الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا أخت ُ العراق ..

واصف شنون

2011 / 8 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا تتعامل الدول الحيوية النشيطة والمتحركة بالعواطف والمجاملات اذا كان فيها رجال مخلصين وعقلاء ، لكن العراق والعراقيون ومنذ (يوم الدبابة ) الذي عصف بالإعلام البعثي وكشفه وفضحه متمثلا بوزير مثقف يكذب والدبابة الغازية خلفه بل يدعي الإنتصار !! وربما مازال؟؟ ، ومازالت متواجدة نفس تلك العقلية ، لكن ليس في العراق الذي سقط – ديمقراطيا- في احضان السياسة الطائفية التي تلتقي مع السياسة الايرانية في ترتيب المصالح الإستراتيجية ، بل في ربوع سوريا أخت العراق وحضنه والأقرب له والأعمق فيه ، فقد كان منذ مئات السنين بلاد الرافدين يلتصق بالشام وبكل شيء ، ومن يهرب من الطرفين يتوجه الى أحدهما ، حتى أنهما اشتركا في مصيبة سيطرة البعث وأكاذيبه وعلمانيته الشوهاء وقسوته واختزاله القطرين الشقيقين الى مزرعتين حزبيتين!!، لايرتفع فيهما أحدا إلا على حساب الأخر الذي هو الشقيق والقريب والصديق وفي النهاية المواطن ، إضافة الى العنجهية السياسية والفكرية الغبية ضد اسرائيل من اجل تحرير ( كامل التراب العربي المغتصب ) ،حتى تحول العراق الى حكم عائلي بغيض ومتخلف ومخزي ، بينما اصبحت سوريا تحت رحمة طائفية حزبية و- رأسمالية -عائلية مسنودة بالعسكر والشعارات ، وهي (سوريا )أساس المنتج الإبداعي العربي المشرقي على الدوام .
ومنذ ان بدأ السوريون الأحرار ثورتهم الشعبية ،وبغض النظر عن طبيعة الإندفاع السياسي او الإجتماعي والديني والمدني في التظاهر العلني من اجل استرجاع حقوقهم الإنسانية المنتهكة أولا!!، والذي تفاجىء فيه المعارض السوري قبل العراقي او العربي او الأوربي والأميركي،فالسوريون الذين تظاهروا وقبل أن يتم تمييز وفرز متعلقاتهم وطوائفهم وأديانهم ، قد تم وصف ثورتهم من قبل النظام الرسمي البعثي على أنهم "حفنة من الإرهابيين والمسلحين" الذي يريدون أن يخربوا الجنائن المعلقة والأمجاد العظمى ويمسخوا التاريخ ويبيدوا التنوع الأثني الذي حقق انجازا هائلا في جمهورية بني الأسد البعثية المنشودة، وهو :التحالف مع إيران الإسلامية ونشر الفقر المدقع وتصدير الإرهاب الى العراق ودعم حزب الله اللبناني وبيع النساء الى دول الخليج والتخلف الإقتصادي والعسكري والعمراني وسرقة أموال البلد وتسلط النخبة من العائلة التي ترتبط بعائلة أم الرئيس أو الرئيس او أشقاء زوجته ثم العساكر اصدقاء الوالد والحزبيون أصدقاء الوالد ، بل حتى المعارضين هم من اصدقاء العمّ القائد !!...ومن أكثر المشاهد خزيا ً في السياسة والإجتماع الحديثين، أن الرئيس السوري وهو طبيب عيون ، لم يمنع من بث مقاطع يقول فيها أحد النواب الصوريين له وهو يخطب بشعبه وبأمته ، انك ايها الرئيس "يجب ان تحكم العالم ..وليس سوريا والدول العربية فقط !! " هذا النداء الأخرق ،تم وضعه على لسان رجل أغبر من العصر الفائت والذي لايحمل سوى الإصرار على التخلف والهمجية وتبعية الحكام الى الأبد، يمثل الشعب السوري وكيانه وتاريخه بموافقة الرئيس الأسد العلماني الشاب المتحرر!!.

لكن المذابح السورية التي لا توصف في بلد مدني متعدد مثل الشام ، يجب أن لا يقبل بها اولا الرئيس السوري نفسه ، فهو بعثي وإبن بعثي عسكري صحيح ولكن ليس متخلفاً وقاسياً وفضاً مثل صدام وحاشيته البدوية والريفية ،ولو أن ابيه "حافظ "فعل ما فعل عام 1982 ، لكن العنجهية البعثية القومية لاتعرف سوى سحق الأخرين ومصادرة حرياتهم ، فهم أما متأمرون أو مـتأمركون او متصهينون وخونة ،أو مطبلون له من الرفاق ، بحيث حتى ان الحزب الشيوعي السوري ، وحسب تحليل سلوكه الشاذ الأن :يرى ان الشيوعية قد تحققت في ظل حزب البعث العظيم ..تحت مظلة أل الأسد وأل مخلوف ، انها ديكتاتورية البروليتاريا ولكن بشكل آخر !!.
والنتيجة المتوقعة حتماً بلا حاجة لفذلكات ولمحات واكتشافات ، أن النظام السوري سوف يذهب الى حتفه ، ولكن التفكير المنطقي يقول، يجب أن يبدأ السوريون بإنقاذ سوريا ..بلا الأسد ولا عرينه ..!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام