الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميناء مبارك من منظور كويتي

محمد محبوب

2011 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لدولة الكويت اليوم تسع جزر في الخليج أكبرها جزيرة بوبيان التي تقع في أقصى الشمال الغربي من الخليج وقبالة شبه جزيرة الفاو العراقية ذات الساحل الضيق والضحل حيث يفصل بينهما خور عبد الله ، ووفقا لمعلومات كويتية يبلغ طول جزيرة بوبيان حوالي 40 كيلومترا وعرضها 30 كيلومترا وتقدر مساحتها بحوالي 1200 كيلومترا مربعا ولا يرتفع سطح هذه الجزيرة كثيرا عن سطح البحر ومكوناتها في الغالب رواسب غرينية طينية .
على الرغم من أن الكويت تملك ساحلا بحريا طويلا يمتد لأكثر من 300 كم لكنها قررت بناء ميناء مبارك الكبير على الساحل الشرقي لجزيرة بوبيان الكويتية وقبالة موقع ميناء الفاو العراقي في خور عبد الله ، هذا الممر البحري الضيق والذي لايمكن أن يتسع لحركة السفن.
وبعيدا عن المساجلات السياسية لنطلع اولا على وجهة نظر الحكومة الكويتية في الأهمية الأستراتيجية لميناء الفاو الكبير بالنسبة للكويت ، ولماذا على جزيرة بوبيان وقبالة ميناء الفاو تحديدا ، في وقت تتوفر فيه أمكانية حسب الخبراء لبناء هذا الميناء جنوب جزيرة بوبيان بعيدا قليلا عن مدخل خور عبد الله ..
وفقا لمعلومات كويتية فان المشروع ليس جديدا حيث بدأ التخطيط لهذا الميناء منذ شهر ايارعام 2003 اي بعد سقوط نظام صدام باسابيع قليلة ، صحيح أن التحضيرات وأعداد الدراسات والمسوحات الجغرافية تأخذ وقتا طويلا في مثل هذه المشاريع الضخمة لكن الكويت كانت بحاجة الى كل هذا الوقت لقراءة نتائج مجساتها لرد الفعل العراقي والأقليمي والدولي أزاء خطوة من هذا النوع ، وبعد مرور حوالي ثلاثة عشر عاما وضع أمير الكويت حجر الأساس لهذا المشروع في نيسان الماضي.
الكويت تحاول الأبتعاد عن الخوض في الجدوى الأقتصادية للمشروع ، وأن لمح بعض المسؤولين الكويتين الصغار الى مشروع أحياء طريق الحرير من خلال ربط الميناء بسكة حديد وطريق دولية عبر العراق ! وهنا مربط الفرس فالمشروع لا قيمة محلية له بالنسبة للكويت ، كما ان مياه تلك المنطقه في الجزيره ضحلة والغاطس البحري فيها غير عميق وسوف يكون الميناء بمواجهه السواحل العراقيه مما يسبب احتكاكا وتماسا بين الطرفين وسواحل الكويت البحريه تمتد لأكثر من 300 كم وتتيح أمكانيات واسعة لأختيار موقع بديل أفضل بكثير.
الكويت في قرارها وأصرارها على هذا الموقع تريد وفق معلومات كويتية أيضا ترسيم الحدود البحرية مع العراق وفقا لقرار مجلس الأمن 883 لعام 1993 الذي اعتمد خط التالوك في قسمة خور عبد الله بين الطرفيين ، لكن مجلس الأمن تفهم تقارير الخبراء التي ذكرت أن النصف العراقي من الخور ضحل المياه وتكثر فيه الترسبات الطينية ، أما النصف الكويتي فهو المعبر الحقيقي للسفن نظرا لعمق المياه فيه ، لذلك أجاز مجلس الأمن للعراق أستخدام النصف الكويتي دون رفع علم الكويت أودفع رسوم لها لمرور السفن المتجهة للعراق.
ويعكس الأنقسام داخل الحكومة العراقية أزاء ميناء مبارك ، تقاطع المواقف بين وزارتي الخارجية والنقل مدى قدرة ونفوذ الكويت في التأثير على بعض الشخصيات داخل الحكومة ومجلس النواب ، وهو تأثير وصل الى مكتب رئيس الوزراء حيث مازال تصريح علي الدباع الوزير الناطق باسم الحكومة حول حق الكويت في بناء الميناء ساخنا رغم زعمه بتحريف هذا التصريح.
شخصيا أعتقد بأن الكويت ما كانت لتضع حجر الأساس لهذا المشروع في نيسان الماضي الا بعد أن تبينت نتائج مجساتها في العراق التي نشرتها منذ آيار 2003 ، وسوف تثبت الأيام كم من الرشى والعمولات دفعت أو سوف تدفع لمسؤولين عراقيين في الحكومة ومجلس النواب مقابل تمرير هذا المشروع وعدم تأجيج الشارع العراقي ضده.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة