الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتريات سومرية قرب بيخال

جمال الخرسان

2011 / 7 / 30
الادب والفن



أيا بيخال الجميل .. النقي الابيض، ما اجمل امواجك المنحدرة بقوة عنفوانك الاخاذ والمتكسرة على اكتاف ما تناثر في طريقها من صخور. انظرهم فقد اتوك بشغف افواجا افواجا يلوذون بك من جحيم الصيف، ويمتّعون نواظرهم بطلتك الساحرة، سيّاح ينفضون التعب والمشقة عنهم ما ان يشموا نسيمك العليل. أيا بيخال قليلا من ذلك النقاء نستقوي به على متاعب الايام.
لقد قادتني الاقدار اليك.. ولن اعافك هكذا دونما همسة وتنهدات في آذان خريرك الهادر. همسة اعجاب وعتب ولقاء لايكون الا بين احبة اخذتهم اللهفة واظنتهم نيران الشوق التي تختبيء تحت مياهك الباردة جدا كما اشار الى ذلك أحد الشعراء:
( بيخال ُ تَيَمني الهوى والسحر ُ في هذي الجبال ِ
وأتيت ُ أحمل ُ غنوتي أشدو لعرشك َ في العلالي
إن ضامني كأس ُ الحياة ِ سكرت ُ من كأس ِ الخيال ِ
بيخال ُ ما رحل َ الهوى عني ولن ألقي رحالي
أنا مثل ُ غصنك َ أنثني شوقا إلى النبع ِ الزُلال ِ
واخط ُ سطر َ الذكريات ِ على أخاديد ِ الرمال ِ
جَمُدت سفوحك َ بالثلوج ِ ونارُ وَجدِك َ في اشتعال ِ)

يا صاحب الوجه الملائكي الودود، جئتك لائذا بحنان عطفك الساحر الذي اعطى ولازال معطاءا منذ الاف السنين .. شكواي إليك من ابعدوك عني، ومن ابعدوني عنك .. احبة كانوا، اهلا او اعداء. لقد أبعدوني عنك انا الذي تربيت في ظلال النخيل، إبعدوني عنك وانا من تربى بين قصبات الاهوار التي لازالت خاوية على عروشها مناجمه المثقلة بالذهب، جئتك من هناك .. من الصحاري الجديدة التي لم تكن صحار في يوم من الايام لكنها الاقدار التي فعلت فعلتها في جنات عدن، إمنحها شيئا من عطائك العذب المتدفق .. إمنحها الماء، إمنحها الحياة، (وجعلنا من الماء كل شيء حي ). ما الذي حصل ؟! هل تمردت الطبيعة على ذاتها وانتقمت من نفسها ؟ واصبح بعضها يعادي البعض الاخر ؟ فيبخل بيخال عن بقايا سومر! أم هناك خطب آخر؟!
لكني يا سيادة بيخال جئت ايضا اشكوك الى نفسك، فطلتك الساحرة تفتقد الكثير من الاناقة ومكملات التسويق. انت جميل لاشك في ذلك.. لكنك يمكن ان تكون اجمل مما انت عليه الآن بكثير، وخير كردستان الوافر والبادي على اهلها ومدنها والذي كنت انت ايضا شريكا فيه ذلك الخير للاسف الشديد شحيح عليك وعلى غيرك من معالم السياحة الطبيعية في مختلف ارجاء كردستان وخصوصا فيما يتعلق بالمصايف والشلالات!
ختاما آسف لو كنت قد أثقلت عليك، ولكني جئتك من بعيد قاصدا عطائك الوفير وفي حقيبتي صرر من العتب والوصايا، انا على قناعة تامة بان شهامتك لاتقبل ان اخفيها عنك حتى لو كانت تزعجك بعض الشيء.

جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال