الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكمة الرأيّ بين العلن والسر

نوزاد نوبار مدياتي

2011 / 7 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كانت و مازالت المجتمعات الاسلامية بصورة عامة مصدر قلق لانشاء مساحة كافية للتعبير عن حرية الرأي " الشخصي " على ارض الواقع " بصورة عامة وباغلبية " وبالرغم من وجود المختلفين او المخالفين فكرياً على ارض الواقع لكن يبقى الشاذ عن القاعدة العامة الاجتماعية " كتعبير مجازي لوصفه " مكبد بقيود وسلاسل المجتمع إن لم يكون خائف حد الرعش من اطلاق افكاره على الملأ أو مما يحمله من افكار تختلف عن الجماعة الذين يتعايش بأوساطهم .
ونظراً لحكم المجتمع الاسلامي المسبق على المختلف معهم فكرياً والذي ينعت بالكفر اوالزندقة سواء إن كان من دين اخر او من يحمل افكار اخرى اظطر اغلب من يحمل الافكار " الشاذة عن المجتمع " بالكتابة وغالباً " باسماء مستعارة " في مواقع النت ونشهد ذلك كثيراً في المواقع و المنتديات الفكرية او على الفيس بوك كما هي تجمعات الملحدين ( السرية ) او اللادينين او العلمانيين أو غيرها ، وغالباً أصاحب هذه الافكار يرفضون أن يكشف عن هويتهم الحقيقة خوفاً من حكم المجتمع عليهم نتيجة تبنيه افكار يرفضها المجتمع " وإن كانت افكار سلمية بكل احوالها ولا يمكن ان يوجه اليها تهمة الارهاب او القتل او العنف " لكنها تبقى مرفوضة نتيجة تخالفها او اختلافها مع المجتمع الذي يعد نفسه من المتدينين والذي يصل بعض افراده المتطرفون لقتل كل من يختلف مع دينهم او لمن يحاول ان ينقد الدين حتى وإن كان النقد علمي او بناء او على الاقل فكري.
يبقى اصحاب هذه الافكار ( المختلفة عن المجتمع ) حبيسو افكارهم على ارض الواقع و لأقرب الناس ويحاول جاهداً ان يخفي ( سر افكاره ) على عائلته التي ممكن ان تكون متدينه ومن المؤكد في حاله الكشف عن ( جريمته الفكرية ) ستسبب له المتاعب مع من يعز في غريزته كالام او الاب او الاخوان ومما يجعله مضطر ان يكون بمستوى لابآس به من الرياء والكذب " عليهم " حتى على الاقل يستطيع ان يتعايش بصورة مقبولة وإن هذا الكبت الذي يواجهه صاحب هذه الافكار يجعله ان يكون اكثر اندفاعاً في افكاره عبر شبكات الأنترنت مادام هنالك امان على الاقل نفسي اثناء الكتابة دون ان يكشف عن هويته الحقيقة ؟
ويستمر صراع هذا الشخص صاحب هذه الافكار بين الواقع الذي بات يرفض افكاره وبين الانترنت الذي وفر له مساحة جيدة لطرح افكاره خاصة بعد أن يجد من امثاله او ما يقارب افكاره الكثير والذي يسبب الاخير ( اي التقارب الفكري ) ابتعاد جزئي عن مجتمع البيت والاهتمام بمجتمع الانترنت الذي وفر له الامان الفكري وإن هذا الابتعاد مما لا شك به يؤثر على الحياة الاجتماعية الاسرية من تفكك بصورة غير مباشرة بين شخوص العائلة (المقصود هنا بالتفكك ليس بمعناه الصرف بقدر ما هو ابتعاد او نفور من اجواء الى اجواء اخرى وفرت نقص ما يشعر به على الواقع ).
نشير ايضاً الا ان في المدن وفي المناطق التي يقطنها الطبقات الغنية نوعاً ما غالباً ما تكون العائلة اكثر انفتاحاً عن القرى والارياف كذلك الشخوص يكونو منفتحين اكثر فكراً او سلوكاً وان كان هذا المقياس نسبي وليس جازم لكن بصورته العامة افكار المدن تكون اكثر توسعاً من افكار المحافظات الاخرى والارياف ( ويعزى هذا السبب لكثير من العوامل والتي ممكن ان يتم تناولها بطرح منفصل ) وإن هذا الانفتاح ( وان كان نسبي ) يعطي مساحة لصاحب هذا الفكر بالنقاش على الاقل وبصورة وقد تكون شبه مبطنة مع اسرته وفي هذه الحالة تكون نسبه نفوره من اجواء الاسرة اقل من الاخر الذي ولد في اسرة متدينه وشذ عنهم بهذه القاعدة الفكرية.
حدثني صاحبي يوماً ( وهو مسلم ليبرالي يؤمن بحرية التعبير عن الرأي ) حدثني عن زيارته الى العمرة في السعودية وشاءت الصدف ان يقدمو له دعوة في احدى المضايف كوليمة غداء وبعد ان اتمو الغداء عادة ما يفتح مواضيع اما سياسية او دينية وخاصة ان الضيف ( عراقي ) فمما لا شك به يصبح هنالك جو من الفضول للحوار باوضاع العراق قبل وبعد الحرب وغيرها من امور التي يتم التطرق اليها ، يقول هذا الرجل كان يجلس هنالك اكثر من 10 شخوص ( ملتحين ) ومما نعرفه نحن عن هؤلاء انهم في توجهاتهم بصورة غالبة وعامة متطرفة جداً ، ويقول دار الحديث عن العراق والديمقراطية والسنة والشيعة وكنت استقراء افكارهم وطريقة تفكيرهم ونتيجة لاستقراء الافكار جعلتني الاجواء ان التزم الصمت البليغ لامور عديدة ومن ضمن هذه الاسباب ( التي دفعته لالتزام الصمت ) هو ما يمكن ان نشخصه في هذا المقال ؟
فالمجتمع هناك سوف لن يتقبل الليبرالية وإن كان جليسهم ( اي صاحبي ) مسلم وجاء ليعتمر لكن بكل الاحوال كون دولتهم اسلامية تصل للتطرف والقتل ( وشهداء العراق خير شواهد على افكارهم الاجرامية ) فكان لابد من ان يكتم افكاره لذاته هذا ان لم يصاحب هذا الكتم ابتسامه تدل على ( المجامله ) لكن سوكته هو سكوت اضطراري نتيجة المجتمع او على الاقل ما فرضه الواقع عليه من سكوت وهنا لا داعي حتى ان نذكر ان على هذا الشخص ( اي صاحبي ) ان يحترم فكر الاغلبية ولا يعبر عن فكرته وإن كانت النسبة 1:10 ؟؟
ان هذا المسلم والذي في اجواء المسلمين عانى من حرية التعبيير عن رأيه وإن هذه المعانات هي نتيجة المجتمع الذي يحارب الافكار ويرفضها مسبقاً ، فالنتخيل ان جليسهم اصلاُ ليس مسلم ماذا ممكن ان يحدث ؟
ولنتخيل ايضاً ماذا ممكن ان يحدث لكل من هو ليس على ذلك الدين او الافكار في اشباه تلك الاوساط التي تعد من الاغلبية والصانعة لنفسها هالة الوقار الديني المقدس ؟
تقول القاعدة التي يتغنى بها اغلب الهاربون من الافكار المختلفة ان افكار الاغلبية هي التي يجب ان تحترم ( اي حق الرأي واقعياً ) والتي لها حق في الراي والتعبير عنه دون خوف او تردد ( وهذا حسب ما تم تشخيصه نتيجة لسلوكيات المجتمع ) اما الاقلية فيجب عليها ان تحتفظ برأيها لنفسها متخذين من قاعدة يجهلون آليتها (حريتك تتوقف عند حريتي أو حريتي تتوقف عند حريتك ) لكنهم لا يترددون في ان تكون حريتهم فوق حرية الاخرين وإن هذه الهالة المقدسة التي يصنعوها لنفسهم لا تعد اكثر من جهل لمفهوم التوقف بحد ذاته إن لم يكن هنالك جهل اصلاً في مفهوم الحرية ؟
إن اشد ما نحتاجه اليوم كشعوب تريد ان تعيش في اجواء مسالمة محترمة تترجم ارائها بدون خوف او تردد تشعر بالاطمئنان وهي تحاور ولا تشك ولو بلحظة ثمة سيف للحق ( من منظورهم ) سيقطع رقبه هذا الكافر ( من منظورهم ايضاً ).
هنالك الكثير من الجاهلون بالمفاهيم يحاولون ان يصوروا ان الحرية تعني الفساد الخلقي والانحلال والزندقة وغيرها من مصطلحات لتشويه الفكر الاخر ويسعى جاهداً لاثبات ذلك بعد ياخذ من المجتمعات الغربيبة كمثال ( اجتماعي ) ولا يتردد في ايصال مفاهيم ورسائل نابعة من تطرفه يرمز بكل من لم يلتزم بما همة ملتزمون فاسد خلقياً ويبدأ بتشويه كل مختلف معه بهذه الصورة نتيجة لبيئته التي دست به افكار التطرف وبهذه الحالة يعد عامل ايضاً لانشاء التطرف مستقبلاً وهذا ما يجعل من المختلف والذي ممكن ان يكون ( ابنه– اخاه ) مجبر لكتم افكاره والتعبير عنها كما اشرنا في الامكان التي يشعر بها بارتياح لذاته وكلما زاد الكتم كلما استمر الاخر ( اي صاحب الافكار المخالفة ) بالكره ( كنتيجة للفعل ورد الفعل ) ؟
وبدلاً من خلق اجواء فكرية في الدار والمجتمع والاصدقاء يكون هنالك فجوات وابتعاد وتصل ربما احقاد نتيجة النظرات المتبادلة بين الاول والثاني وهذا اغلب ما يقع به الطرفان.
نعود ونقول نحن نحتاج الى ان نفهم بعضنا بعض ونخلق اجواء الامان للتعبير عن الافكار ونتجرد تماماً في تقبل الاخر والتجرد هنا كمثل الذي يسمع خبر ( في العراق او صحيفة لادينية ؟ )
من يتقبل ذلك الاصدار ..؟؟
اراهن على اكثر الرافضين لهذه الفكرة هم اكثر شراء لهذه الصحيفة لو نشأت ؟!
وتبقى المحكمة قائمة .. يُقتل و يموت !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال