الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان حكومي

عمر قاسم أسعد

2011 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية




أعتقد أن الحكومة سعيدة جدا بقدوم شهر رمضان المبارك وكم تتمنى أن يدوم هذا الشهر ، ها قد جاء رمضان كحليف يضاف إلى بعض حلفاء حكومتنا التي يطالب معظم أبناء الشعب بإسقاطها ، كما إني أعتقد أن الحكومة سوف تقوم باستثمار هذا الشهر الفضيل لإعادة ترتيب أوراقها والبحث عن قنوات اتصال مع هذا وذلك وأولئك ، سوف تستثمر الحكومة شهر رمضان لاستدرار عواطف بعض المعارضين ــ وهم كثر ــ .

دعونا نتخيل رئيس الحكومة وبعض من طاقم وزاراته يرتدون الدشاديش البيضاء الناصعة وملامح البشاشة على محياهم والابتسامة لا تفارق شفاههم والبعض اصطنع ندبة على جبينه ـ من أثر السجود ـ والبعض يعتمر الجبة وبيده اليمنى مسبحة ذات التسعة والتسعون حبة ، وبيده اليسرى مسواك ، دعونا نتخيل أنهم يقصدون المساجد لصلاة العشاء والتراويح ، وهي فرصة لا تعوض لالتقاء أشخاص من المعارضة والتباحث معهم في شؤون دينهم ودنياهم والتمهيد للحوار عن رمضان وفضائله وضرورة الرجوع إلى الله وتحكيم العقل والتوبة و.... الخ .

ثم الدخول معهم بالحوار حول ملفات الفساد والنهب والسرقة وبيع مقدرات الوطن ، وليس أخرا دعوتهم إلى التسامح ونسيان الماضي والعفو وبدء صفحة جديدة وسوف تبرهن الحكومة لهم أن هذا الشهر خاصة يدعو للتسامح ونسيان الماضي .

دعونا نغوص أكثر في تخيلاتنا ونرسم صورة ذهنية لرئيس الحكومة يعتلي المنبر ويلقى خطبته ثم يأم المصلين وفي الصفوف الأمامية طاقم وزارته وهم يبتهلون إلى الله تعالى أن يكون هذا الشهر عونا لهم لا عليهم وبقية أفراد الشعب الفقير ــ إلى الله ــ في الصفوف الخلفية ليس أمامهم إلا رفع أكفهم إلى السماء وترديد كلمة ( آمين ) .

الحكومة العزيزة : جاء شهر الرحمة ليستر على الناس جوعهم وفقرهم وبؤسهم ، جاء شهر رمضان المبارك لتفتح أبوب السماء للفقراء والمحتاجين والمحرومين والمعذبون في الوطن ولن ترد دعوتهم لأن الله يعلم ما لا تعلمون .

حكومتنا العزيزة : لن تتحقق تخيلاتنا وكل الصور التي نحاول رسمها لكم ولن يمر شهر رمضان عليكم كما سبق ،

سيخرج الناس من بيوتهم يحملون جوعهم وبؤسهم وفقرهم ، سيرفعون أكفهم مبتهلين ضارعين إلى ربهم جهارا بأدعية ــ لم تحفظوها ـ تخرج من قلوبهم الممزوجة بالقهر وفي سرهم يتضرعون إلى ربهم بأدعية خاصة عن الظلم والظالمين ويرجون الله الخلاص .

أذكركم أن هناك كثير من قلوب خاشعة ذاكرة قريبة إلى ربها ، وكثير من هؤلاء سيأخذ دعائهم منحى أخر يتجاوز حدود الحكومة ، لم يعد هناك مجال أخر ولا طريق أخر ، ولا بديل ... ،

وها أنا في أول ليلة من هذا الشهر الفضيل أرفع أكفي إلى أبواب الله المفتوحة وأدعو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح