الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تُصبح بعض الأساطير حقيقة واقعة بفضل التقنية الجينية ؟

بهجت عباس

2011 / 7 / 29
الطب , والعلوم


استعراض سريع


في الأساطير اليونانية القديمة وحش خرافي يتنفس ناراً برأس شاة وجسم أسد وذيل أفعى ينتهي برأسها أطلق عليه اسم Chimera ، والمصطلح العلمي لهذه الكلمة هو مزيج من خلايا متنوعة من مصادر متعددة، هذه الخلايا تحوي الجينات التي تعطي شكل الحيوان. وعندما شرّعت الحكومة البريطانية عام 2008 قانون تخصيب الأجنّة البشريّة قضى بالسّماح بإجراء تجارب في المختبرات للحصول على الخلايا الأولية الجنينية
بتخليق أجنّة هجينة (cybrids)، أيْ بيضة حيوان تُلَقَّـحُ بحيمن بشريّ ، وكذلك بمزج خلايا بشرية بخلايا حيوانية (Chimera ) لتُستعمَل خلاياها الأوليّـة stem cells في علاج أمراض مستعصية على أنْ تُتلفَ هذه الأجنّـة بعد بلوغها أربعة عشر يوماً من أعمارها ، لم يدرْ في بال أحد أن يكون ثمّة تلاعب في هذه البحوث وعدم التقيّد بالقانون للمضيّ قُدُمـاً في هذه التجارب وإنماء هذه الأجنّـة الهجينة إلى مدّة أطول لتنتجَ مخلوقات غريبة مشوَهة . أُعطيَتْ الإجازة إلى ثلاث مؤسّسات ؛ كينغز كوليدج (لندن) ، جامعة نيوكاسل وجامعة وورويك . ولكنّ صحيفة الديلي ميل البريطانية كشفتْ في عددها الصادر يوم 23 تموز 2011 أنّ العلماء أنتجوا 155 جنيناً مزيجاً من بشر وحيوان خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة في المختبرات سرّاً ، فكان لهذا النبأ وقع شديد على مختلف المستويات العلمية والسياسية . الغاية من تخليق هذه الأجنة هي لاستعمال خلاياها الأولية في معالجة الأمراض المستعصية مثل الشلل الرعاشي Parkinson والخرف Alzheimer . ولما اعترض لورد ألتون على القيام بهذه التجارب ، أجابه نظيره المعارض بأنَّ الباحثين يبررون عملهم هذا بقولهم " لو تسمحون لنا بعمل ذلك ، فلسوف نجد علاجاً لكل مرض يصيب البشرية. هذا ابتزاز عاطفي." ولكن لورد ألتون أجاب بأنّ 80 علاجاً ناجحاً تم ّ بواسطة الخلايا الأولية في البالغ وليس الجنينية ( الخلايا الأولية موجودة في البالغ والجنين). ولكن جوزفين كوينتافيل ، من منظمة أنصار الحياة تقول " لقد صُعِقتُ ، كلّ هذا حدث ولم نعلم عنه شيئاً !" واستطردت " لماذا أبقوه سرّاً إذ كانوا فخورين بما فعلوا؟" . لم يُصرِّح العلماء أيَّ حيوان استعملوا في تجاربهم هذه ، ولكنه من الثدييّات حتماً ، وكلما كان الكود الجيني في الحيوان مقارباً للإنسان ، كان الجنين حيّـاً وفعّـالاً . ولمّا كان أقربها جينيّاً إلى الإنسان هي القرود العليا Apes التي تشمل الغوريلا والشمبانزي والأورنغوتان ( السعادين) ، يكون محتملاً جداً أنّ العلماء استعملوها . وتبقى التجارب المقلقة هي زرع خلايا دماغ بشرية في دماغ حيوان لمعرفة التطورات الحاصلة في الحيوان . "إنَّ حقن خلايا دماغ بشرية في دماغ فأر قد يساعد على تطور علاج الجلطة الدماغية أو إنماء جلد بشري على الجرذان يفيد في فهم سرطان الجلد " كما يقول العالم روبن لوفيل بادج. القانون لا يسمح ببقاء الأجنة أكثر من 14 يوماً ، ولكن هل يلتزم العلماء بهذا القانون؟ بعضهم سوف لا يلتزم لأنّ البحث ليس له حدود وحب المعرفة يجعل الإنسان يغامر لما فيه حتفه أحياناً. فهل يعني هذا أن هؤلاء العلماء أنتجوا الرجل القرد وخبأوه في أماكن سريّة لا يصل إليها غيرهم ؟ وهل يعني أن الفيلم الخيالي (كوكب أو عالم القرود العليا Planet of the Apes ) سيكون حقيقة واقعة ؟ هذا ما يحسب له بعض العلماء ويخشون منه . لذا حذّر بعض العلماء قبل أيام قلائل من اكتشاف هذه الظاهرة ودعوا إلى إيقاف التجارب التي تعطي حيوانات المختبر أنسجة بشرية، كغرز خلايا أولية بشرية في أدمغة القردة ، ولكن البروفيسور روبن لوفيل – بادج يقول " العلماء ليسوا قلقين من تهجين الأجنة البشرية – الحيوانية ما دام القانون يقضي بإتلافها عندما تصل 14 يوماً من العمر." ويضيف قائلاً :" الغاية من هذه التجارب هي لفهم أكثر للتطوّر البشري ولعلاج أمراض مستعصية ، وكعالم أشعر أنّ ثمة واجباً أخلاقياً لمتابعة هذا البحث. وما دامت السيطرة كافية ، كما في هذا البلد ، (يقصد إنكلترا – الكاتب) يجب أن نكون فخورين بمواصلة هذا البحث." ومن ناحية أخرى شدّد على سيطرة النوع الآخر من الأبحاث التي تستدعي غرز الجنين الحيواني بقليل من مواد جينية بشرية. لا أحد يدري فيما إذا كان في أقفاص المختبرات مخلوق نصفه قرد ونصفه الآخر إنسان ، فقد يهرب يوماً ما خارج المختبر ، كما حدث أن هربت حيوانات أخرى ، فقد حدث أنّ قردين من نوع أورانغوتان في حديقة سان دييغو – كاليفورنيا سرقا عتلة ومفكّاً (درنفيس) وفتحا قفصيهما وهربا . وفي حديقة سان فرانسيسكو – كاليفورنيا قفزت نمرة سايبرية حاجز قفصها البالغ ارتفاعه 12 قدماً وهجمت على ثلاثة أشخاص كانوا يشاكسونها وفتكت بواحد منهم . فالحيوان له شعور وإحساس وعاطفة . وخلاصة القول من هذه الأبحاث أنّ ثمة أجنّـة مهجَّـنة من نصف إنسان ونصف قرد تُستعمل لأغراض العلاج موجودة في المختبرات ، وقد يُسمح لهذه الأجنّـة بالنمـوّ ليصبح كلّ واحد منها مخلوقاً نصفه إنسان ونصفه قرد ، ولا يدري أحد أيّ جينات أخرى تكمن في خلاياها .
********************************************
عضو متمرس في جمعية الكيمياء الحياتية البريطانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشاري الطب النفسي أسامة النعيمي: الرجل الشرقي أكثر عرضة لل


.. استشاري الطب النفسي أسامة النعيمي: الدموع عند الرجل أصدق من




.. استشاري الطب النفسي أسامة النعيمي: رونالدو جاء من مجتمع يستط


.. لقطة تاريخية.. دموع رونالدو تشعل مواقع التواصل الاجتماعي




.. صباح العربية | فرصة وأفكار جديدة للإقلاع عن التدخين