الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفاق السياسي وفق طراز الحكومة الامريكية

عرفان كريم

2002 / 8 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 

من يقرا تاريخ التعامل السياسي الامريكي في منطقة الشرق الاوسط سوف يرئ ملفات مليئة بخطط وموءامرات استخباراتية جاسوسية انتهازية لتمريرمصالح امريكا الاقتصادية والسياسية في هذه المنطقه.ومن ضمن هذه الملفات هناك الملف العراقي ,لقد تعاملت امريكا منذ دعمها الاستخباراتي واللوجستي للانقلاب البعثي في عام 1963مع القضية العراقية وفق استراتيجية (الوقوف بوجه اي تحرك ثوري في العراق )ومن اجل تحقيق هذه السياسة الرجعية رسخت امكنيات مالية و مادية هائلة في خدمة اعتئ الانظمة الديكتاتورية والرجعية والقمعية في العراق .

ان الادارة الامريكية التي تبرر كل هذه النفاقات والخطط التامرية تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الانسان هي لم تقدم حتئ في هذا المجال السياسي المحدود اية خدمة ولو بقيد ذرة شعربل بعكس الصورة ,فاننا نرئ ان هذه الادارة الراسمالية الشرسة دعمت بكل مايتيح لها من الامكانيات الاحزا ب والانظمة الرجعية المعادية لكل صوت تحرري وتقدمي وثوري .

فمنذ دعمها للبعثيين ومساعدتهم في الاستيلاء علئ السلطة في العراق اخذت هذه الادارة تصم اذانها وتسد فمها تجاة كل الجرائم والمذابح وسياسات التنكيل والقمع البعثي والصدامي في العراق وبالتوازي مع هذه السياسة البعثية في العراق دعمت امريكا النظام البعثي اثناء حربها الدموية مع ايران بشتئ الاشكال الممكنة لها من المساعدات الاقتصادية والعسكرية والاستخباراتية فاستيلاء الجيش العراقي علئ منطقة( الفاو ) تمت بدعم استخباراتي امريكي مباشر .

واثناء قيام النظام البعثي بقصف مناطق الاهوار في جنوب العراق ومدينة حلبجة في كردستان بالاسلحة الكيميائية والغازات السامة في عام 1988 وبتدمير الاف قرئ وقتل وتشريد ونفي مئات الالوف من المدنين العزل وبعد افتضاح النظام العراقي في الاوساط العالمية وارتفاع اصوات المنادية الئ محاكمة النظام نتيجة هذه الجرائم التي ارتكبها اتخذت هذه الادارة الامريكية( الديمقراطية) موقف (الصم والبكم )تجاه كل هذه المذابح التي ارتكبها النظام البعثي بحق الشعب العراقي واستمرت تدعم النظام وكان شيئا لم يحدث .....واي تبرير يمكن ان يطرحه حكام واشنطن تجاه هذا النفاق التاريخي.؟

وعند قيام الجيش العراقي باحتلال كويت في عام 1990رات امريكا في هذا الحدث فرصة تاريخية لاظهار قوتها وترسانتها العسكرية امام منافسيها الاخرين مثل يابان والاتحاد الاوروبي في السوق الراسمالي المنافق واجبارهم لاتباع ودعم السياسة الامريكية في العالم ومعالجة الركود الاقتصادي في امريكا  فتخلئ عن دعم النظام واعلن حرب ضده .

لقد ارتكبت امريكا ولازالت جريمة تاريخية  بفرضها الحصار الاقتصادي علئ الشعب العراقي والتي راحت ضحيتها حتئ الان اكثر من مليون ونصف مليون انسان نتيجة نقص الاغذية والادوية والخدمات الصحية والاجتماعية وخدمت هذه السياسة في اطالة عمر النظام البعثي وبقائها للسنين اخرئ علئ سدة الحكم واستمرارها علئ ممارسة سياسة القمع والتنكيل ضد الشعب العراقي فنتيجة سياسة الجوع والحرمان والقحط وتدمير البنية التحتية اصيبت معارضة الشعب العراقي للنظام بالتراجع والتباطوء, وبررت الادارة الامريكية هذه المذبحة تحت ذريعة (معاقبة حكومة صدام حسين ) .......!

 

ان الاحزاب والجهات السياسية في المعارضة العراقية من الاسلاميين والقوميون الذين زاروا واشنطن تلبية لنداءالادارة الامريكية وخدمة لتنفيذ سياساتها وموءامراتها ضد الشعب العراقي اكدوا عدائهم للتطلعات واماني الشعب العراقي في تحقيق مجتمع مدني حر يضمن كافة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية لجميع افرادها بغض النظر عن الانتماء القومي او الديني او العرقي حيث ان تحقيق هذه الاماني و التطلعات تحت ظل السياسة الامريكية هي غير ممكنة ابدا .

يجب ان تعلوا الاصوات المتحررة والثورية للوقوف بوجه هذه الاحزاب العميلة والخادمة للسياسة الامريكية الاجرامية في العراق ويفضح كل الموءامرات والدسائس للاتيان بنظام دكتاتوري اخر وفرضها علئ الشعب العراقي ,لقد عانئ ولازال يعاني الشعب العراقي الكثير والكثير علئ ايدي النظام البعثي الصدامي ,يجب الوقوف بوجه السيناريو السوداء للمعارضة العراقية و الامريكية في العراق .

 

وان امر اسقاط النظام البعثي مرهون بالشعب العراقي ويقرره الشعب العراقي فالادارة الامريكية هي مجرمة بحق العراقيين علئ غرار النظام البعثي وهي اخر من تحق لها الحديث عن (تحرير العراق )

ان طروحات وبدائل المعارضة العراقية هي طروحات قومية دينية وطائفية تهدف الئ زرع واحياء النزعات والصراعات القومية والدينية والطائفية والعشائرية والئ اشعال الحروب والاقتتالات ولاتعطي اية فرصة للجماهير للتعبير عن نفسها ومشاركتها في القرار السياسي والحكم .

ان البديل الثوري الذي يرسخ الحقوق المدنية ويضمن الحريات السياسية والاجتماعية  ويكافح من اجل فصل الدين عن الدولة ويمهد الارضية لمشاركة الجماهير في انتخاب ممثليها بكل حرية دون قيد او شرط  ويقف بوجه كل سياسة رجعية شوفينية هدفها اشعال الحروب وبلقنة العراق وتجميل وجه الدكتاتورية , ان هذا البديل يجب ان يرفع صوته وينظم صفوفه للنضال من اجل اسقاط النظام البعثي والوقوف بوجه سياسات الادارة الامريكية والمعارضة العميلة لها.

 

عرفان كريم

كولون _المانيا

16.08.02








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش