الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة مواقف واقعية .. الاطلاع عليها واجبا شرعيا !!!

سلام الاعرحي

2011 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الموقف الاول البحث عن الدودة
حدثني صديقي قائلا .. كثيرا ما شغل مسامعي امثولة عراقية وربما عربية تقول :( شر البلية ما يضحك ) .. الا اني لم اكن افقه جيدا ذلك المثل حتى زيارتي مرغما الى دائرة كهرباء النجف ! قلت ممازحا : و كيف ذلك , اعتقد انك تتحدث عن لغز حتما ؟ وحين تذكرت ان صديقي جادا دائما في طروحاته غيرت نبرة كلامي واعدت طرح سؤالي بجدية تنسجم مع طبيعة حديثه و قلت , هل لك ان توضح لي اكتشافك الجديد ياصاحبي ؟ قال نعم , لقد طلب لي موظف التسجيل العقاري ختم دائرة كهرباء النجف على اوراقي لكي تجد معاملتي طريقها الى الانجاز , وانا , وبما اني لاافقه علم انجاز المعاملات الحكومية اسرعت فورا مندفعا الى الشارع , ناديت على سيارة اجرة لتقلني الى تلك الدائرة , وما ان بلغت هدفي حتى ترجلت من السيارة تاركا لدى السائق مشاعري العامرة بالحب له ولكرم اخلاقه وانطلقت اتقدم صوب هدفي خطوة بعد اخرى مجتازا كل العقبات المعروفة , بما فيها نظرات الشرطة المتفحصة لطول قامتي وحجم الملف الذي اتأبطه وسواقي العراق التي تشق طرقها على خارطة جسدي دونما مبالاه , عند احد الممرات استوقفني احدهم سائلا اين تريد ياخي ؟ قدمت له الاوراق , اطلع عليها بسرعة عظيمة وقال , الى غرفة المهندس المسؤل , الغرفة الثانية على يدك اليسرى , شكرته ورحت مسرعا الى غاية الغايات وهدف الاهداف , بلغت الغرفة وبهدوء وادب جم طرقت على الباب الموارب وارسلت بصري اتفحص غايتي كان عدد من المهندسين الكهربائيين يشغلون الغرفة , وكان الصمت مطبقا على اجوائها ... هنا اثنان جلسا خلف ( اللابتوب ) يحملقان به بدهشة رهيبة مهيبة , الثالث كان عض على شفته السفلى وكاد ان يدخل في شاشة الكمبيوتر , آخر كانت تشجنت اصابع يده اليمنى فوق (الماوس ) ويتلوى كما الممغوص , وقفت وسط الحجرة في حيرة من امري وانا امني النفس باجابة عما يحصل في حجرة الهندسة الكهربائية , واذا برجل لااكاد اتذكر ملامحه الا انه كان يحمل ( صينية ) ولا اقصد فتاة من الصين طبعا , بل اعني طبقا واسعا رصف عليه مجموعة من اقداح الشاي وعلبة ماء مبردة .. وبغمزة من عيني ادرك الرجل اني استفهم عن الموقف ! اقترب حامل الصينية مني ودس فمه في اذني , وراح يقول لي بهمس وحذر كمن يذيع سرا عظيما وللمرة الاولى , انهم يبحثون عن الدودة !!!! قلت فورا وبصوت خفيض تقصد انهم يبحثون عن ( فايروس ) اصاب محطات او مكائن التوليد بعطل اليس كذلك ؟ وغادرته فرحا مسرورا متجها الى احدهم وكان اكثرهم توترا وانفعالا وتفاعلا. حييته وقلت : هل عثرتم على (الفايروس ) ؟ رشقني السيد المهندس بنظرة شفقة مصحوبة بابتسامة حانية واردف يقول : لاعمي اننا نمارس لعبة البحث عن الدودة مع الكمبيوتر . تعمدت استفزاز صاحبي اكثر اذ قلت له اسمع ياصديقي ان المهندس المسؤل عن التحميل يدعى المهندس ابو الحمل والمسؤل عن القطع المبرمج يدعى المهندس ابو القطع و ربما ثمة اختصاص جديد ... المهندس ابو دودة !!!
الموقف الثاني : الجماعة من طرف الحجي
يقف صديقي يوميا من طلعتها حتى غيبتها في طابور طويل للحصول على احد الوثائق المهمة التي تثبت عراقيته , منشغلا بتصفح الوجوه مستأنسا بالكلمات التي غابت عن مسامعه قرابة العقدين . مثلا : هله خوية , شلون الويلاد , شخبار ام الويلاد , الى آخره من تلك الكلمات المفعمة بالحب والود والطيبة , كان الطابور يتحرك ببطىء قاتل وممل , ناهيك عن حرارة الشمس المحرقة وغضب الريح التموزية غير المتوقعة وما اجملها لو جائتك محملة بالغبار الاحمر الناعم الذي يخترق كل مسامات الجسد دون تصريح مسبق او اذن بالدخول , هكذا عنوة ! يوم .. اثنان .. ثلاثة ... نقترب من باب المراد ونمني النفس بيوم آخر في الظفر , بعد ان يقال لنا لطفا لقد انتهى الدوام ! سئمت الحال ولم اعد احتمل طلبت من احد الاصدقاء القدامى المساعدة , رق قلب صديقي لمأساتي , وراحت ابهامه تلاعب ارقام هاتفه النقال وتستعرضها , فلان ؟ لا , فلان ؟ ممكن , فلان ؟ اكيد نعم ساحكي مع هذا الصديق . بعد زمن طال وترهل بالتحية ,,,, والتحية المقابلة , قال صديقي للمتصل به ان صديقي يريد الحصول على الوثيقة كذا , برهة وجيزة من الصمت لم تتجاوز نصف الدقيقة واذا بعلامات الفرح والسرور تشع بوجه صديقي وهو يقول باذن الله غدا صباحا سنشرب الشاي معا في مكتب جنابكم . في صباح اليوم التالي وعند الباب الخارجي للدائرة المعنية وبجوار الطابور الرهيب همس صديقي باذن حرسي البوابة الخارجية ولا ادري ماذا قال له انفتحت الابواب وصرنا بكل ادب واحترام نجتاز البوابات الموصدة حتى بلغنا اخرها فهمس صديقي كعادته في اذن الحرسي , واذا بالحرسي يطير فرحا وسرورا وهو يقول تفضلوا حجي بخدمتكم , سار معنا خطوات ثم سلمنا الى رجل أخر وهو يقول له انهم من جماعة الحجي , كان الشاب الذي اوصلنا الى الحجي اطلق العنان لذقن رمادية اللون كثة كثيفة . وترك قميصه الطويل النصف دشداشة ينساب على بنطال اسود قصير باعد شحاطة قدميه النجفيه بثلاث اصابع .. وقال تفضلوا ( اغاتي ) وياي ,,, بلغنا غرفة الحجي , تقدمنا الشاب وهو يقول (مولاي شيخنا الجليل ) الجماعة وصلو . لم يكن هذا الجالس خلف المنضدة الفخمة معتما فلماذا يلقبه بشيخنا ؟ وما معنى كلمة مولاي ولماذا كل هذه الذلة البادية على الوجه والحركات المفتعلة في الجسد من انحناءة وطأطأة للرأس ؟ , المهم جلسنا محترمين ونودي لنا بالشاي المهيل , بعد ان شربنا الشاي , قال الشيخ الغائص خلف منضدته , يا مية هله حجي زارتنا البركة , دقائق معدودات لمجرد ان ينتهي الموظف المسؤل من انجاز معاملة السيد ربي يحفظه ويرعاه سيباشر بانجاز معاملة اخونه الطيب , كان السيد هز راسه الذي اعتلته العمة السوداء , وتعبيرا عن الشكر صاحب اهتزاز عمته ابتسامة وحركة جسدية متقنة تنم عن الشكر ! غادرنا السيد مصحوبا بوثيقته والحفاوة والاجلال . دار بيننا حوار افتتحه الشيخ المولى قائلا : يبدو ان الاخ من عراقيي الخارج ؟ رغم حزني للتسمية الا اني فرحت كثيرا للاستنتاج الذي خلته كرامة روحانية , قلت بفرح نعم , ولكن كيف عرفتم استاذ ؟ طافت على محياه علائم الامتعاض رغم محاولاته اخفائها اشهد على ذلك والشهادة لله ... طوى مسبحته الطويلة السوداء على الابهام والسبابة بحركة بهلوانية وهو يقول واضح اخي واضح . وصوب نظراته نحو صديقي وكانت تنم عن التوبيخ وافصح قائلا , انشاء الله بعد اكتمال المعاملة اتمنى عليك ان تاخذه الى دورة الصحن واشتري له مسبحة جميلة يذكر الله على خرزاتها واتمنى لو اشتريت له خاتما من در النجف وآخر من العقيق اليماني , اكتملت معاملتي وامسكت بالوثيقة المطلوبة ,, وانا اشد على يد الشيخ تعبيرا عن الشكر والعرفان , قلت له شيخنا هل لازلت مصر على حملي المسبحة والتختم , ابتسم قائلا نعم انها من علامات المؤمن , لم اعد اتمالك نفسي شددت على يده وقلت , اعتقد ان من انبل صفات المؤمن صيانة الامانة وعدم الاخلاف بالوعد والصدق في الحديث والوقوف من الناس على درجة واحدة من التقدير والاحترام ! لم يدعني صديقي اكمل حديثي مع الشيخ , سحبني من ذراعي وانحنى بلطف يودع مولاه , ونحن نغادر البناية كان الصمت شريكا لنا ... عند باب البناية الخارجي كان حرسيا مدرعا باجمل عدة يصيح في الناس . اخوان تفرقوا , حان موعد صلاة الظهر ... ولا تتعبو انفسكم فاليوم خميس .
الموقف الثالث
دعوهم يفسدون الى حين !!!
قبل يومين او اكثر كنت منشدا الى وقائع جلسة مجلس النواب العراقي , كان السيد رئيس المجلس واعضائه المحترمون يناقشون واحدا من امرين حل المفوضية العليا للانتخابات من عدمه . وكانت نائبة قد كشفت المسكوت عنه في سلوك هذه المؤسسة , وكان الرأي حلها بتهمة الفساد والافساد , مجلسنا كان قاب قوسين او ادنى من اتخاذ قراره القاضي بحلها , الا ان نفرا من اعضاء المجلس كان طلب الحديث , فاتاح دولة الرئيس فرصة الحديث له ولمن اراد الحديث ايضا , شريطة ان لايتجاوز المتحدث الدقيقتان في حديثه للاستماع الى المزيد من الآراء , تفضل احد النواب بالحديث مفتتحا حديثه بالصلاة والسلام والحمد والشكر والثناء معقبا بتحية ودودة رقيقة ملمعة للسيد رئيس المجلس ونوابه وكافة الزملاء . طار من الوقت دقيقة وفي الدقيقة الثانية اعترف النائب مشكورا ان المفوضية رمزا من رموز الفساد الاداري والمالي بل وكل انواع الفساد وهي من نتاج المحاصصة المقيته الا ان سيادته حذر من وقوع العراق في احضان الدكتاتورية ثانية اذ هم اقدموا على حل المفوضية سيما والبلد مقبل على انتخابات !!! نائب ثاني طلب الاذن بالحديث وكالعادة سمح له بذلك , واذا به يقول نعم ! نعلم انها فاسدة الا ان مدة صلاحياتها قريبة النفاذ جدا فلندعهم يعملون حتى نفاذ وقتهم ولماذا نوقع البلاد في ألفوضى !!! ياسلام ليسرقوا البلاد والعباد حتى تنتهي مدة عملهم , ارايتم كيف نشرعن للسرقة و الفساد وهدر المال العام ؟ ولكن ثمة سؤال للسادة النواب , هل المفوضية هؤلاء السبع نفرات ؟ ام ان المفوضية مؤسسة لاسيما ونحن دولة مؤسسات ذلك اننا دولة ديمو .... خراطية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سرد ممتع لواقع مفزع
الدكتور حسين محيي الدين ( 2011 / 7 / 31 - 07:02 )
شكرا للاخ سلام الاعرجي على سرده الممتع لواقعنا المفزع . ان تسليط الضوء على مثل هكذا مشاكل ومحاولة ولو بسيطة لايجاد حل لها يبشر بالخير وبالاتجاه الصحيح . وهكذا تعني حرية الكلمة التي هي المقدمة الاولى للديمقراطية .


2 - اخوط بصف الاستكان ؟
ذياب آل غلآم ( 2011 / 7 / 31 - 18:16 )
عدنا ولد.... ؟ بحي السعد لابس بجامه مقلمه ياربي حفظه وسلمه ؟ هذا ابو دوده ؟ تتذكره جيران ؟ وحين كانت الطفلة الصغيرة وخاصة بنات الفقراء في نجفنا بدون (كلسون) ألبيس ، تكعد تلعب مع اترابها الصغيرات بالدربونه، فحين يراها احد الماره او الجيران ، يصرخ بصوته (ولج غطي الحجي ؟)اي ردي ثوبج على رجليج ؟ هؤلاء المعممين واهل السلطة الآن من جماعة الحجي المقصود؟ بالمتعة طبعا أغتي
واما الثالثة فهي التي جعلتهم الان المقررون في السلطة من نواب ووزراء ورئيسهم بكل ما استطاعت ان تزور في كل العملية وانقلب السحر على الساحر واصبحت بقدرت الحاج نوري المالكي فاسدة ومفسدة بعدما دافع عنها بأنها النزيهه رقم واحد قبل الانتخابات ،وهكذا ايها المخلص للعراق د سلام يخط قلمك صوتك من اجل غدا نحلم ونناضل ان يكون فجره سعيد ، شكرا رفيق العمر


3 - سنمضي الى مانريد
الدكتور سلام الاعرحي ( 2011 / 8 / 1 - 02:50 )
الدكتور حسين محي الدين المحترم .. الرفيق الاعز ذياب آل غلام
مداخلاتكم تغني الموضوع وتزيد من تسليط الاضواء على اوضاع ما عاشتها امة ولا تحدث عنها تاريخ في كل الازمنة ... ما دونته بمرارة كان جزا بسيطا من حجم الظلام والتخلف والعسف الذي يعيشه شعب الحرف الاول والقانون الاول ...كنت اسمع ابي بين الآونة والأخرى ومنذ طفولتي يردد آآآآخ سلام , فكنت اعتقد انه يشكو من وقاحة طفولتي او من نزق مراهقتي ويوم صرت استاذا في الجامعة تشجعت وقلت له ما خطبك . انا لم ولن ازعجك بشيء . ابتسم ابي بالم وقال انما انا اندب سلام عادل ياولدي كلما الم بالعراق مصيبة ... يا صديقي .. بعد فهد وحازم وصارم ليس لها الا سلام ... وانى لنا سلام وهذي كل كلاب الصيد المخصية ترصد خطو الاحرار .. ولكن سنمضي الى مانريد .. حتما .. محبتي لكل الاصدقاء والرفاق وتحية للحوار المتمدن نافذتنا المطلة على الحرية


4 - سنمضي الى مانريد
الدكتور سلام الاعرحي ( 2011 / 8 / 1 - 02:51 )
الدكتور حسين محي الدين المحترم .. الرفيق الاعز ذياب آل غلام
مداخلاتكم تغني الموضوع وتزيد من تسليط الاضواء على اوضاع ما عاشتها امة ولا تحدث عنها تاريخ في كل الازمنة ... ما دونته بمرارة كان جزا بسيطا من حجم الظلام والتخلف والعسف الذي يعيشه شعب الحرف الاول والقانون الاول ...كنت اسمع ابي بين الآونة والأخرى ومنذ طفولتي يردد آآآآخ سلام , فكنت اعتقد انه يشكو من وقاحة طفولتي او من نزق مراهقتي ويوم صرت استاذا في الجامعة تشجعت وقلت له ما خطبك . انا لم ولن ازعجك بشيء . ابتسم ابي بالم وقال انما انا اندب سلام عادل ياولدي كلما الم بالعراق مصيبة ... يا صديقي .. بعد فهد وحازم وصارم ليس لها الا سلام ... وانى لنا سلام وهذي كل كلاب الصيد المخصية ترصد خطو الاحرار .. ولكن سنمضي الى مانريد .. حتما .. محبتي لكل الاصدقاء والرفاق وتحية للحوار المتمدن نافذتنا المطلة على الحرية

اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24