الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دخول الاديان لفلسطين كان استعماريا وله نتائج تاريخية هدامة:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 8 / 1
القضية الفلسطينية


ككل قوة استعمارية دينية لها ثقافتها العرقية الخاصة, لم يكن دخول الاسلام لفلسطين, الا من مدخل الولوج العسكري الاستعماري, حيث تنامت الدولة العرقية العربية, ودخلت قصرا حالة الصراع العالمية ذلك الوقت, لتدافع عن وجودها واستمراريتها بين الامبراطوريتين الفارسية والرومانية, وقد كان دخولهم الاستعماري لفلسطين اضطراريا, نظرا لموقع فلسطين اللوجستي على بوابة القارة الافريقية,
ومثل كل توسع استعماري كان لا بد له ان يستظل مقولة ثقافية تبرر عدوانيته, فكانت مقولة نشر الدين الاسلامي, تماما كما فعل تستظل الولايات المتحدة الامريكية الان بمقولة نشر الديموقراطية ومكافحة الارهاب, اما الادعاء ان نشر الاسلام خالصا لوجه الله هو مبرر غزوهم لبلادنا وغيرها من البلاد, فهو يحتاج الى برهان ودليل يوضح _ الازدهار _ الذي اصاب هذه المستعمرات, ولا يتوفر ف الحقيقة سوى نقيضه, فتمركز الثروة والازدهار انحصر في المدينة ودمشق وبغداد, اما بلادنا المستعمرة فكانت الضرع الاقتصادي الذي يحلبونه ويردونه الى عواصمهم,
نعم لقد خلصونا من الاستعمار الروماني, لكنهم حلوا محله, وبذلك لم يطرأ تغيير حضاري على مجتمعنا الفلسطيني بل مجرد ان انتقل التحصيل الضرائبي من ان يكون لصالح روما فاصبح لصالح المدينة ودمشق وبغداد, اما الدين الاسلامي كعقيدة فهي كما وصلت بلا قوة عسكرية لبعض المناطق في العالم كانت ايضا ستصل الينا, مما يفند الحاجة والضرورة للفعل العسكري, فهل كان سوى الاستغلال والقهر مبررا لاستخدامها
وكما فعل الاسرائيليون , وتاليا الصليبيون, وكما تفعل الان الصهيونية, اعيد تجريد الفلسطينيين من ملكية ارض الوطن وجرى اقطاعها للامارات العسكرية مقدمة لاعادة توزيعها على الغازي المنتصر, وهكذا فعل الصليبيون وقبلهم الاسرائيليون وفي الوقت الحالي نرى اعادة وتكرار صهيوني للتجربة, فاعلان الاراضي مناطق عسكرية هو مقدمة لبناء المستوطنات,
ان فلسطين لم تكن قضية مصيرية في المنظور السياسي الاقليمي الا من حيث الحاجة لاستعمارها وضمان الافادة من موقعها اللوجستي واهميته في الصراع العالمي, وكما بينا ان اتفاقية الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الاسد كانت اتفاقية تقاسم بين المستعمرين, اثبتت ايضا اتفاقية الرملة التي تلتها مع فريدريك الثاني انها اتفاقية تقاسم لوطننا بين مستعمرين اجانب, واثبت ذلك ايضا تنفيذ الدول العربية لقرار التقسيم عام 1981
ان الولاء الديني لا يجب ان يتعارض مع الولاء الوطني, وهو لا يتخذ هذه الصيغة, الا اذا كان تعبيرا عن استمرار الولاء للحالة الاستعمارية حتى لو كانت قديمة, فهاهم يهود فلسطين ايضا _ خانوا_ الوطن ولائا لتجربتهم القديمة تاريخيا في احتلال فلسطين,
ان متاسلمين فلسطين يخلقون تعارضا بين الولاء الوطني والولاء الديني, وفي ترتيب الاولويات يقدمون الولاء للدين على الولاء للوطن, وهكذا فعل ايضا منتسبي الاديان الاخرى, فماذا كانت نتيجة ذلك انها تشريع الخيانة, وجعل ممارستها لصالح الطائفة واجبا شرعيا, ونرى تكرارا لذلك في لبنان ايضا, ونعود لنتسائل لماذا يوجد حجم عمالة واسع في المجتمع الفلسطيني؟
اننا لا ندين الاديان لكنا ندين منهجية المتدينين السياسية وما يضمنوها من تعارض مع الوطنية, وخيانة للوطن, ليس لانهم يريدون ذلك وينتووه ولكن لان الية الحساب السياسي تنتظم بصورة حتمية باتجاه هذه النتيجة, طالما انها لا تعترف بالتعددية القومية حتى لو كانت ذات اصل عرقي واحد, وطالما ان الوطنية هنا تختفي لفقانها الصلة باصلها الموضوعي واستبداله باصل وهمي
اننا نضع المتدينيين اما سؤال واحد وهو من من الاديان الثلاثة سمح بالاستقلال والسيادة الفلسطيني وقيام دولة فلسطينية, الم تعارض كل الدول العربية وجامعتها وجود حكومة عموم فلسطين وحاصرتها واجهضتها, وهي الان تحاصر السلطة وتعمل على اجهاضها؟ مالذي استفاده المجتمع الفلسطيني من رحيل الروماني ومجيء العربي ومن ثم رحيل العربي ومجيء الصليبي ومن ثم عودة العربي ورحيل الصليبي ومن ثم رخيل العربي ومجيء المغولي والتتري, ومن ثم رحيلهم وجيء التركي والعثماني ومن ثم رحيلهم ومجيء البريطاني ومن ثم رحيل البريطاني ومجيء التقاسم العربي الصهيوني ومن ثم طرد الصهيوني للعربي؟
ان ارتباك مسار التطور الحضاري الفلسطين, وابقاء حالة الفقر الفلسطينية, واستمرار تجريدها من وسائل وادوات الدفاع عن النفس كان نتئاج هذه التقلبات العرقية السياسية الاجنبية على فلسطين؟ فلماذا يصر المتدينون على اخفاء هذه الصورة التاريخية للوضع للوضع الفلسطيني, ومحاولة تقديمها وكان فلسطين_ الارض المحتلة_ الارض العربية المحتلة_ سلبت من ( العرب) وكان الفلسطينيون ليسوا اصحابها؟
وكم هو الفارق بين هذا الادعاء والادعاء الصهيوني بان فلسطين سرقت من القومية اليهودية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات إسرائيلية على بيروت وصور وسقوط صاروخ شرقي القدس


.. مسؤولة كندية تهاجم نتنياهو بسبب حربه على غزة ولبنان




.. غارات إسرائيلية على الشويفات وصور جنوبي لبنان


.. رعب في لبنان بسبب الحرب.. وإحباط من المستقبل




.. بايدن عن إمكانية بدء إسرائيل عملية برية في لبنان: يجب وقف ال