا غضبا "نبيلا") والحماس والعاطفة الدينية ، وكلها ليست من أدوات العمل والإنجاز ولا تصلح للتعاطي مع تحديات الواقع التى لا يجدي معها إلا "العلم" و "تقنيات علوم الإدارة الحديثة" ، وهذه منبتة الصلة (فى عصرنا هذا) بالأدلجة،والتى يندرج تحت لواءها الإسلام السياسي بكل فرقه وأحزابه وجماعاته وتياراته الدانة الرابعة : لكل الحضارات الكبري مزايا وعيوب ، أو مناقب ومثالب . وإذ كانت أهم مناقب الحضارة الغربية (الجالسة اليوم خلف عجلة قيادة قاطرة التقدم الإنساني) هى تطوير القيم الإنسانية التى حققت الطفرة الكبيرة فى شتي المجالات (قيمة الوقت ، وقيم التعددية والغيرية والنسبية والسماحة والديموقراطية وحقوق الإنسان ، وإعلاء شأن العقل الإنساني ، وحقوق المرأة ، والتفعيل الكبير لدور العقل النقدي ، وعالمية أو كونية العلم والمعرفة .... إلى أخر الأنساق القيمية التى كتبت عنها عشرا الكتب ومئات المقالات) ... فإن أكبر عيوب أو مثالب هذه الحضارة هو ضعفها الشديد والمزري) أمام المال وأمام مصالحها المالية ، والأسوا : عدم دفاعها عى أنساقها القيمية كما تدافع عن مصالحها المالية . ولو أن هذه الحضارة قد إهتمت بالدفاع عن القيم الأساس التى كانت (ولا تزال) أساس نهضتها وتقدمها (وبشكل إنساني كوني) ، لكنا نعيش اليوم فى عالم أفضل بكثير مما يحيط بنا اليوم . وليتخيل القاريء مثالا وحيدا عما أقصده هنا : تري كيف سيكون عالمنا لو أن الحضارة الغربية تهتم بحقوق الإنسان وحقوق المرأة والديموقراطية ومحاربة الفساد فى العالم الثالث (فى السعودية مثلا !!) كما تهتم بهذه القيم فى مجتمعاته !!!! الدانة الخامسة : محاكمة أعتي مجرم فى تاريخ مصر المعاصرة (حسني مبارك) وأفراد أسرته الفاسدة وكل من كانوا خلال العقود الثلاثة من 1981 حتى 12 فبراير 2011 بسفينته والحكم عليهم بأفسي العقوبات هو بوابة مصر لمستقبل أفضل ، ولو تعارضت هذه المحاكمة (وتلك العقوبات الصارمة) مع إسترجاع الأموال المنهوبة، فلتكن الأولوية (بلا تردد) لمحاكمة حسني مبارك ورموز عهده المأفون ، ولتذهب الأموال للجحيم الدانة السادسة : يقينا ، أن نظم الحكم الآسنة فى طرابلس وصنعاء ودمشق هى اليوم فى طريقها للأفول والزوال ، بل (وبحسب تعبير كارل ماركس) فإنها الآن متجهة (وبسرعة) لمقلب نفايات التاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة