الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعة تموز الأخيرة في التحرير

وليد الشيخ

2011 / 7 / 31
الادب والفن


جمعة تموز الأخيرة في التحرير

وليد الشيخ
كعادتهم ، سيحاول الاسلاميون فرض شروطهم على رفاق الأمس بالأكراه ، حدث هذا في ايران حين انتصرت الثورة على الشاه علق الاسلاميون بعد شهور قليلة المشانق للمناضلين من حزب توده ، فمن عادة هؤلاء القوم أنهم إن تمكنوا من السلطة استبدوا بغيرهم ، رافعين النص المقدس في وجه من يرفع نصا قابلاً للنقاش والاختلاف .
لا اختلاف في عرف الاسلاميين على شرعية وجودهم وقولهم وتأويلاتهم ، حتى اجتهاداتهم الشخصية تصبح اقوالا مأثورة لا مجال للمساس بها أو انتقادها او حتى اعمال العقل امامها .
طبعاً يقلقنا كثيرا ما جرى في جمعة تموز الاخيرة في ميدان التحرير ، يقلقنا لأن مصر هي شمس العالم العربي ان خفت ضوئها او حجبته غيمة او ضلت خيوطها سيقع العالم العربي فريسة امراض كثيرة ، نريد مصر أن تقود من جديد عهد التنوير والحداثة والتقدم ، نريد لثورتها ان تنجز اسئلة المستقبل الصعب ، ليس للمصريين فقط بل لنا أيضاً ، ومن هنا فإن ما اقترفته ايدي السلفيين وحناجرهم في ميدان التحرير في جمعة تموز أثار هلعاً كبيراً بين الناس ، ليظهر السؤال من جديد : لم الآن خرجت هذه الجموع السلفية لتهتف عكس تيار الثورة وابطالها الحقيقين ، وتحاول بالصوت أن تسكت الحناجر التي كانت تنشد الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم ؟
الغريب في الأمر أن هذه الجماعات تخاف الحراك الشعبي ، لأنها ببساطة تخاف من فكرة التغيير والثورة ، وتستكين فقط للوقوف في مكان جانبي لتتناول بالنقد حراك المجتمعات وتنعته بكامل قاموسها الجاهز للطعن والأخذ على حين غرة ، وما دخولهم المخيف والثقيل في جمعة تموز الاخيرة في التحرير الا اعلاناً بأنهم مستعدون وحاضرون للوقوف كقوة معطلة امام رايات الحرية الخفاقة الماضية نحو مصر المستقبل .
إن الكارثة الحقيقية التي تواجه الشعوب العربية بعد كارثة الأنظمة الفاسدة ، هي وجود جماعات اعتادت ان تتوهم انها تملك الحقيقة كاملة ، جماعات تؤمن ان الخير كله في يديها وأن الأمن والسلم الاهلي رهن اشارتها وأن الاختلاف معها هو كفر وجب بتره ، كما انها تعتقد أن لديها اجابات الامس واليوم والمستقبل .
ببساطة يصبح السلفي او الداعية قادراً على منح صكوك الغفران او شهادة الكفر ، وتتحول المواطنة كمفهوم وممارسة الى بدعة غربية دخيلة على المجتمع ، وجب اقامة الحد عليها وعلى من يروج لها.
نثق بأن مصر سترفع غبار اللغة المريضة ، وتدخل زمنها الجديد بأناقتها ومجدها ودلالها ، وستبقى الوجوه النبيلة للأولاد والبنات الذين نزلوا ميدان التحرير أول مرة تأشيرة السفر نحو فضاء الحرية الرحب.
[email protected]
فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي