الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران تعلن الحرب

حسن احمد مراد

2011 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


دون الاكتراث لكل المواثيق والقوانين والاعراف الدولية ودون الالتفات الى مبادئ علاقات حسن الجوار وحتى دون الرجوع الى مباديء الدين الاسلامي التي اعلنت التزامها بها منذ اكثر من 30 عاما قامت ايران بنجفيف مياه نهر الوند الذي يغذي مدينة خانقين والقرى والقصبات و النواحي التابعة لها ،متناسية ومن منطلق الغرور الاجوف انها تخلق كارثة بكل معنى الكلمة واتصور بان استخدام كلمة كارثة ليست لتهويل المسألة او اضفاء المبالغة على هذا الحدث خصوصا اذا ما عرفنا الاثار المباشرة الناجمة عن هذه العمل فمثلا الاف الدونمات من الاراضي الزراعية اصبحت تعاني من التصحر والاف الفلاحين تحولوا الى عاطلين عن العمل يبحثون الان عن مهنة اخرى لسد رمق اطفالهم من الجوع ، عشرات البساتين باتت تتحول شيئا فشيئا الى اراضي قاحلة وعمر الكثير منها تتجاوز عمر الجمهورية الاسلامية ناهيك عن جميع انواع الحيوانات و الطيور المائية التي انقرضت تماما بما فيها الثروة السمكية بالاضافة الى هجرة الطيور البرية من المنطقة بشكل نهائي وحتى المرابع العشبية اضمحلت من الوجود ما اثر وبشكل مباشر على الثروة الحيوانية فاضطر المئات من المزارعين والرعاة الى بيع ما لديهم من مواشي لتعذر حصولهم على والماء و الكلأ وكل ذلك سيجر ورائه العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. لو تفحصنا تلك النتائج الناجمة عن قطع مياه نهر الوند ومن دون اي اجهاد للذهن سنلا حظ كارثة بيئية تتمثل في تدمير الحقول والبساتين وقتل الاسماك والحيوانات المائية وهجرة الطيور ومن جهة اخرى نرى تحويل المئات من الاشخاص المنتجين الى اناس عاطلين عن العمل اي تعريض حياة مئات العوائل والاف الاشخاص الى خطر العوز والفقر والذي يرزح العراق تحت اعباءه اساسا . والامر الغريب والمحزن في هذا السياق هو الصمت المريب الذي يكتنف الاوساط الحكومية في العراق وكاننا هنا نتحدث عن مشكلة في الاسكا او سيبيرا او ان المشكلة تخص اناس يعيشيون في المريخ ، فعدم الاكتراث واللا مبالاة من قبل الاوساط الحكومية تضع هذه الحكومة وبكل مكوناتها في زاوية حرجة تصل الى حد الشك بولائها وانتمائها وتجعل من قسمها ويمينها الدستوري مجرد حبر على ورق واما المحافظة على سيادة العراق واراضيه ومياهه فلم يكن سوى كلاما اجوف كان المرد من ورائه هو الضحك على ذقوننا والتربع على كراسي الحكم .
ان المتابع لهذا الموضوع ومن خلال استقراء بسيط لحيثياته بامكانه ان يستنتنج بان ايران قد اعلنت الحرب على العراق وان قصفها للقرى والقصبات في اقليم كوردستان مع وجود العشرات من الضحايا وتهجير وتشريد المئات من العوائل ليس سوى خطوة في هذا السياق وان مساعي ايران لبناء سدود على نهر سيروان (وبذلك سيلقى نهر سيروان في المستقبل المنظور نفس المصير الذي يعاني منه نهر الوند حاليا ) ليس سوى حلقة اخرى من حلقات اعلان الحرب ، وبما ان الحكومة العراقية قد اتخذت موقفا سلبيا للغاية دفعنا للشك بولائها وصدقها تجاه القضايا المصيرية فقد بات من الضروري على المواطن العراقي ان ياخذ بزمام المبادرة ويبادر الى اتخاذ السبل المدنية في الرد على تلك التصرفات ، ابتداء من مقاطعة البضائع الايرانية و منع الزوار الايرانيين من زيارة العراق عبر غلق المنافذ الحدودية من خلال تنظيم التظاهرات والاعتصامات في تلك المنافذ وصولا الى جمع التواقيع وتقديم مذكرات الى المحافل الدولية لحثها على التدخل بغية وضع حد لهذه الكوارث التي باتت تعصف بالمواطنين من كل حدب وصوب ومن المؤكد ان هنالك العشرات من الوسائل المدنية الاخرى والتي من الممكن لها ان تساهم في دفع ايران للتراجع عن حربها الذي اعلنته على الشعب العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار