الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرصتان أمام المسلمين

محمد أبوعبيد

2011 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


حبس المسلمون أنفاسهم لساعات بعد أن هبت أخبار مجزرة النرويج التي ارتكبها الإرهابي أندرس بريفيك، لما في ذلك من تداعيات على الجاليات المسلمة، خصوصاً في النرويج، لو ثبت أن المرتكب هو مسلم. لكنهم تنفسوا الصعداء بعد أن اتضح أن الفاعل هو نرويجي أصلي وأصولي.

مجزرة أوسلو، تظهر، دون ريب، أن الأصولية الدينية ليست لدى المسلمين فقط، إنما لدى اتباع ديانات، وحتى عقائد، أخرى، وأن ثمة قواسم مشتركة تقوم عليها تلك الأصوليات أبرزها الخوف من الآخر وبالتالي وجوب قتاله.

الخطير في الأمر أن أندرس، وفق ما نُقل عنه، لم يكن يهدف إلى القتل من أجل القتل، مع أن من قتلهم يقاربون المئة، وإنما كان يريد أن يقرع جرسا لإندار حكومة أوسلو وحكومات أوروبية أخرى من خطر أسلمة أوروبا، خصوصاً أن ثمة حكومات يسارية أو معتدلة تمنح الجاليات المسلمة حقوقاً حُرموها في أوطانهم، لذلك لم تعد المآذن، مثلاً، منظراً غريباً في مدن أوروبية، ولم تعد المحجبات هناك أمراً لافتا لنظر الأوروبيين، على عكس المنقبات. كل هذا يجعل المرء يقر ويعترف أن الحكومات الغربية تحترم حقوق الإنسان على اختلاف معتقداته، أكثر من الحكومات العربية التي يخشى وزير فيها جامعياً متفوقاً أن يأخذ مكانه، وسيبقى دائماً ثمة عربي أو مسلم يتصيد أخطاء من تلك الحكومات بحق المسلمين ليقول إن ابناء الإسلام مضطهدون في الغرب، وهذه كذبة كبرى، حتى لو ضُيق على بعضهم في بعض المجالات لأسباب متعلقة بأمن مواطنيهم.

يمكن للمسلمين، إذن، أن يستفيدوا من فرصتين بعد مجزرة أوسلو: الأولى تتمثل في حملات الاستنكار لهذا الإرهاب الأصولي، بصرف النظر عن انتمائه الديني، وباستنكارهم يؤكدون أن الإسلام دين التسامح والسلام والإنسانية.

الفرصة الثانية، وهي بالغة الأهمية، تتعلق بالسقطة الإعلامية الكبيرة التي وقع فيها الإعلام الغربي حيت وجه أصابع الاتهام مباشرة إلى المسلمين بأن منهم من يقف وراء مجزرة أوسلو، لدرجة أن الكاتبة الأمريكية جينيفر روبن كتبت مقالاً تحليلياً سريعاً في "واشنطن بوسط" تعزو فيه أسباب العملية الأرهابية إلى توجيه الإدعاء النرويجي تهمة الإرهاب الى الملا كريكار مؤسس جماعة أنصار الإسلام الكردية ، ولعل السقطة الإعلامية أقسى من سقوط مبنى الإعلام .

من النافع أن يغتنم المسلمون هذه السقطة الإعلامية من خلال مخاطبة الرأي العام الغربي، فإن كان بالأذن اليمنى يصغي إلى إعلامه ويستقي المعلومة منه، فإن له أذناً يسرى يمكن للمسلمين أن يخاطبوها بدافع نقل الصورة الصحيحة عن الإسلام والحفاظ عليها. وأيضاً أقامة جسور مع كتّاب موضوعيين كالكاتب الأمريكي جيمس فالوس الذي طالب "واشنطن بوسط" بتقديم اعتذار للمسلمين.

ثمة ضرورة لحوار شرقي غربي، خصوصاً أن النِّدين باتا يرزحان تحت وطأة تطرف ديني يضرب خبط عشواء من يصب، والمطلوب من المسلمين انفتاح أكبر نحو الغرب، وتخصيص إعلام جدي وراقٍ يخاطب عقولهم لا غرائزهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح