الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع بغداد

أبو مسلم الحيدر

2004 / 11 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بغداد عاصمة العراق... جغرافياً تقع في وسط العراق... المداخل الرئيسية الى هذه المدينة اربعة مداخل... أثنان من الجنوب وأثنان من الشمال.
المدخل الجنوبي الغربي يأتي من طريقين رئيسيين أحدهما (المدخل الجنوبي الغربي القديم-الرئيسي) يمر عبر الأسكندرية ألى الدورة والآخر يمر عبر الغزالية ألى الكاظمية (الطريق السريع والذي يربط هذه المنطقة بالفلوجة). كلا هذين الممرين يمران عبرما أصبح يسمى مثلث الموت وهو المنطقة المحصورة بين جرف الصخر والمحمودية واليوسفية والتي تسيطر عليها(عملياً) مجاميع أرهابية سلفبعثية ويقطعون الطرق التي تربط بغداد بمحافظات الفرات الأوسط والجنوب... تطور عمل هذه المجاميع تدريجياً من زرع الألغام على جانبي الطريق ثم إلى القيام بعمليات هجومية مباغتة للمركبات المارة على هذه الطرق (من دون التفريق بين العسكرية منها والمدنية) بعد ذلك تطور العمل إلى نصب كمائن (أقرب الى الثابتة في طبيعتها) ثم أتخذ هذا العمل شكل الذروة وذلك بقيام هؤلاء الأرهابيين بنصب نقاط تفتيش (ثابتة ومتحركة) والقيام بعمليات الخطف والقتل (الفردي والجماعي) وليس هذا فقط بل وصل الأمر إلى تفجير الجسور الواقعة على هذه الطرق مما أدى ألى حدوث عدة حوادث سقوط للحافلات والسيارات راح ضحيتها العشرات من الأبرياء وكذلك أدى إلى أحتقان في السير وهذا سهل على الأرهابيين عمليات القتل وأرهاب المارة على هذه الطرق. وقد كان التباطؤ الحكومي في التحرك للقضاء على بؤر الأرهاب في هذه المنطقة سبباً مباشراً في تطور عمل هذه المجاميع الأجرامية وفرض سيطرتها (الكاملة تقريباً) على هذا الممر.
الممر الجنوبي الآخر هو الممر الشرقي الذي يمر من الكوت عبر الصويرة الى بغداد.وهذا الطريق يربط كل من الكوت والعمارة والناصرية والبصرة بالعاصمة بغداد. بعد أن تحركت قوات الحرس الوطني والقوات المتعددة الجنسيات لحصار الأرهابيين المتمركزين في الفلوجة قامت بعض هذه المجاميع الأرهابية بالفرار من تلك المدينة والأنتشار في عدة مدن عراقية وكانت منها مدينة الصويرة وذلك لوجود قاعدة سلفبعثية هناك تسهل عليهم عمليات التحرك والمناورة والأختفاء. قامت هذه المجاميع بنصب الكمائن المتحركة للمارة والأعتداء على سالكي ذلك الطريق وقتل وأختطاف عدد من العراقيين مما جعل هذا الطريق غير آمن. إن التحرك السريع لقوات الحرس الوطني والشرطة في محافظة واسط إدى إلى الحد من فعالية هذه المجاميع ولكن لازالت هناك بعض البقايا التي تقوم بين الحين والآخر بقطع هذا الطريق وهذا ما يستوجب أن يتم تسيير دوريات أرضية وجوية بشك مستمر وتمشيط المناطق المحيطة وتفتيشها بين الحين والآخر.
الطرق الأخرى الواصلة الى بغداد من الشمال تمر جميعها بالمثلث السلفبعثي (الرمادي –سامراء –بعقوبة) والذي يضم العديد من المدن منها الفلوجة وكذلك المدن التي تمثل المداخل الشمالية الى بغداد كأبو غريب والمقدادية وسيف سعد وهي مناطق متميزة بتواجد العناصر والمجاميع الأرهابية السلفبعثية فيها وبشكل واسع ومؤثر وقد قامت هذه المجاميع بتنفيذ أعداد كبيرة من الغارات وعمليات الخطف والأغتيال والتفجيرات في هذه المناطق وجعلت كل الممرات والطرق القادمة الى بغداد (الرئيسية منها والفرعية) مناطق غير آمنة للمسافرين من وألى بغداد. والسبب هنا هو نفسه، التباطوء الحكومي في لإتخاذ الأجرائات الفعالة والمناسبة.
عملياً بغداد الآن أشبه ما تكون محاصرة بالمجاميع الأرهابية السلفبعثية التي لايمنعها مانع من قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال وبدون تمييز مما جعل الحركة من وألى بغداد(قلب العراق وعاصمته) غير آمنة بل وحولها إلى مغامرة غير محمودة العواقب.

أما محيط بغداد فهو عبارة عن مناطق بساتين وغابات والتي كان النظام العفلقي البائد قد جعلها إقطاعيات لجرذ العوجة وأبنائه وأصهاره وأخوته وأبناء عمومته وعشيرته وأسكن فيها الموالين لهم والمنتفعين من أموال الشعب المنهوبة والذين قد ربطوا وجودهم كلياً بوجود النظام الأجرامي البائد.
ولو تقدمنا بأتجاه قلب بغداد نلاحظ إن النظام العفلقي الأجرامي قد أنشأ أحياءاً سكنية خاصة لضباط أمنه ومخابراته وحرسه الخاص وحرسه الجمهوري وذيوله من البعثيين. أما الأحياء البغدادية القديمة (أو الغير مغلقة لخدمه ومنفذي أوامره ألاجرامية) فقد زرع فيها العديد من الدور والمباني السرية والتي لايعرف سكان تلك المناطق أي شيء عنها وقد أسكن فيها عوائل لبعض من أتباعه لغرض التمويه.
هذا من جانب البعثيين، أما بالنسبة للسلفيين، فإن ما أسماه جرذ العوجة بالحملة الأيمانية التي أطلقها في عام 1999 والتي بدأ فيها التحالف الحقيقي بين الشوفينيين البعثيين والتكفيريين السلفيين والتي خصص لها الملايين من الدولارات ( من النفط المهرب وواردات برنامج النفط مقابل الغذاء وتبرعات الوهابيين الخليجيين وبعض موارد بيع المخدرات الأفغانية التي خصصها الأرهابي بن لادين لتنفيذ أهداف الحملة ونشر الفكر السلفي في العراق)، هذه الحملة التي أدت (لأسباب متعددة) إلى إنخراط بعض الشباب (الغير متعلم) ووقوعهم تحت تأثير هذه الحملة والتي ما كانت إلا عملية لغسل الدماغ. يضاف الى كل ذلك، الفصائل والمجاميع الأجرامية التي شكلها كل من المقبورين عدي وقصي (مثل فدائيي صدام) والتي أعتمد فيها على الآطفال الذين تربوا تحت أشراف صدام وزبانيته في دور الأيتام أو من المجرمين المعروفين وأصحاب السوابق والماضي الأجرامي أو الذين أطلق سراحهم من السجون من المجرمين المتمرسين بالأجرام (والذين قد وصلت أحكام بعضهم إلى مئات السنين) وهؤلاء جميعاً قد ربط النظام الأجرامي مصيرهم بمصيره. ومن المجاميع التي أرتبط مصيرها بمصير نظام الجريمة السلفبعثي الصدامي البعثيين العرب (وبالأخص الفلسطينيين والسوريين والأردنيين واليمنيين والسودانيين) وكذلك السلفيين العرب (وأغلبهم من من يسمون الأفغان العرب) الذين وصلوا إلى بغداد لتنفيذ برنامج التحالف السلفبعثي (الحملة الأيمانية في 1999) إضافة إلى السلفبعثيين الهاربين من الفلوجة بعد حصارها وتطهيرها. ثم إن هذا التحالف السلفبعثي الأجرامي قد عمل على إنشاء المباني الفخمة تحت ذريعة بناء المساجد والجوامع والتي في حقيقتها لم تكن سوى للتمويه لأستعمالها كأماكن بديلة للقيادات السلفبعثية وكمراكز لغسل الأدمغة (القابلة للغسل) وتحويلها إلى منطلقات للقتل وكذلك مخازناً للأسلحة والمتفجرات والتي أنشأ عدداً لابأس به منها في مناطق بغداد المختلفة وبتوزيع جغرافي يغطي أكبر مساحة من مناطق بغداد.
بعد أن تطرقنا إلى التوزيع الجغرافي لقوى الأرهاب السلفبعثي في بغداد ومحيطها، نلاحظ إن هذا التحالف المعادي للأنسان وتطلعاته بإماكنه أن يقوم بالعديد من العمليات الأجرامية حيث تتوفر لهم طرق الأتصال والأمداد ومناطق التخطيط وتصنيع المتفجرات والتفخيخ والتموضع الجيد لتنفيذ عمليات الأغتيال ونشر الرعب والأرهاب. وهذا ما يمنحهم القوة في تنفيذ عملياتهم الأجرامية.

كيفية المواجهة:
لمواجهة هذه العصابات الأرهابية وعصابات القتل والسرقة والتفخيخ في بغداد ولضمان سلامة التحرك من وإلى بغداد من باقي المدن العراقية (وكذلك لمحاربة الأرهابيين في باقي المدن العراقية) يجب:
أولا- أن يكون هناك تلاحماً وتعاوناً وتنسيق على أعلى المستويات بين أبناء الشعب بكل قواه الأجتماعية والسياسية وبين أجهزة الدولة كافة في رصد ومحاصرة هذه المجاميع.
ثانياً- تشكيل مجاميع ودوريات (على مدار الساعة) مشتركة من أفراد الشرطة والحرس الوطني و من متطوعين من المنتسبين إلى المؤسسات الغير الحكومية والأحزاب الوطنية وبتزكية من تلك المؤسسات السياسية والمنظمات الشعبية وتجهيزهم بأسلحة خفيفة مرخصة للقيام بمراقبة مناطق سكناهم ومنحهم صلاحيات مسائلة الغير معروفين (من الزوار) ومعرفة وجهاتهم وتفتيشهم.
ثالثاً- (وربما أولاً) تنقية أجهزة الشرطة والحرس الوطني والمخابرات الوطنية من المتأثرين بالأفكار السلفبعثية أو على الأقل إبعادهم عن مراكز القرار وعن مراكز المعلومات والتخطيط، حيث إن التجارب العملية قد أثبتت إن هذه الأجهزة مخترقة بشكل فاضح من قبل عملاء وأتباع التحالف السلفبعثي (وبإفادة عدد من المسؤولين الحكومين الكبار).
رابعاً- تشكيل قوات خاصة مؤهلة لأقتحام المساكن والبنايات المشكوك فيها في المناطق السكنية (بعد الحصول على إذن قضائي) وكذلك لأقتحام المقرات السلفبعثية من جوامع ومساجد وواجهات حزبية أو تجارية أو مؤسسات غير حكومية وفرض مراقبة عليها بعد ذلك.
خامساً- التعاون مع العشائر العراقية المحيطة ببغداد وبنفس الطريقة المذكورة في أولا وثانياً أعلاه. في حالة فشل مثل هذا التعاون يتم محاصرة المنطقة التي يتواجد فيها الأرهابيون وينذر الأهالي بوجوب مغادرة المدينة (أو المنطقة) خلال فترة زمنية محددة (مع تفتيش كل الخارجين من المدينة خوفاً من تسلل الأرهابيين وإنتقالهم إلى مناطق أخرى) ثم تطبيق النموذج الذي تم تطبيقه لتطهير الفلوجة وهو الأسلوب الذي أثبت نجاحه. من المهم جداً أن تكون العمليات متزامنة وتنفذ في وقت واحد لكي لا يتمكن الأرهابيون من التنقل من مناطق المواجهة إلى مناطق يجدون فيها الوقت الكافي لأعادة تنظيم إمكانياتهم وتجمعهم مرة أخرى.
سادساً- إعتقال كل من يحرض على الأرهاب مهما كان غطائه أو موقعه وتقديمه إلى المحكمة وتطبيق القانون الذي أصدرته وزارة العدل والقاضي بالحكم بالأعدام على كل من يمارس الأرهاب أو يحرض عليه.
ختاماً إن الحرب الآن في العراق ما هي إلا حرب وجود... أما وجود الشعب العراقي أو وجود الأرهابيين السلفبعثيين القتلة... إن هدف هذه العصابات الأجرامية النهائي هو إجتثاث الشعب العراقي ولا بقاء لهذا الشعب إلا بإجتثاث الأرهابيين السلفبعثيين من أرض العراق وعلى الحكومة العراقية المؤقتة أن تمنح أبناء الشعب الفرصة وتوفر لهم الأمكانيات للدفاع عن وجودهم بل وتشجيعهم بكل الطرق ليكونوا مساعدين ومساندين للشرطة وللحرس الوطني وليؤدوا واجبهم ويمارسوا حقهم ببناء العراق الجديد االمسالم الخالي من العنف والأرهاب والنظيم من عناصر الجريمة الأرهابية الشوفينية التكفيرية السلفبعثية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا