الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تُعرَفُ الماركسيةُ بالرجال !

وليد مهدي

2011 / 8 / 2
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


(1)

لعل الإطار الثقافي العربي الإسلامي الماضوي العام ، وبسبب محورية " المقدس " في هذه الثقافة ، هو إطار يعتمد النقل و التأويل لدرجة إن الفلسفة الشائعة في " العلم " الديني الكلاسيكي الفقهي هي :
يؤخذ العلم من افواه الرجال ...
فالثقات من هؤلاء الرجال ومن يحظون بمكانة اخلاقية رفيعة في المجتمع هم الاولى بنقل المعرفة والقيم سواء من الشارع المقدس ( الرسول والقرآن ) مباشرة ، أو استنباطها و تأويلها من نصوص القرآن او السنة المروية عن الرسول ..
هذه الفلسفة الماضوية التأريخية القديمة ربما حتى قبل فجر الإسلام المحمدي في جزيرة العرب ، وجد علي بن ابي طالب نفسه في مواجهتها اذ بان الفتنة الكبرى ايام حكمه حين اخبر الامة للمرة الاولى :
لا يعرف الحق بالرجال ، إعرف الحق تعرف اهله !
فقد تصور بن ابي طالب جوهر الأزمة الفكرية بأنه حالة من الافتقار إلى إطار " عقلاني " يمكن للوعي الجمعي الإسلامي الرجوع إليه في ذلك الحين ليكون معياراً لما سماه " الحق " .. بدلاً من اعتماد " افواه " الرجال كمصادر للحق والحقيقة !
وهي المشكلة التي سبق وان واجهها ارسطو في اليونان القديمة مع السفسطائيين ، وتمكن ببراعة نادرة في التاريخ من خلق الإطار العقلي – الكلامي المسمى بالمنطق الارسطي والذي قضى على التلفيقات السفسطائية التي كانت بمثابة اقوال وحكم مأثورة تجري منسابة في الوعي الجمعي الإغريقي كجري الاستنباطات المأخوذة من افواه الرجال في الوعي الجمعي الإسلامي ، وهو المنطق الذي اعتمده المتكلمون المسلمون فيما بعد والمدرسيون الكنسيون بعدهم قبل ان تأتي العقلانية المعاصرة لتحل محل هذا كله ( في المجال العلمي على الأقل ) ..

(2)

قد يتصور الكثير من الأخوة الماركسيين الأفاضل الذين يخوضون الحوارات المتنوعة حول الماركسية في الحوار المتمدن بان ذلك الزمان ولى وإن حواراتهم باتت في منأى عن السفسطة المموهة كمعرفة اصيلة منسوبة إلى اقلام المفكرين الماركسيين واليساريين المعاصرين ...
لكن المتابعة الفاحصة لجملة هذه الحوارات تبين مدى افتقار هذه النخبة لإطار عقلاني موحد جامع ، أو على الاقل مجموعة اطر يمكن ان تحدث بينها تصادمات مثمرة يمكنها ان تتمخض عن نتائج ، فما عدا جانب النمري – قوجمان المتميز بالإطار الكلاسيكي الماركسي المحافظ نسبياً ، نجد الفريق المقابل الذي ينسب نفسه لليسار الماركسي ( ابراهامي – الزيرجاوي ) واقع في ما يشبه أزمة فكر الخوارج ايام علي بن طالب نفسها لكن ( مع فارق الزمان والمكان ) ..
هذا الفريق لا يعرف اي إطار عقلاني يمكنه ان يؤدي إلى مناقشة ضمن قواعد ثابتة ، وبدلاً من ان تناقش القضايا والإشكاليات في النظرية الماركسية بمبناها الفكري المجرد عن انتسابها لقول فلان وعلان ، نجد ان نخبة اليسار هذه في الحوار المتمدن تطرز كتاباتها وتعليقاتها بأسماء لامعة ورنانة في تاريخ الفكر الماركسي وجلها اجنبية في تصور وهمي بحيازة قمم المعرفة التقدمية الحداثوية الاصيلة ..
ولعلني لا اتعجب ما حصل مع آخر مواضيع سلسلتي عن الماسونية وما تطرقت له عن النظام النقدي العالمي وعلاقته بالنظرية الماركسية الكلاسيكية من ان ينبري لي زميلي وصديقي الكريم جاسم الزيرجاوي مذكراً بشكلٍ عفوي غير مباشر بأن أصول المحاورة المتبعة " عادة " في الحوار المتمدن تتطلب إبراز " رخصة الكتابة " ممثلة في أسماء لامعة ببحثها الاكاديمي الرصين المجرد عن الماركسية كعقيدة لابد من طرحها في مناقشة النظرية مثل طارق علي او فرنسيس وين ، بل ذهب الصديق العزيز إلى ابعد من هذا حين وضح استعداده لذكر مئات الأسماء من الرجال الذين لابد وان اكون قرات لهم قبل التجرؤ في خوض هذا المضمار ..!

(3)

لا يمكن ان انكر بأن القراءة هامة في هذا الصدد ، وحال أن بعث لي رابطاً بكتاب عن فرنسيس وين قررت الشروع في قراءته حال فراغي من كتابة مقال اليوم ، إلا إن الأهم من القراءة يبقى تمييز الإطار العقلاني العلمي الذي تنتمي له نماذج ما نقرأ ..
فالماركسية لا تعرف بالرجال اولاً ، وإنما بخلفية المبنى العلمي لقراءاتها وتفسيراتها المختلفة ..
كان من الاولى على الزملاء المعلقين على الموضوع وغيرها من المواضيع التي يدور فيها الجدل في الحوار المتمدن حول الماركسية عموماً مناقشة جوهر النظرية المجرد ، تحليل ودراسة الحقائق التي تطرحها عن الصراع الطبقي والتحول في بنية هيكل الاقتصاد العالمي والذي أعدت صياغته بمفاهيم و أدوات قياس غاية البساطة وكلية ..
كان من الأولى الدخول في المسائل العلمية المجردة التي طرحها ( فرنسيس وين ) مثلاً فيما يتعلق بقضية هيكل الاقتصاد العالمي والماركسية التي طرحتها بشكل مباشر بذكر او حتى بدون ذكر اسم من ناقش هذه المسالة ..
لكن اعتماد اسم باحث او مفكر فقط دون طرح نتاجه ومقاربته ومناقشته بالعمق المطلوب مع القضية الأساسية المطروحة للنقاش في أي موضوع حواري في الحوار المتمدن يؤشر على استمرار ازمة الإطار العقلاني الموحد الجامع للفضاء الثقافي العربي حتى لو ادعى بعض المشاركين في بناء هذا الفضاء الإنتماء للماركسية بشقيها اليساري والمحافظ ..
فبدلاً من التلويح بضرورة العودة إلى الماركسية من مناهلها الاصيلة الصافية ( رجالاتها الاصلاء ) كان من الاولى دراسة وتوضيح المشكلة والقضية التي طرحها هؤلاء " الرجال " وجلهم عاشوا في زمان ومكان لا يناسب مشاكل العالم الإسلامي والعالم المعاصر بصورة عامة ..
وموضوعي السابق اصلاً كان يعتمد على اطروحتي الخاصة في قراءة المذهب الاستقرائي للماركسية كمنهج معرفة قمت بإسقاطه على الهيكل التبادلي الاقتصادي العالمي مقوماً بالرافعة المالية .. وطرحته كنظرية جديدة خاصة في " فلسفة " علم الاقتصاد يمكنها ان تتحول إلى مباني تطبيقية حديثة بمساعدة التكنولوجيا الرقمية الحديثة وشبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) ..
لم يناقشني احد في تفاصيل بنية هذه الهيكل بتجرد علمي منذ طرح الفكرة في العام 2009 عدا الرفيق والصديق عذري مازغ ، فما هي الاسباب التي تجعل الماركسيين العرب ، حتى على مستوى مفكرين ثوريين كبار مثل مهدي عامل ابعد عن روح البناء العلمي المجرد للنظرية الماركسية وما يتطلبه من تغيير جذري جوهري في توليد نسخة او قراءة منها يمكنها الإلمام بالواقع الاقتصادي " الآني " الصرف وما تتطلبه المرحلة بعيداً عن مهاترات وتداخلات الآراء السياسية ، التي تمثل في حقيقتها تصادمات لآراء الرجال .. وليست تصادمات علمية موضوعية للأطر المعرفية التي يتبناها هؤلاء الرجال ..؟؟

(4)

اعتز بأن جدي الخامس كما يروي لي اهلي كان بدوياً يسكن في احد بيوت الشعر المتنقلة في البادية الجنوبية لنهر الفرات ، لكن هذا ليس مدعاة الفخر العظيم بالنسبة لي ..
محل افتخاري الكبير هو هذا التحول الفكري الذي اشعر به من فضاء ثقافة البادية ونقلها من افواه الرجال ( حدثنا فلان عن فلان ) إلى فضاء الإبداع الذاتي الشخصي المجرد حتى ولو كان بلا قيمة تذكر او تستحق النقاش .. ( الفتى من يقول ها انا ذا ..)
لا اشعر في الحقيقة بسوى الاسى حين يصف الزميل العزيز الزيرجاوي كتابتي ونقدي لعموم الماركسيات " البئيسة " التي تستقى من افواه الرجال دون الاعتماد على المبنى العلمي المجرد بانه " هجومٌ بدوي " في اشارة منه بأنه لا يقوم على اسس موضوعية قابلة للنقاش ..
أما أسباب هذا النقد فهو غير موجه لماركس ، ولكن لمن يقرؤن ماركس وهو ما سأذكره الآن..
فسواء كانت هذه الماركسية محافظة بإطارها الكلاسيكي المتحجر الجامد ، أو يسارية فوضوية.. " مالت مع الريح حيثُ تميلُ " .. ، فالنتيجة إن الماركسية العربية لم يعد لها اي رصيد قيمي ملموس في بنية وتكوين ثقافة الجيل الجديد ..
فإن تُركتْ ، ذهبت إلى قبرها غير مأسوفٍ عليها ، وإن نقدت بأي نقدٍ ومهما كان خصوصاً من كاتب وباحثٍ شابٍ مثلي ينتمي لجيلٍ جديد ، ألا يعتبر هذا محاولةً ايجابية في نفخ الروح فيها من جديد ..؟؟
ما وددت أن اوضحه في الختام ، بان طبيعة هذا الهجوم مهما كانت فهي لم تكن كهجوم بعض اقلام التيارات الصهيو- مسيحية المتطرفة تجاه كل ما هو إسلامي والتي شهدناها بغزارة في الحوار المتمدن الاعوام الماضية ما قبل الربيع العربي ، مع ذلك ، لم توصف تلك الهجومات والتعديات " الثقافية " الصارخة المبررة بالحرب على الارهاب من قبل الإخوة اليسارويين وحتى الكلاسيكيين بانها تعدي على " هوية " امة قبل ان تكون تجاوزاً سافراً على دين عظيم يدين به خمس سكان المعمورة ..
بل العكس ، اعتبر نقد الدين الإسلامي بمثابة توعية عن طريق " الصدمة " الكهربائية المباشرة كما ذهب الزميل الرفيق مثنى حميد مجيد في دفاعه عن كتابات السيد كامل النجار ، فالكثير من الماركسيين اعتبره ضمن مشروع التنوير العربي بديهية ، ويمكن لمثل هذا النقد برأيهم ان يبدل ذهنية العقل الإسلامي ومفاعيل تحريكها إلى ما قد يسهم في التحديث وإدخال الامة إلى التاريخ من جديد ..
فلماذا يكون هجومي بدوياً اذن حين اصف الماركسيين العرب بالأدعياء للماركسية ما داموا يغردون خارج السرب ويحلقون خارج فضاء التاريخ ولا يسهمون لا من قريب ولا من بعيد في الذي يحصل من اهوال تعصف بالعالم العربي والإسلامي تحت اجنحة تبرير " الاممية " والسماح للغرب المتوحش بالوغول اكثر فاكثر في استغلال البلاد والعباد ..؟؟
لماذا لا تكون تلك الكلمة بمثابة " وخزة " بسيطة أن استفيقوا والتفتوا لواقع الامة وما تعانيه ..؟؟
او حين اسمي الماركسية النقلية المقدسة المستقاة من افواه الرجال بالماركسية البئيسة ..
لماذا لا تقارن بما قاله ماركس " النبي " عن " وضاعة " البرجوازية وتحتسب كصياغة مقترحة جديدة في قاموس " الادبيات الماركسية " الواسع الشامل بدلاً من ان تحتسب كنبلة بدوية طائشة عابرة لقفار الصحراء لتصيب صنم الثقافة اليساروية في مقتل !؟
اتمنى على الاخوة اليسارويين ان لا يكونوا نقليين فقط ، عليهم التخلص من هذا الموروث اللاشعوري في الثقافة الإسلامية التي فروا منها إلى جنان التنوير والحرية في أوربا ، فلم تطبعهم البيئة " الفردانية " الجديدة هناك بخصائص الإبداع العلمي الذاتي ، فظنوا بانهم قتلوا البدوي المجبول في صياغة جيناتهم بمجرد ان تلبسوا بما يلبس الغربيون من لباسٍ ولغةٍ وثقافة ..
بمجرد أن شربوا الويسكي و الرم ، أو دخنوا سيجار الروثمن والكوبي حتى استفاق هذا المحافظ النائم " اليساروي " الذي يقدس النقل عن فلان ، فتحولت نحلة الاسماء العربية الراوية عن ابن عباس أو قتادة إلى " التوسير " أو " جرامشي " او جاك دريدا ..او فوكو ..
أرجو مرة أخرى أن لا يعتبر هذا هجوماً وتعدياً على احد ..
هو نقدٌ ربما يكون حاداً بعض الشيء ، لكنه مقدم مع تقديري وتثميني لكل ما طرحوه ..
مكررا في ذات الوقت اعتزازي الصادق وشكري للجميع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رضا فتوح
Abu Ali Algehmi ( 2011 / 8 / 2 - 04:38 )
ما ذنب المثقفين العرب إن كان المدعو رضا قد رضي به أهله مغمض العينين
أنا أقول لرضا أهله أن مساهمات المثقفين العرب في العودة للماركسية هي أقل المساهمات بين أمم الأرض والمثقفون الأمريكان والجامعات الأميركية هم اليوم أصحاب السبق في مضمار الماركسية
بل إن بابا روما قبل وقت قريب عاد لماركس ليؤكد أنه أفضل من نقد الرأسمالية
حبذا لو أن شيخ الأزهر يقول بمثل هذا القول فيخرس رضا فتوح


2 - للسيد المهدي كل شكري
Abu Ali Algehmi ( 2011 / 8 / 2 - 04:47 )
كل الشكر للسيد وليد مهدي لتعريته المتطفلين والمتسلقين على الماركسية مستخدمين اسماء كتاب أوروبيين كدرجات سلم التسلق . إيذاء هؤلاء أبلغ أذىً من أذى القرضاوي


3 - مدافع القرن التاسع عشر
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 8 / 2 - 07:40 )
السيد وليد مهدي يوجه الى الفريق ابراهامي–الزيرجاوي، المقابل لفريق قوجمان-النمري، والذي (ينسب نفسه لليسار الماركسي)، الأنتقاد التالي: (بدلاً من التلويح بضرورة العودة إلى الماركسية من مناهلها الاصيلة الصافية ( رجالاتها الاصلاء ) كان من الاولى دراسة وتوضيح المشكلة والقضية التي طرحها هؤلاء - الرجال - وجلهم عاشوا في زمان ومكان لا يناسب مشاكل العالم الإسلامي والعالم المعاصر بصورة عامة).
الحقيقة ان كل كتابات (الفريق ابراهامي-الزيرجاوي) موجهة ضد تقديس النصوص الكلاسيكية، ضد تحويل الماركسية الى عقيدة دينية، وجوهر انتقادهم ل(الفريق قوجمان-النمري) هو ان هذا الفريق يحارب معارك القرن الحادي والعشرين بمدافع القرن التاسع عشر الصدئة


4 - الصديق و الاخ و الزميل وليد:
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 8 / 2 - 08:32 )
الصديق و الاخ و الزميل وليد:
بمجرد أن شربوا الويسكي و الرم ، أو دخنوا سيجار الروثمن والكوبي
ياريت...ويسكي..و,,رم..و روثمن...
اخوك ما كاعد باوربا ......تره اخوك كاعد بصحراء الربع الخالي ..لا ويسكي.. ولارم..بس فودكا من المهربين وجكاير ال ام لايت
مودتي و محبتي


5 - ابن ابو طالب والتخلف العقلي
محمد البدري ( 2011 / 8 / 2 - 08:51 )
ليت ذلك المدعو علي ابن ابو طالب قد توقف عن الهراء الذي يخر من لسانه. فالرجل كان سفاحا وهو الذي عهد اليه ابن عمه الاكبر الي ذبح ما لا يروق له سماع كلامه باعتباره الوحي المنزل. قوله عن معرفة الحق بالحق وليس من الرجال، فما الذي جعله يؤمن بمحمد (بل يعتبر اول من آمن من الغلمان) ولا برهان عليه علي ما يقوله؟ الا إذا كان هو موله بالرجال وفقط. و لماذا لم يراجع فعلته هذه بعد ان ردد كلامه عن الحق وكيفية معرفته الذي نتشدق به باعتبرها حكمة. لكنه فضل الدخول في الحروب ضد نساء ابن عمه وضد عثمان وضد معاوية وضد الخوارج مؤيدية ايضا ارضاءا لهوايته وهي القتل. الشاهد علي ما أقول ان محمد نفسه قد اصدر اليه امر قتل النضر بن الحارث بعد حرب بدر وهو الرجل الذي اكتشف كذب محمد بمقارنة اقواله وما عند يهود بني النضير. فلماذا يقتله علي الا أذا كان هو ذاته ياخذ الحق من الرجال وفقط وليس من الحق المكتوب في كتب سماوية هي ذانها اعتبرها محمد من عند الله. علي هذا لم يكن ياخذ الحق من الحق انما اوامر القتل والكذب والدجل من الرجال وفقط. تحية وشكرا رغم اني لم اتعرض للماركسية بل قمت بمقارنة بسيطة لكنها تحمل جدلا يفوق الماركسية


6 - هذه المرة عن الماركسية
محمد البدري ( 2011 / 8 / 2 - 09:15 )
هجومك ليس فقط بدوياً في وصف الماركسيين العرب بالأدعياء للماركسية وليس لانهم يغردون خارج السرب أو يحلقون خارج فضاء التاريخ لكن ربما لاسباب شخصية وذاتية. فمن حق اي فرد ان يتبني الماركسية باعتبارها فلسفة خلاص ولها برهانها من الواقع حتي لو لم يكن واقعه منطبقا علي واقع الماركسية التي نشأت هي فيها كجدل موضوعي بين القوي المتصارعة علي ارضية المادية. ولغياب كثير من عناصر نضج الراسمالية في الشرق لا لسبب سوي ان الثقافة العربية الاسلامية هي ثقافة تجار وسماسرة وليست ثقافة منتجين فان كثيرين يرتدون الي خرافات العروبة والاسلام وبعضهم يتوقف عند ليننين وستالين واضغاث احلام بروليتارية لم تجد فرصة الا واخذتها للحكم ثم افرزت هي برجوازيتها بحكم الضرورة وهو ما يعتبره البعض ارتدادا عن الستالينية. لاحظ لفظ الارتداد - عند النمري مثلا - فهي مفردة لها مرجعيتها التاسيسية الاولي عند محمد الذي يحلو للبلهاء وصفة بالاشتراكي، مثل هؤلاء لا يسهمون بشئ كنهم في انتظار قدر الراسمالية بالانهيار شانهم شأن الاسلامين في انتظار امر الله. تحياتي وتقديري


7 - الي الاستاذ الزيرجاوي
محمد البدري ( 2011 / 8 / 2 - 09:41 )
ومن قال انهم، تحت جذوع النخل وبجانب بيت الارقم ابن ابي الارقم وبعدها وظهروهم مسندة الي حوائط اول مسجد اختارت ناقة محمد موقعه واصبح محجا، لم يكونوا يتعاطون الروم والفودكا المستخرجة من نخيل بني القينقاع او اهل خيبر. سكروا وقالوا ما قالوه باعتباره من اللوح المحفوظ، ولان المشروبات كانت قوية وفخمة وتضارع في نوعيتها افضل ما في بارات اسكتلندا الكافرة فقد احتفظت بتاثيرها علي العقول حتي علي الاجيال اللاحقة وعلي من قرأها ولو بعد 1400 عام مما تعدون.


8 - رائحة تعصب
almousawi A. S ( 2011 / 8 / 2 - 10:38 )
عندما اسمع الماركسيين العرب يقفز مباشرة عفلق الى عقلي
هذى هو ما ابدعة اعداء ما اسموة الاستيراد الفكري ودعاة الاكتفاء بالققم العربية
ان ماتطرحة من اجل مواصلة الماركسية اللينينة لما الت الية الحال شئ رائع وحرص انساني وفهم جميل لحجم المسوؤلية ولكن الحل هو انساني عالمي وليس عربيا حتى اذا جاء عن طريق وليد مهدي وبالمناسبة
كيف يمكن ان نفسر قانون
التراكمات الكمية تؤدي الى تغيرات نوعية
فيما يخص تراكم النقود
لك جزيل الشكر والامتنان لما تثيرة
احر تحية


9 - السلاح الصدئ
Abu Ali Algehmi ( 2011 / 8 / 2 - 11:36 )
أتحفنا الصهيوني يعقوب باكتشاف حديث يقول أن الماركسية سلاح صدء مقارنة مع الصهيونية الفاشية التي يتبناها يعقوب وقادته شارون ونتنياهو واللمعة اللص ليبرمان وهي التي خاضت حروباً عديدة ضد الشعب الفلسطيني فاقد الهوية والوطن بنجاح فائق
هنيئاً لك يا يعقوب بهؤلاء القادة من نماذج الصهيونية الفاشية !!


10 - تعليق
رائد عودة ( 2011 / 8 / 2 - 13:41 )
تحية طيبة لك استاذ وليد أنا اتابع كتاباتك منذ فترة ليست بالطويلة وفعلا انا استمتع بقرأتي لأفكارك رغم أنني في بعض الحالات أختلف معك في الرأي في بعض المحاور، ولكن لي تعليق وهو أن أزمة الماركسية اللينينية هي أزمة عالمية ولا تقتصر على العالم العربي فقط ، فالأحزاب الشيوعية الأروبية مثلا تعني من نفس المشاكل التي تعاني منها الأحزاب الشيوعية العربية فمن الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان من أقوى الأحزاب خلال الستينيات من القرن الماضي إلى الايطالي الذي تشظى وانقسم إلى أربعة أقسام ، فالاسباني والبرتغالي ألخ من الاحزاب هي احزاب لها تأثير ضئيل على مجتمعاتها بل على العكس هناك بعض الاحزاب الشيوعية العربية تتمتع بنفوذ جماهيري واسع مقارنة مع هذه الأحزاب كاللبناني والسوري ، فالمشكلة ليست في عقلية الماركسين العرب بل في تراجعهم عن شعارتهم الذي طرحوها سابقا أيام المعسكر الاشتراكي وتخلوا عن دورهم الطليعي في مقارعة الانظمة الاستبدادية والتابعة لأمريكا وهذ هو السبب نفسه الذي أدى إلى صعود التيارات الدينية لأنها تبنت بعض المواقف الشعارات للشيوعين مثل تحرير الاراضي المحتلة والدفاع عن لقمة عيش المواطن وعن الوطن


11 - يتبع
رائد عودة ( 2011 / 8 / 2 - 13:43 )
تحية مرة اخرى
فاعتقد ان انصاف الماركسين العرب بسسب التخاذل في مواقفهم والتخلي عن دورهم الطلعي ادى بالاحزاب الشيوعية العربية إلى فقدان قاعدتهم الجدماهيرية فالخلل ليس بالماركسية اللينينية بقد ما هو خلل في ادعياء معتنقيها
وشكر لك مرة اخرى


12 - الى جاسم الزيرجاوي 4: فودكا؟
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 8 / 2 - 14:09 )
وانا لسذاجتي كنت اعتقد انك لا تشرب إلا المستكي


13 - أقنعة خطرة
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 8 / 2 - 14:16 )
الأخ العزيز وليد مهدي
عنوان مقالتك يؤكده ماركس نفسه في مقدمته لكتابه رأس المال فقد شكر إسكافيا في القرون الوسطى ذاكرا فضله عليه وأسبقيته في إكتشاف - نظريته - كما ذكر هيغل وأهداه بعض فصول الكتاب وعموما يميز الباحثون أكثر من ماركس ، ماركس الهيغلي اليساري ، ماركس الشاب ، وماركس الشيخ بل هناك من يحاول إضافة إسم اخر هو ماركس غير العقائدي أي ماركس الخالص أي المستقل عن إنجلز إذ يعتقد البعض أن الماركسية العقائدية غريبة عن فكر وشخصية ماركس وينسبونها لإنجلز. ولو كان ماركس قد قرأ رسائل إخوان الصفا لكان أشاد بهم هو وإنجلز وخاصة في شرحهم عن العلاقة الفزيولوجية بين القرد والإنسان.و- المفكرون - العرب لجهلهم يجترون المصطلحات الغربية وأسماء باشلار وفوكو ودريدا ويجهلون أن الفراهيدي واخوان الصفا وجابر ابن حيان قد سبقوا هؤلاء في البنيوية
تحية لك وأنت تقارع قوى الجهل والتخلف سواء إرتدت رداء الدين أو الماركسية أو العلمانية فهذه كلها أقنعة خطرة تدفع شعوبنا ثمنها.مثنى حميد مجيد


14 - تهجم جهنمي من أبي علي الجهمي:تعليق 9
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 8 / 2 - 14:27 )
سؤال الى الخبير الأستشاري (بشؤون الخمر) الصديق جاسم الزيرجاوي:
كم كأساً من الخمر وأي نوع من الخمر يجب ان يشرب المرء لكي يفسر الجملة التالية: (الفريق قوجمان-النمري يحاربون معارك القرن الحادي والعشرين بمدافع القرن التاسع عشر الصدئة) بأنها تعني: (أن الماركسية سلاح صدء مقارنة مع الصهيونية الفاشية)؟


15 - الى محمد البدري
عبود بدن ( 2011 / 8 / 3 - 00:21 )
اقرء فقط نهج البلاغه ايها الابله لتعرف قيمة علي بن ابي طالب ولكنك جاهل افاق
اوهمتك الدوغما او النظاره الخضراء وجعلتك ترى التبن عشبا اخضر فارتع ما بقى لك من عمر في حقول اوهامك ولاتسب قمم لاتصلها ايها الاديولوجي الصغير ارجو النشر ياتمدن


16 - الي عبود بدن
محمد البدري ( 2011 / 8 / 3 - 04:19 )
ما اجمل ان يتفق المعلم مع تلاميذه او يتبع التلميذ خطوات معلمه. فهل علمتك نهج البلاغة السباب للناس؟ فإذا كانت كذلك (تعليقك يقول بذلك) فهي نهج وهي بلاغة اتت ممن علمه الرسول الكريم الذي جاي ليتم مكارم الشتائم حسب كلام عبود بدن!!!!! فهل تريدني قراءتها لاكون مثلك؟ لكن: كيف كتبها هذا القاتل علي ابن ابو طالب حسب روايات السيرة النبوية (العطره) ولم يكن هناك لغة محددة للكتابة في عصره بل ومن اين اتي بالوقت وهو مشغول بمحاربة صاحبة حديث رضاع الكبير وتلفيق التهم للخوارج ومحاولة لم شمل بقايا عصابة العشرة المبشرين بالجنة امثال طلحة والزبير الذين قتلوا ايضا بعد انفضاضهم عن احد العشرة الساعي للخلافة لحيازة المنهوب من الامصا. مسكين ابن ابو طالب تربي في بيت جعله يقتل معارضية ولم تشفعه (البلاغة) لاكتشاف او البحث عن شئ اسمه الديموقراطية رغم انها كانت ضمن فلسفة اليونان في بلاد الشام التي لم يكن يريد الخلافة الا طمعا في خيراتها دون بلاغتها الثقافية والحضارية. في النهاية، ما اجمل ايضا ان يتبع ابن ابي طالب نهج المعلم الذي قيل انه بيت النبوة.


17 - بؤس الخطاب الديني
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 8 / 3 - 08:15 )
تعودنا على هذا الخطاب discourse يوم كنا نناقش حزب الدعوة في حديقة مستشفى الجوادر في سبيعنات القرن الماضي , حيث كانوا يستندون الى السئ الصيت محمد باقر الصدر(1935-1980) وكتبه الصفراء, وكنا نؤكد على ان فهم الصدر في قضية العدالة الاجتماعية هو فهما كينزيا (John Maynard Keynes، 1883-1946)..وانه ينهل من سيد قطب الذي كان تلميذا وفيا لابو العلى المودودي ومرجعيتهم الكبرى ابن تيمية الذي ينادي : الحاكمية لله
لذالك فأن خطاب وليد مهدي هو نفسه الخطاب الديني ضد الماركسية وان حاول ان يرتدي ثوبا اخر.
ولانه لم يقرا ماركس و مشبع بالكراهية للماركسية لذا جعل منا نحن الاربعة بوابة لشتم ماركس
نحن نعتقد ان الوقت القادم سيكون نضال شرس ضد القوى الغيبية و الظلامية وخفافيش الظلام الذين يحاول وليد مهدي ان يكون ناطقا رسميا لهم في موقع الحوار المتمدن اليساري


18 - شكــر وتقديــر لكل الاخوة المعلقين
وليد مهدي ( 2011 / 8 / 3 - 09:13 )
استميح الجميع عذراً لانشغالي في اليوم الماضي بطارئ اضطرني لترك الإنترنت

للاسف لم استطع الرد على تعليقاتكم ايها الافاضل الكرام


ساحاول الرد عليها بالتفصيل في المقال القادم


تمنياتي القلبية الخالصة للجميع بالصحة والعافية والهناء


19 - مرحبا
عماد البابلي ( 2011 / 8 / 3 - 14:08 )
مقهى وأكواب الشاي فارغة .. مقالتك رائعة اخ وليد ، ولكنها اطلاقة وضعت عى صاروخ تيتان كبير .. الدولار فتك بالعقل البشري وحوله لممسحة في معابد رذيلة الروح ياصديقي .... المعلقين يتحاربون بالكلمات وهل فهموا حقا العاصفة اللغوية التي اخفت زهرة الاخ وليد الرائعة ... دمتم للنضال

اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب