الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا البعث تتوارث السلطة وتورث القمع!

رزاق عبود

2011 / 8 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تستمر قطعان البعث في حصد ارواح الشعب السوري، الذي انتفض بلا عودة من اجل طوي صفحة البعث الملطخة بالدم، والقمع، والارهاب. رغم التعتيم الاعلامي الرسمي، ومنع الصحفيين الاجانب من الدخول، او النشاط في سوريا، الا ان التقنيات الحديثة، ومنها الهاتف النقال، والانترنيت مكنت العالم من معرفة، ومتابعة ما يجري في سوريا الثائرة من اجل الحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان. فجريمة حماه الاخيرة يوم الاحد 31/7/2011 التي قتل فيها اكثر من مائة شخص في. دبابات، ومدرعات بشار الاسد اقتحمت شوارع المدينة، وبيوتها، واطلقت النارعلى المتظاهرين العزل. دون تمييز بين نساء، ورجال، و شباب، واطفال. الكل كان هدفا لنيران البعث الحاقدة على الشعب المطالب باسترداد كرامته المسلوبة، وحريته المغتصبة، ليعيد الشبل(الخبل) ما فعله ذاك ألاسد (الجحش). في استباحة المدن السورية، وتصفية الالاف من اهاليها. منظمات حقوق الانسان الدولية، والمحلية، التي تحصل على معلوماتها من مصادر موثوقة تشير الى اختفاء اكثر من ثلاثة الاف شخص منذ بدا انتفاضة الشعب السوري في اذار. وتقول المعلومات المتوفرة انه يختفي شخص كل ساعة. وقصة الطفل ذو الاثني عشر عاما اصبحت معروفة عالميا. حيث اختطف، وعذب بوحشية، واحرقت اجزاء من جسده، وقطع ذكره. واعيدت جثته الى اهله لارهاب الناس. لكن الجماهير تزداد صلابة، واصرارا، على التغيير، والاطاحة بالنظام. ويبدو ان الطغاة لا يفهموا، انهم كلما اوغلوا بدماء الشعب السوري، كلما ازداد هذا الشعب اصرارا، وعزما لانتزاع ثأره من النظام الفاشي، الذي جثم على صدره منذ ستينات القرن الماضي بشعارات فارغة. فالوحدة العربية لم تتحقق، بل مزق وحدة الشعب السوري نفسه. ولا منح الحرية للشعب، فالبعث مرادف للقمع، والقتل، والسجن، والاضطهاد. اما اشتراكيته فلقد جعل الشعب السوري يتشارك بالفقر، والعوز، والظلم. ولا زال يطالب بتحرير العراق، وفلسطين ولم يحرر شبرا واحدا من الجولان. المحسوبية، والطائفية، والفساد، والسجون، والبطالة، والرشوة، والهجرة، والتشرد هي "المكتسبات" التي حققها النظام البعثي في سوريا. رغم تمتع البلد بالخيرات، ورغم مدنها الجميلة، وسياحتها العامرة، وسواحلها الساحرة. هذه الامور لم تعد خافية، ولم تكن خافية في يوم من الايام، فسجون سوريا معروفة بالتعذيب، وتضم معتقلين من جنسيات غير سورية. لكن الشعب تعب من الصمت، وكسر حاجز الخوف. لكن، للاسف الانتقادات الخجولة، و"العقوبات" الخفيفة، لا زالت تسم الموقف الاوربي، والامريكي، رغم ما يسمى "بتشديد" العقوبات على شخصيات النظام، ودعوة مجلس الامن للانعقاد. حتى روسيا حليفة النظام القوية عبرت عن قلقها من جرائم حماه. وتركيا الجارة الصديقة، بدات تصيح بصوت عال. اما الصمت العربي الرسمي، فلا يحيراحد، فهم ضالعون في الجريمة لانهم يقفون في طابور السقوط. وايران تمنح كل دعمها، وترسل قواتها، ومستشاريها لقمع الشعب السوري. وموقف الصين المخزي ليس غريبا. رغم استمرار التظاهر وتصاعد القمع، وحظر التجوال، واستهداف دور العبادة، واطلاق النار على العزل. لكن الثوار يبتكرون ربيعا سوريا خاصا تميز بالاغاني الثورية، والمسيرات المسائية، وسيوفر رمضان اجواءا افضل لها. الشعب، ورغم الحواجز، والانتشار الامني المكثف، والحرس الثوري الايراني، وحظر التجول، والقناصة، ينتظر ان تلتحق دمشق، وحلب باريافهما، وبقية المدن السورية. عندها، لن يجد بشار الجرذ مكانا له غير مزبلة التاريخ. ايران بدأت ترتب اوضاعها بعد النظام السوري، وتهيأ فنادق رخيصة لاذناب النظام الساقط لا محالة. فالشعب الذي طرد العثمانيين، والانكليز، والفرنسيين، ابطال معركة الكرامة ينتظرون من الجيش السوري، ان يثأر لتلطيخ سمعته باستخدامه لقمع الشعب بدل حمايته. ان بوادر الانقسامات واضحة، والعالم كله، وليس الشعب السوري وحده، يأمل، وينتظر ان ينظم الجيش السوري الى شعبه مثل الجيش التونسي، والمصري للمساهمة، في اسقاط نظام القمع.
رزاق عبود
1/8/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - على المقاس
مندّس ( 2011 / 8 / 2 - 22:43 )
لن أبرر منطقي الآتي لأني لست مضطرة لذلك أمام أحد... ولكنني سأقول رأي بكل صراحة... ألا وهو أن الخطأ لا يكمن في الأحزاب نفسها مهما كانت برامجها مبادئها وقيمها (مستثنية من منها الاحزاب اليمينية المتطرفة العنصرية)، العيب يكمن قبل كل شيء في الأفراد الذين يدّعون اعتناقهم لمبادىء ذلك الحزب وتطبيقها تبعا لمنهجية تناسب مصالحهم ومعاييرهم الانتهازية، الخارجة عن إطار أفكار وقيم الحزب الجمعية، فيقتطعون منه ما يناسبهم ويفصلونه معاطفا تناسب مقاساتهم تبعا لمعاييرهم وبرامجهم ومصالحهم الانتهازية الشخصية ... ٠

اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر