الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين العرب على الساحة الدولية ؟؟؟؟

محمد ماجد ديُوب

2011 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مما لاشك فيه أنه بعد الحرب العالمية الثانية وضع المنتصرون قواعد وأسس لإدارة العالم عرفت بما تم تسميته اتفاقية (يالطا )التي تقسم نفود الدول المنتصرة في العالم فكان الشرق والغرب .الغرب الرأسمالي والشرق الإشتراكي .لكن ذلك لم يمنع المعسكرين من خوض الحروب ضد بعضهما البعض ولكن بالوكالة .وكانت الساحة الأساس لهذه الحروب هي دول العالم الثالث التي كان الكثير منها لم ينجز بعد تحرره الوطني ومنها كثير من الدول العربية .
كانت هذه الحروب بمثابة تصادم استراتيجيتين مختلفتين في الشكل متفقتين بالمضمون .الشكل الرأسمالي في الإدارة وملكية وسائل إلإنتاج وتوزيع الثروة .والشكل الإشتراكي الذي هو على تضاد مع الشكل الرأسمالي .أما من حيث المضمون فكان الإتفاق في هدف السيطرة على دول العالم الثالث حيث أن الصراع بين الإيديولوجيتين كان الغطاء المموه لهدف السيطرةهذا .
ومما لاشك فيه أنه كانت دول العالم الثالث المنضوية تحت رايتي المعسكرين تخسر الكثير من قدرتها على إتخاذ قراراتها الوطنية المستقلة .وكان الغرب بسبب حالة الإستعمار المباشر قادراً وقبل اتمام عملية انسحابه من هذه البلدان (انجاز الإستقلال )على خلق طبقة حاكمة ربطها بطريقة محكمة به ( العائلات الحاكمة في دول الخليج.أوطبقة منتفغين محزٌبة ضمن أحزاب تتبى آيديولوجيا إقتصاد السوق.تركيا باكستان الهند أمريكا اللاتينية إلخ ... ).وربط وجودها بقدرتها على الإرتهان لمشيئته وتنفيذ رغباته .حتى في الدول التي خرجت بعد الإستقلال حاول السيطرة عليها عن طريق الإنقلابات العسكرية وهذا الغرب لم تكن تهمه ومازالت مسألة الديموقراطية وحقوق الإنسان مشتركا في ذلك مع مايراه المعسكر الإشتراكي إذ كانت مسائل مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان لاتعني له(المعسكر الإشتراكي ) شيئاً أمام الرغبة الجامحة في تحقيق الإنتصار النهائي للإشتراكية.
كانت الدول تنقسم بين المعسكرين وفقاً لمدى قدرة كل من المعسكرين على انتاج قيادات في هذه الدول تتبع منطقه الإيديولوجي ومصالحها ااطبقية مربوطة بإحكام إلى هذا المعسكر أوذاك .
من الطبيعي في حالة الصراع الإستراتيجي أن تكون المناورة (التكتيك)تهدف بالمحصلة إلى خدمة الإستراتيجيا .ولكن من الملفت أن المناورة أخذت حيزاً في الصراع حتى بدا وكأنها حلت محل الإستراتيجيا .وهذا ما برع الغرب في القيام به فكانت مسائل الديموقراطية وحقوق الإنسان ورفاهية المواطنين السيف المسلط على رقبة دول التي دور في الفلك الإشتراكي بما فيها دول المركز (دول حلف وارسو).فيما غابت هذه المسائل (المناوة ) عن تفكير المنظرين في المعسكر الإشتراكي وتم التركيز على الهدف الإستراتيجي وهوهزيمة الغرب إيديولوجيا ونسوا أو تناسوا أن الشعوب لاتفكر بالقضايا الكبرى بل يهما في زمن حياتها القصير(على صعيد الفرد) أن تعيش في بحبوحة وبكرامة وإن كانت وهمية وديموقراطية وإن أوصلت اللصوص وأصحاب القدرات المالية الكبيرة.ورجال العشائر وسواهم ...من قوى الهيمنة على هذه المجتمعات .
هذا ما انتبه إليه الغرب ولم يلحظه الشرق فكان ان نجح الغرب في اختراق دول المركز عن طريق البابا البولوني الذي قال عن إنتخابه جيمي كارتر :أنه ضربة معلم للمخابرات المركزية الأمريكية .متوجا حركة تضامن في بولونيا الكاثوليكية ولم يكن اختيارها مسألة عشوائية
وبدأ الإنهيار في دول المركز ولن نبحث في هذه العجالة عن الأسباب الأخرى التي ساهمت في هذا الإختراق (بيروقراطية .لصوص القطاع العام .الموت السياسي لشلة بريجنييف سوء الإدارة إلخ...).وبما أن مناورات الغرب أتت أُكُلها وتسيد العالم فلما لايتقدم وبشكل مباشروالسيطرة بشكل مباشر إن اقتضى الأمر (افغانستان .العراق )ولكن لابد من سبب .فكان 11إيلول وملف العراق النووي .
المشكلة أنه لم تزل هناك دول مازالت قياداتها تفكر على النمط الذي سبق الإنهيار(انهيار المعسكر الإشتراكي)دافعة بالإستراتيجيا إلى المقدمة متناسية حاجيات الناس البسطاء وتاركة للغرب إتمام مناوارته على أراضيها ومن خلال شعوبها ولم تلحظ أنه حتى الحكام الموالين للغرب عندما يعجزون عن تحقيق شيء ما لشعوبهم يتخلى عنهم بسهولة ويرمي بهم رمي ورق التنظيف لا لأخلاقية نبيلة يتمثلها الغرب ولكن أمثال هؤلاء الحكام يصبحون عاجزين عن أداء أدوارهم داخل اللعبة الإستراتيجة للغرب في السيطرة وإستنزاف الثروات (هيلاري كلينتون :سنستخدم الأموال الليبية المصادرة في إعادة إعمار ليبيا.وتضرب ليبيابتكلفة يقدمها المال العربي ).
إن مناورات الغرب التي أثبتت قدرتها على الإختراق وتحقيق المكاسب على صعيد تحقيق الهدف الإستراتيجي كان يجب أن تنبه من يعتقد أن لديه قضية استرتيجية على الصعيد الوطني ويقوم بتحصين وطنه بأية طريقة من الطرق وأعتقد أنه لو التفت لهموم الناس المعيشية وقليلاً من الديموقراطية لما وصل الجميع إلى الحائط المسدود
إن العرب وبحكم عدم قدرتهم على تحقيق دولتهم الدولة (الأمة )أسوة بباقي شعوب العالم ولاأرى أنه بإستطاعتهم ذلك على المدى المنظور لكي لاأكون متشائما وأقول طالما أمريكا موجودة أو بالأصح طالما تخرج من أراضيهم قطرة نفط فعليهم أن يثبتوا أن لديهم على الأقل بعض من حس وطني ويفكروا بما يهم شعوبهم ولايقدموا مصالح أي كان عليها أو على الأقل يساووها بمصالحهم .
قال هنري كيسنجر يوما :العرب ظاهرة صوتيه أرجو أن لايأتي يوم يقول فيه أحدهم أن العرب فائض بشري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتهاء الاجتماع الثلاثي بالقاهرة.. و-شرط- لتشغيل معبر رفح| #


.. بعد محاولة حظره.. ترامب ينضم إلى «تيك توك»




.. هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو أبلغ شركاءه في تحالفه أن احتم


.. شرطي أمريكي يعلّق دبوسًا لعلم إسرائيل أثناء تفريقه مسيرة مؤي




.. البطاقة الزرقاء تفضح ازدواجية معايير أوروبا.. ما القصة؟