الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحنُ على مشارفِ الحريّة..!!!

فيروز شحرور
(Fairouz Shahrour)

2011 / 7 / 31
حقوق الانسان


ربما من شدّه العنوان، سيعلل لا وعيه، أنه نابعا من أمل أو رغبة دفينة للحرية.. وربما سيضحك.. أو حتى يتسائل أي حرية يقصدها الكاتب المكرر لكل ما يكتب، وهل هذا حقا وكيف ومنذ متى؟!!



وأنا مبدئيا أقول أنا لست بصدد الحديث عن حرية الوطن والرغبة في التفكك من القيود الدولية والمحلية لانشاء دولة كما نريد، أي سأبتعد عن التحليلات السياسية التي تناولت ذلك بافراط ركيك وبلا داع أيضا- الأمر واضح-..!! أتحدث هنا عن محورين أساسيين أراهما في الحرية المجردة برأي:



المحور الأول: ما هي الحرية أصلا؟!! لعل وعسى مفهوم الحرية قد لاقى تعريفات عدة وبشتى الأصعدة والجوانب، وربما اصطدم بمعوقات ومحددات.. ولكن من قرائتي لبعض هذه التعريفات، أو الدخول في عالم النقاش الجماعي حول مفهومهم عن الحرية، والتي ربما أول اجابة كانت لديهم، بروز لمعة في العينين والتحديق في السقف بانتظار الاجابة الشافية.. كما أنني لاحظت من خلال اللوحات التشكيلية التي عبرت عن الحرية، أن البعض منها صورها بحمامة بيضاء محلقة دون قيد، أو ذراعين متسعتين على امتدادهما، أو قفص مكسور.. الخ، كل هذا يجعلك تأخذ انطباعا، أن الجميع بشكل أو بآخر يتفق أن الحرية، هي أن تكون أنت.. من خلال التحليق دون حد، أو باحساسك بالهواء وهو يتغلغل لكل مسامات جلدك دون حواجز، وربما أشبه بالصراخ على أعلى قمة، ولكن هل كل هذه التشبيهات البسيطة تناولت الرأس مثلا؟!! أم كانت أكثر عجزا عن وصف أهم حرية، وهي حرية الفكر، والتي أسألكم ان كنا قد وصلناها؟!! أي هل نملك ذواتنا، وقادرين على اتخاذ أبسط قرار في حياتنا، مثل اقدام أنثى على كنس شارع، أو بيع ترمس وغيره أمام الجميع، وأن يجاهر المرء أي كان جنسه أنه مقتنع تماما بدينه، بعمله، بدراسته، بحياته الزوجية والعادات العائلية، بحكومته والأراء السياسية.. وغير ذلك؟!! وهل نحن حقا من الشعوب التي نستطيع أن نفتخر أن لا خوف يتسلل الى أسرّتنا وعقولنا؟!! وأن لدينا القدرة على دحض وتمحيص موروثاتنا العائلية والمجتمعية، واقصاء التالف منها ورميه طعاما لديدان القبر؟!!



الحرية: أن تملك ذاتك.. أن تتنفس وتملأ صدرك دون اكراه، أن تكون حنجرتك لك وحدك وانعكاسا لصوتك، أن تُذوب الخوف فيك، أن تكون مؤمنا بك، أن لا تحشر جسدك عند نقطة زاوية وتبدأ طقوس الوساوس والهواجس والمجتمع.. الحرية أن لا تنتظر مني أن أقدم لك حريتك!! كما قال جان بول سارتر " قراراتنا هي السبب الوحيد في كوننا مهمين"، وهذا ما يتناسب أيضا مع مقولة أفلاطون " الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة، هو أن يحكمهم الأشرار".



واستدراكا لما قلته عن الحرية، والتي طبعا لا أعني فيها – حق خرق دائرة الآخرين- والتطاول عليهم، لأن هذا لسوء الحظ ما ندركه.. هذا هو مفهومنا السلبي عن الحرية، أن نقول كل شيء ونفعل كل شيء دون احترام لمشاعر الآخرين.. الحرية احترام، احترام لذاتك وللآخرين، احترام للكائنات الأخرى باختلافها وللطبيعة، وللرب وللديانات ولاختلاف الآراء.. فألست تملك فكرك.. أليس الفكر أساسه الاحترام والانسانية؟!!



ومن هذا السؤال سأنتقل للمحور التالي، وان كان سيتداخل ولو جزئيا مع مفهوم الدولة بنظري.. وهو هل شعبنا يملك مقومات الشعب المناسب للدولة، ولن أقول المثالي؟!! هل نحن مؤهلين للحكم ولادارة دولة؟ هل جميعنا نمتلك هدف رئيسي كشعب بجانب أهدافنا الثانوية، وماذا حققنا؟!! هل نحن كما الصين واليابان؟!! طبعا كل ذلك استنادا لحرية الفكر وقراراتنا حول مفهوم الحرية، فإن كان المرء يصبح حسبما يفكر.. فنحن بحاجة لوقفة نقدية تاملية حول ماذا نفكر؟!! وأذكر مرة سمعت من شخص يتحدث حول رؤيتنا للجيل اللاحق، وقد علق قائلا: أنظروا لاهتمامات أولادكم!!



انه لمن المحرج حقا، أن نكون أول أمة تحدثت عن الشورى((الديمقراطية))، وعن القيمة الانسانية وغير ذلك من المفاهيم النبيلة ولب مفهوم الحرية، أن نجدنا نحن من نمارس دور القضاة المجاني ودون أي مؤهلات تذكر، وأننا من نحاسب كل من يجلس بشكل مختلف، ويأكل بشكل مختلف، ومن بدل مواعيد قهوته، وأننا من نحاسب ونقصي كل من لا يعتبر نفسه نبيا، وكأننا لم نخلق في الحقيقة بشر!!... ونحن من نذبح الرقاب ونترك الدم ينساب في كل الأروقة باحساس وضمير مثلج.. ألم يتأملوا أهم مقولة قرأتها طوال حياتي، وهي لألبرت آينشتاين" من لم يخطئ، لم يجرب شيئا جديدا.." وأضيف أنا ولن يتعلم شيئا جديدا، فطوبى للماضي، ولأخطائنا التي جعلتنا أكثر انسانية وأكثر عمقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ