الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفراء أمريكا ... بلطجية

علي حسين غلام

2011 / 7 / 31
السياسة والعلاقات الدولية


سفراء أمريكا... بلطجية
التدخل السافر في شؤون سوريا من قبل السفير الأمريكي والأصرار على هذا التدخل خارج نطاق العمل الدبلوماسي له أكثر من دلالة لظهور نظام قمعي جديد لإنتهاك سيادات الدول المستقلة بغض النظر عن شكل النظام ومن يقوده ، وليتم تشييع جنازة القوانين والأعراف والمواثيق والعهود الدولية الى مقبرة الأمم المتحدة والمكان المخصص لأستباحت الدول الصغيرة والفقيرة ونحرها قرباناً الى الديمقراطية وحقوق الإنسان وفق صيغ ومفاهيم مسخة تختلف عما سواها في العالم، لقد بدأ العالم مرحلة جديدة ما بعد القطبية الواحدة، لتتحكم أمريكا بالعالم دون الحاجة الى القوة العسكرية أو الى الحلفاء لإصدار قرار في مجلس الأمن، بعد أن أصبح سفراءها (بلطجية) يقودون على هواهم الضحايا من الشعوب المغلوبة على أمرها المتعطشة الى الحرية والديمقراطية (الفوضوية) لتكون أداة ومطية لتغيير أي نظام وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط ، وقبل هذه المرحلة كانت هناك خطوات مهدت ورسخت المفهوم التسلطي الجديد ولكن أسوءها تمثلت في أستدراج الجامعة العربية وأستغفالها لأعطاء الضوء الأخضر لمجلس الأمن الى تدويل القضية الليبية لتضرب أطلسياً بحجة حماية الشعب وضمان حريته وكلنا يعلم ما آلت اليه الأحداث من سفك الدماء بين الأخوة الذين أصبحوا أعداء وما ستؤول اليه من تقسيم ليبيا الى دويلات وإذكاء الصراع القبلي والطبقي وإبقاءه الى ما تشاء أمريكا كما فعلت في السودان حيث التقسيم، أن سكوت الجامعة العربية الميتة سريرياً والمرشحة الى التمزق والإنهيار نتيجة الربيع العربي، وغياب الدول التي كانت لها شخصيات برغماتية مؤثرة في الساحة الدولية أثرت بشكل سلبي على إداءها السياسي المصاب بالشلل المستديم وعلى دورها الدولي الشحيح أساساً خصوصاً في الوقت الراهن العصيب والعجز في إيجاد الحلول والخروج من عنق الزجاجة مما شكل عبأً على وعيها وإدراكها للنتائج السوداوية المترتبة على ما جرى، ناهيك عن الصراعات السياسية والتناحرات الطائفية بين العرب التي أدت الى مزيد من الفرقة والأختلاف لتجتمع كلها لتزيد في حجم وقوة شرعية التدخل الأمريكي والغربي لتنفيذ أجنداتها كما تشتهيان من خلال سفراءها، وليصبح العالم العربي والأسلامي لعبة شطرنج بيد أمريكا لتحرك أدواتها وفق معطيات مصالحها وسياستها وتعسفها وتقتل الملك بنقلة بيدق لا بتحريك وزير، أن بقاء الصين خارج لعبة القوى المؤثرة في القرار الأممي وخروج روسيا من دائرة صراع القطبية الثنائية بأنتهاء الحرب الباردة وإبتعاد كليهما عن النهج اليساري في دعم ومناصرة وتأييد الدول التي كانت بالأمس القريب كأصدقاء وبعضهم كما ليبيا وسوريا كحلفاء وتغليب المصالح على المبادئ والقيم اليسارية ومتانة تلك الأحلاف والصداقات القديمة، الأثر الكبير في أستفراد أمريكا بهذه الدول وجعلها تدفع فواتير أيام زمان، ولم تكتفي روسيا للأسف بذلك فقد خذلت بعض حلفاءها الرئسيين وأخذت تتاجر بالفيتو لمكاسب سياسية وأقتصادية بل طعنتهم في الظهر من خلال المشاركة في تطبيق العقوبات المفروضة عليهم لإسترضاء أمريكا، والعجيب الغريب إن روسيا والصين تنقادان كالحمل الوديع المغفل للذئب الماكر الأمريكي لإصدار القرارات المجحفة والعقوبات الأقتصادية القاسية ضد أية دولة وأعطاءها الشرعية والغطاء الدولي في مجلس الأمن، ومن ثم لا تكتفي أمريكا والغرب بذلك ليصدران بعد ذلك حزمة جديدة من العقوبات الإضافية والإجراءات التعسفية رغم أنف روسيا والصين والأعتراضات المخجلة لهما التي لا تتعدى مؤتمر صحفي للناطق بأسم الحكومة يعبر عن الأسف لهذه العقوبات الجديدة، أن بقاء العالم بهذه الكيفية وأختلال توازن القوى ستظل عيون الدول التي لا حول لها ولا قوة ولا مناصرين شاخصة الى يد أمريكا متى تمتد لتقبلها مطمئنة هادئة لرضاها خانعة لبطش قوتها ذليلة لعوزها الإقتصادي، سالمة لا تدرج ضمن قوائم أمريكا الحمراء بعناوين ومسميمات شتى، لقد عمدت أمريكا في القرن الماضي الى شق صفوف الحكومات العربية ووضعها في صراعات سياسية دائمية وتخندقات الممانعة والمعتدلة وبالتالي الى ضعف القرارات المتخذة تحت قبة الجامعة العربية وتخوفنا من أمريكا أن تستغل الوضع الراهن العصيب بكل أنواعها وأحجامها وأن تنقل التناحر والخلافات من الحكومات الى الشعوب العربية لتنقطع كل العلاقات فيما بينها وهي الطامة الكبرى والبوادر واضحة كما هو الحال في اليمن وسوريا والبحرين وغيرها من الدول وسوف يصبح شاغل عقول هذه الشعوب وطنها ومصلحتها فقط وفوق كل الأعتبارات القومية والدينية ولا تبالي أن أحترقت باقي الأوطان العربية ومن فيها بل الشماتة والدعاء الى مزيد من البلاء والتناحر فيها، كل المؤشرات تشير الى وضع كارثي ومأساتي سوف يلف الوطن العربي ودخوله النفق المظلم ومرحلة التمزق والشتات وخلق الصراعات والنزاعات بكل أشكالها والأزمات بكل أنواعها ومن ثم تقسيم بعض الدول العربية الى دويلات صغيرة ومن ثم تصبح كدول الأتحاد السوفيتي السابق لترتمي في أحضان المنقذ الأمريكي وهي المحصلة النهائية وتنتهي قضية فلسطين وتسدل الستار عليها لتبدأ قضية التعايش السلمي مع أسرائيل وبناء علاقات معها كما هو الحال في السودان الجنوبي الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط