الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان .. شرعنة الفساد

محمد طالب الأديب

2011 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



خلال جلسات استجواب رئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات أكدت د. حنان الفتلاوي – أكثر من مرة – أنها اعتمدت الوسائل القانونية في استحصال الوثائق التي تشير الى فساد رئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات أي ليس "من عبودي أبو البلبي" وأنها حصلت على هذه الوثائق من مؤسسات الدولة وليس من "سوق مريدي".
وكانت الألوان التي تتبدل على وجوه رئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات دليلاً مسرحياً على إدانة المتهم، حيث يقول الإمام علي بن أبي طالب: "ما أضمر امرؤ أمراً إلا وظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه". كما أن الابتسامات المرتجفة والمترددة التي أطلقها العبودي والراوي قد فشلت في خداع المشاهدين بمصداقية ما يقوله السيد الحيدري، أما الصمت الواجف والمرتعب الذي بدا على وجه السيدة أمل البيرقدار فحدث ولا حرج.
في المقابل وبعد انتهاء جلسات الاستجواب، كانت تصريحات الرافضين لسحب الثقة من رئيس وأعضاء المفوضية مجرد تبريرات لأخطاء "المتهمين" هذا إذا كان "المصرح" يجيب بشكل مباشر ولم يتهرب الى "مثاليات مزيفة" فكان منها:
* إن "مفوضية الانتخابات لديها أخطاء كما هو موجود في باقي مؤسسات الدولة العراقية".
* "استجواب رئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات في البرلمان كان سياسياً وانتقامياً".
* إن "وجود مفوضين مخطئين في المفوضية لا يعني أن جميع أعضائها على خطأ".
* إن "من غير المنطقي محاسبتها على ظروف استثنائية جداً يتعذر على الآخرين حتى الحركة فيها".
* إن "بالإمكان أن يغفر للمفوضية بعض زلاتها ودعم بقاءها واستمرارها بعملها وفاءً لتلك الالتزامات".
* إن "هناك بعض التسييس في قضية استبعاد المفوضية".
* إن "من طبيعة العمل السياسي تضخيم الأخطاء".
* إن "استمرار عمل المفوضية ضرورة وطنية وسياسية".
بالطبع، هذه التصريحات "ينبغي" أن تذكر بـ"نصائح" السيد قصي السهيل للسيدة الفتلاوي "المتكررة" بالعدول عن استجواب المفوضية مرفقة بتهديد دولة جارة، وجهات أخرى.
بموازاة ذلك، لم تبتعد تصريحات رئيس مجلس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري عن تصريحات "التغطية والتبرير" حيث قال: إن "النائبة الفتلاوي تحاول دغدغة مشاعر المواطن من خلال ما تقوله إذ أنها تذكر أن المفوض يتقاضى350 دولار في اليوم عن الإيفاد وعليها أن تسأل نفسها عن مقدار ما تأخذه في اليوم في الإيفاد الذي يصل الى ضعف هذا المبلغ". ويبدو السيد الحيدري – هنا – قوياً بحيث له "الحصانة الكافية" ليوجه انتقاداً بل "إهانة" للنواب ويتهمهم بالإسراف.
وقال المفوض نائب رئيس مفوضية الانتخابات سعد الراوي: "هنالك استغراب يمتلك المفوضية حيث أن عمل المفوضية سينتهي هو في بداية العام القادم فكيف تأتي مفوضية جديدة ووفق قانون المفوضية وكيف سيكون عملها وتكمله أمور في غاية الغرابة".
وبالرغم من أن رئيسة دائرة الانتخابات المستقيلة من مفوضية الانتخابات حمدية الحسيني، طالبت في الـ16 من نيسان الماضي، بإقالة رئيس المفوضية لمخالفته قواعد المهنية وقانون المفوضية، كما اتهمته بمحاولة التشكيك باستقالتها. والشكوك التي أشارت بأصابع الاتهام على موظفة "الدقائق الأخيرة" المستوردة خصيصاً الى العراق، وقول الباحث د. حيد سعيد إبان فترة تشكيل الحكومة (ما بعد الانتخابات): "أخبرني صديق أجنبي كبير بأن إئتلاف العراقية حصل على أكثر مما له". وبالرغم من ذلك صوت البرلمان على "نزاهة" المفوضية. وهذا موضوع شائك آخر أشارت الى بعض منه د. حنان الفتلاوي.
وختام تصريحات "التبرير والتغطية والتضليل" كانت – للأسف - لرئيس مجلس النواب، فبعد أن اعتبرت السيدة الفتلاوي رفض إعفاء المفوضية تأييداً لعمليات الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية قال السيد النجيفي: "هذه هي العملية الديمقراطية ويجب القبول بها"!!.
إن الذي يرى "تسييساً" بفضح المفسدين وهم مفسدون يرى آخر أن هناك "سقوطاً" مريعاً للقيم والمؤسسات في تبرير فساد المفسدين والدفاع عنهم.
كما أن خطأ السيد النجيفي – هذه المرة - أكثر سوءاً من خطأ زلته بـ"إقليم الانفصال" حيث إن الديمقراطية لا تحمي المفسدين إلا حينما يكون من يحمي الديمقراطية لا يؤمن بالديمقراطية إلا وسيلة للتسلق الى المناصب ولو كانت على حساب القيم الإنسانية والمسؤوليات الوطنية والأخلاقية التي أقسم على الحفاظ عليها... إنها بالفعل "لحظة سقوط" لأكثر من ثلثي البرلمان.
28/7/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنتعض من تجاربنا
ابراهيم المشهداني ( 2011 / 7 / 28 - 17:50 )
هل اظهرت د حنان الفتلاوي في فضحها لحقيقة ماكان يجري في مفوضية الانتخابات جانبا من مظاهر الفساد ا ان موقفها كان يطغي عليه الهدف السياسي كما عبر عنه السيد رئيس البرلمان ؟اعتقد من خلال متابعتي كمواطن اطمح كسائر ابناء شعبنا الى بناء المؤسسات الديمقراطية، الى مفوظية الانتخابات انها مؤسسة لم تعد قادرة على انجاز العمليات الانتخابية سواء لمجالس المحافظات او الانتخابات البرلمانية فكيف يقدر لها النجاح وانها مؤسسة على اساس المحاصصة الطائفية والقومية واين حياديتها وهي بهذه التركيبة وفي الانتخابات البرلمانية الاخيرة فان معظم الكتلالسياسيةاتهمت النتائج الانتخابية بالتزوير وحملت مفوضية الانتخابات بعجزها في ضبط هذه العملية والدليل تداعيات هذه الانتخابات التي لهابداية ولسنا ندري اذا كان لها اخر .لهذا فان ماذهبت اليه البرلمانية حنان الفتلاوي والتي يشاطرها الكثير من البرلمانيين والقوى السياسية العراقيةيتطلب بناء مفوظية جديدة من عناصر معروفة بوطنيتها ومصداقيتهافضلا عن حياديتها من اجل ان تكون الانتخابات القادمة ضرورة اساسية لبناء ديمقراطية حقيقية في العراق .

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا