الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حضرة الغياب .. التركة مرة أخرى بقلم : أحمد مسّلم

أحمد مسّلم

2011 / 8 / 3
الادب والفن




سبحان الله !!
منذ الساعات الأولى من نهار اليوم الثاني من شهر آب والحشود تصطف والأقلام تجرد والأذهان تعصر والأصابع تتراقص فوق لوحات الأزرار والأوراق لتكتب في موضوع العصر وقضية العمر، النكبة الجديدة والمجزرة الرهيبة في تاريخ فلسطين الحديث .


" كل القصة وما فيها انه زلمتنا مش فلسطيني "


هكذا بدأت القصة .. كان يا ماكان في العام الحادي عشر بعد الألفية الثانية قامت شركة انتاج سورية بتبني نص لكاتب سوري وهو " في حضرة الغياب "للكاتب الصحفي حسن م. يوسف -الكاتب والصحفي السوري المخضرم الذي عرفناه في"عبثاً تؤجل قلبك"وكذلك العديد المسلسلات والاعمال الدرامية خلدها الشعب الفلسطيني في ذاكرته التلفزيونية كنهاية رجل شجاع وأخوة التراب- واخراج نجدت أنزور - الغني عن التعريف طبعاً - وشحذت تلك الشركة كل الهمم للخروج بعمل درامي يخلد ذكرى الشاعر الكبير محمود درويش وذلك بجمع عدد كبير من كبار الممثلين العرب للقيام بأدوار هذا العمل الدرامي، وأنتج العمل والآن تقوم بعرضه مجموعة طيبة من المحطات العربية وتلفزيون "فلسطين" فماذا في ذلك !!
للجواب على التساؤل " فماذا في ذلك " لا يوجد أجوبة قاطعة أو حاسمة للموقف فالمشكلة حدثت في شارع الأدب والمتخاصمين هم من "المثقفين" و" الكتاب" العرب ومن هكذا قوم لن تخرج بجواب قاطع حاسم ولا بحقيقة واضحة، ولي أنا في هذه القضية بعض الفرضيات والتساؤلات ..
أولاً : النقد الأدبي أو الفني لعمل أدبي أو فني يقوم على مبدأ أساسي هو الوقوف على العمل أو النص ولا يكون مبنياً على اشاعة أو بعض التسريبات من هنا وهناك وهنا يجدر الاشارة ان المسلسل لم تعرض منه سوى حلقة واحدة ولم يتسرب من نصه الا عشر حلقات فقط ولعدد محدود من الأشخاص، فكيف يكون لبعض "المستثقفين" - أجلكم الله - رأي في عمل فني لم يروه ولم يشاهدوه !!!


ثانياً: اذا كانت الهجمة على العمل الدرامي " في حضرة الغياب " مبنية على أساس الاجحاف في حق الشاعر العظيم والتقليل من قدره ومنزلته وأثره، فلم لم تشحذ الأقلام قبل هذا الوقت ولم تكتب في السيرة الذاتية للشاعر أو لم تكتب اعمالاً درامية أو افلام عن حياته، لكن وكما أعتقد اننا استيقظنا متأخراً لذلك نصيح ونهاجم، عذراً لكن أين أنتم يا كتابنا الأكفياء ويا مثقفينا الأقوياء من درويش وتخليد ذكراه .


ثالثاً :
* في مقال للكاتبة الفلسطينية ليانة بدر : تقول: نحنُ نربأ بشاعرنا العظيم أن ينتهي به المطاف فنياً إلى نهاية كهذه!


*يقول المُخرج الفلسطيني نصري حَجاج مُخرج فيلم "كما قال الشاعر" يَقول: "أقف ضد أي عمل درامي عن درويش؛ لأن في ذلك اختراق لخصوصيته، كما لن ينجو العمل من المبالغة أو التسطيح أو التزييف أو البعد عن شخصية الشاعر.
*وفي مقابلة مع الأستاذ زكي درويش الروائي والكاتب الفلسطيني وشقيق الشاعر قال "العمل بمجمله كتب بسرعة ولم يعتمد على لقاءات وتحريات مستفيضة عن حياة الشاعر فلا يمكن أن يكتب مسلسل على شاعر بحجم محمود درويش بعد أقل من سنة على وفاته، استنادًا كما قال مؤلف النص على كتاب واحد هو "في حضرة الغياب" أو اعتمادًا على أخبار من اشخاص لا تربطهم صلة وثيقة بالشاعر نفسه، من هنا كان تحفظين فقد رأيت ان يمر وقت كافٍ لا يقل عن عشر سنوات حتى تكتمل الصورة أمام من يصبو الى كتابة مثل هذا العمل" . ."
فأما الأستاذة ليانة فمتخاذلة تريد ركوب موجة المعارضة للعمل لظهور بمظر الحريص على شاعرنا الكبير، فلو كانت حقاً مهتمة لكتبت نصاً وهي المعروفة بنصوصها الروائية الجيدة ونصوصها السينمائية كذلك .
وأما من الاستاذ نصري فله كل التقدير والمحبة مني لكن درويش لم يكن أفروديت ولا بعل حتى يصفه بهذا الوصف المخادع والمبالغ فيه، وأستهجن منه هذا الكلام وهو المخرج المبدع والفنان المرهف والعالم بمعنى كلمه مسرح وفن ودراما، والعالم بقدرتها على التجسيد والتخليد والتغيير وهنا علامة تعجب !!!
وأما ما كان من رأي شقيق الشاعر فأسأله سؤالاً واحداً فقط، لماذا لم تكتب عنه أنت وأنت شقيقه وهل لعدم وجود عوائد مادية من استخدام الاسم "درويش " في العمل الدرامي السوري " في حضرة الغياب " أثر على رأيك وردود أفعالك العصبية، وأم هل هو الحرص فقط !!!


رابعاً : مؤسسة محمود درويش !!!!
هذه المؤسسة والتي تأسست بمرسوم رئاسي عام 2008 للقيام بنشاطات تخلد ذكرى الشاعر الراحل لم تقم بأي دور يذكر أو أي نشاط يذكر لها على الساحة لو قارناها مع أصغر مبادرة شبابية خرجت من وجه الكتاب "facebook" وهي لم تنشأ كوكيل حصري مطلق لأعمال الشاعر وانما نوعاً من رد الجميل من الحكومة الفلسطينية لشخص الشاعر أو كنوع من الاعتذار له او كنوع من الاستغلال الحصري للكنز الذي تركه درويش فينا .
واني لأستهجن البيان الذي أصدرته لسبب موجود في النقطة التالية .

خامساً : الشاعر محمود درويش ليس فلسطينياً !!
فالشاعر محمود درويش كان أممياً انسانياً فقط، لهذا وصفكم بالغرباء عندما أقتتلتم - أقصد الفلسطينيين - وأعتقد أن شاعراً بقيمة درويش وبقيمة ما أنتج من ابداع وضعه مع كبار الكتاب وشعراء الأمة الانسانية جعل من شعره قيمة انسانية أكبر من تحمل عبئها مؤسسة حمقاء أو حكومة تفتقد لشرعية أو بعض الأسماء ممن يتمنون الحصول على عوائد استخدام الأسم التجاري "درويش " .


سادساً : حملة المقاطعة المعلن عنها في "وجه الكتاب " سبحان الله !!!
العالم كله يحشد الحشود والعشرات من الشباب حول العالم تتكاتف لجمع معونات وتبرعات اغاثية لأطفال الصومال - البلد العربي والمسلم - الذين يعانون من مجاعة تعصف في البلد كله وتهدد الآف من أبناء جلدتنا ونحن نحشد لمقاطعة مسلسل آخره بأنه مسلسل !! لن يموت من عرضه أحد ولن يحيا من مقاطعته أحد !!


درويش ليس محمد ابن عبد الله، وقد صنعت العشرات من الاعمال الدرامية التي ناقشت حياته ومسيرته، فلا عليكم من مبدأ التقديس، لأن المقدس الوحيد هو الله !
وفي الخاتمة أتمنى لصائمين افطاراً هنيئاً وصياماً مقبولاً وللمفطرين يوماً سعيداً وصحة وعافية وحباً وخيراً وجمال ، ولراكبي الأمواج أتمنى لكم رحلة سعيدة خاتمتها معروفة ومؤكدة و" صحتين وعافية "


بقلم : أحمد مسّلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت