الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزعة القومية على مر العصور(2)

صباح محمد أمين

2011 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



(2)
وكان لبريطانيا أيضا دعاتها القوميون البارزون منهم المؤرخ البارز (كرامب )حين مجد لأمة البريطانية بحماسة تكاد تكون دينية .بل الواقع أنه سوى بين الأمة و الله حيث سمى أنكلترا ب –الله –القدر أذ أن أنكلترا القوة الغامضة التي لاتموت وتسعى قدما بأستمرار وطالب بتكريس الذات للبطولية والمثالية والتضحية . وقال:أن المعاناة وأنكار الذات فيهما مجد لا يدركه العقل فالأنسان لايعيش بالخبز وحده ولكنه بالأفعال والمشاعر التي ترفعه فوق أهتمامات الحياة المبتذلة ومشاغلها ، فمثلا في الحرب وحق الحرب يملك الأنسان ماهو أكثر من الدين والعمل والراحة الأجتماعية ، ففي الحرب قيمة القدرة على الأرتفاع بالحياة فوق مستوى الحياة التي تمتلكها روح الأنسان في السعي لتحقيق المثل الأعلى والعلاقة المادية الطبيعية بين الأمم عند كرامب هي الصراع وفي نظره أن الأمتين المانية والبريطانية وهبتا عبقرية الأمبراطورية واذا حصلت بينهما صراع فتكون مأساة علوية ، لأن نفس الدم البطولي يجري في عروق الشعبين وسينظر اله التيوتون الجبار الى هذا الصراع مبتسما في جد على ((أطفاله المفضلين ، الأنكليز والمان))وهم في حلبة الصراع
ولاحاجة بنا طبعا الى تأكيد أن المانيا كانت في الجزء الأول من القرن العشرين مركزا لنزعة قومية مرتفعة الصوت ، وكان لديها نوع من الخوف العصابي من الأعداء شرقا وغربا وكان رومنسيوها أبتداء من نتيشة وهردر الى فاجنر وساوكر يغذون مذهب تقديس الروح الألمانية ، ولعل أشهر الوطنيبن المتطرفيين الألمان قبل الحرب العالمية الأولى واثناءها هو فردريك فون برنهاردي وكانت نظريته هي((السيطرة العالمية أو السقوط)) أي كان يعني أن المانيا يجب أن تصير قوة عالمية أو تتعرض للسقوط .
ومما لايخفى علينا أن الحرب العالمية الأولى ذروة تطور القومية . فقد تحولت النار التي كانت تشتعل ببطء الى لهيب جامح ، وسيطر التحييز والتعصب والكراهية على كتابات واحاديث زعماء الرأئ العام في كل مكان تقريبا وقاد >لك الحرب الى التطرفات العصابية م الفاشية والنازية الى الأحقاد وخيبة الأمل والرغبة في الأنتقام والدليل على >لك هو أستئصال البولنديون واليهود في معسكرات الأعتقال
وف أيطاليا أنبثقت المذاهب القومية من عدة مصادر من الهيجلين ومن دعاة الوحدة المتحمسين المندفعين مث جاربيل ، ولكن فوق كل شئ اَخر من المستقليين الذين نبذوا كل مايتعلق بتحريرية القرن التاسع عشر ونزعته العالمية ولقد نددوا بالمسالمة والديمقراطية بالنزعة الأنسانية وبالأشتراكية وبحرية الأرادة وبشروا ((ضرورة العنف وحجاله))وبالحوية الدائمة للدم الأيطالي وأنشدوا التراتيل للحرب بأعتبارها علامة الصحة الوحيدة للعالم ، والمظهر النبيل للبطولة التي بدونها يسقط الناس في وهدة الأنانية الخاملة أويغرقون في منع الجسد البهيجة ، واعتنق موسوليني هذه الفلسفة عندما استولى على السلطة
وكانت النزعة القومية للنازيين المان لاتكاد تنفصل عن العنصرية ، فقد تصوا الأمة كنوع من الأخاء القبلي المرتبط باقليم محدد ارتباطا مبهما ، وأعتبر هتلر الدولة مجرد وسيلة لغاية ، أداة للمحافظة على الجنس المتفوق وعلى سيادته ، فهي من ناحية جهاز دعاية لغرس أسطورة التفوق الاَري وهي من ناحية اَخرى تنظيم للغزو يستخدم كلما تتطلب الأمر في تحقيق الأسطورة الاَرية
أما بالنسبة لفرنسا شهدت الحرب العالمية الأولى وأعقابها نموا نحو القومية المنفعلة فيها وظهرت حركة بأسم ((القومية المتكاملة )) وكان أبرز زعماءها هما موريس 1862-1923 وشارل مورا 1868-1952
وأعتقد موريس أنه أكتشف من (( الأرض )) والأموات قوى غيبية يوجه حياة الأفراد وتبني مذهب عبادة التقاليد والنظام والأسرة والمنطقة والأمة وكانت فلسفة بارية تنطوي على أقتنان غريب بالموت والقابر والأستشهاد ، فقال أن من يموتون في سبيل بلادهم يمرون بتجربة (( باهرة الحلاوة ))،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي