الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا سيد النخل

عبد الفتاح المطلبي

2011 / 7 / 29
الادب والفن


يا سيّدَ النخلِ
عبد الفتاح المطلبي
ِ
يا واهباً دون أن تمنن فداكَ دمي
إني أتيتك زحفاً لا على قدمــي

زحفاً ولستُ مبالٍ أن تحمّلنــي
فوق الذي فيّ من وجدٍ ومن ألمِ

سبيّ حسنكَ فافعل ماتشاء أنـا
أقولُ ذلك عانٍ غير محتشــمِ

أمران ليس لقلبي منهما بــدلٌ
طرفٌ سباهُ و ثغرٌ قُدّ من عنمِِ

كيف السبيل إلى نكران سطوته
ولو أطلّ بلحظٍ فرّ كلُّ كمــي

قد شعّ كالشمس ملفوفا بهالتـه
حتى رآهُُ بلا عينين كلُّ عمـي

سيان إن كان بِراً أو عقوقَ هوىً
مابين ذلك أو ذا قولةُ الحَكَــمِِ

أوار ألف أتونٍ في حشاشتــه
وما يزال يناديها زدي وعِمـي

زدي فناركِ جناتٌ يتوق ُ لـها
وفيضُ وجدك أمسى أسبغَ النعمِ

لكنني لا أرى ناراً ولا حطـبا
من أين هذا السنا قد شعّ في الأدمِ

أظُنّها نارَ قلبي و استعارَ دمـي
لِسانهُا لهبٌ تحتَ اللُها بفمــي

وحرُّها حرّ قلبي إذ تكلفـــه
ما لا يطيق فكيف الأمرُ وهو ضمي

يقضانة عينه تحصي النجـوم ولا
تمل من عدها في غيهبِ السـدمِ

هـَــفا الفؤادُ فكان الحيُّ حيَّكـمُ
و الميتُ قلبيَ هل يرضيكمُُ عدمي

إذا رأى الدربَ تلوي نحو حيِّكـمُ
تراهُ مبتهلاً للساقِ و القــــدمِ

يسفُّ فوقَ دروبٍ لا رفيف بـها
سعيا إليك بدمعٍ هاطلٍ سَجِــمِ

فما على الروح من لومٍ إذا رقصت
مقتولة بشزار الطرف من قِــدَمِ

وليتها قتلت من حرّ صبوتـــها
قبل الهوان وإنْ بالأشهر الحــرُمِ

إن شئت تمحق نفسي والرضا ثمنٌ
أوشئت غضبان تحييها فوا ندمي

لا شيء بعدك مما أستجير بــه
و أنت لي جُنّةٌ مهما الفؤاد رُمـي

ياجاعلا بين قلبي و الهوى حُجُبـا
كالليل يحجبُ ما في الشمسِ من حممِ

أزحْ إليكَ ستاراً بتُّ أعرفــــهُ
علّي أميّز بين الطعنِ و الكَـــدَمِ

يا واهباً غيرَ منانٍ ولا بَــــرِمِ
قد كانَ بذْلُكَ أقصى غاية الكــرَمِ

ياسيدَ الناسِ ذا النهرينِ كنيتـــهُ
ياقِبلةً لشعوبِ الأرض والأُمَــمِ

أراكَ منتهبا من كل ناحيــــةٍ
وقد تفرّقتَ بينَ العربِ و العَج،ـمِ

شدوا عليك فلا من ناطرٍ وجـدوا
فعل الذئاب إذا شدّت على الغنــمِ

تقاسموك بليلٍ لا سراجَ بــــه
وقطّعوكَ كأشلاءٍ على وَضَـــمِ

شابَ الزمان جنونٌ فاستبدّ بنـــا
قردٌ ومن بعده آلَت إلى ِقـــزَمِ

أما تراني بـَـليل َالجرحِ نازفَـهُ
فالنفسُ هائمةٌ و العينُ لم تنـــمِ

يا سيّدَ النخل قد أزرى بنا عمَـهٌ
من باذخ الهمّ أومن فاقة القلــمِ

شحّ الكلام وطرسي لاحروف بهُ
وقد تداركني الإملاق في الكلــمِ

عذري بأنك في روحي وفي خَلَدي
كالماء في الماءِ أو كالحلمِ في الحُلُمِ












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو