الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة ماركسيا واشكالية السيرورة الثورية في العالم العربي - رد على سؤال الرفيق رضا

الياس حريفي

2011 / 8 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


شكرا للأخ رضا على تعليقه. على موضوعنا ديالكتيك الثورة" المنشور بعدد فاتح غشت من الحوار المتمدن. ويسعدني أن أعلمه أن الاجابة على السؤال الثاني و أولا أيسر لنا من فعل العكس.
ان الثورة - حسب النظرية الماركسية اللينينية - هي الشكل الطبيعي للانتقال من تشكيلة اجتماعية اقتصادية الى أخرى. أي من نمط انتاج تاريخي محدد ذي علاقات انتاج معينة الى نمط آخر ذي علاقات أخرى مختلفة بنيويا عن الأولى. وهي تتم بعد سيرورة من الصراع الطبقي بين التحاالف الثوري والتحالف الرجعي. ينتهي بانتصار تحالف الطبقات الثورية واعلان نهاية السيطرة الطبقية للطبقة السائدة واحلال نمط الانتاج الجديد محل القديم والتاريخ يكشف الغموض عن هذا التعريف فالثورات البرجوازية في أورويا مثلا أدت الى الانتقال من نمط الانتاج الاقطاعي الى نمط الانتاج الرأسمالي بقيادة تحالف ثوري مكون من البرجوازية والأقتان والفلاحين والعمال. والثورة لا تعتبر ثورة الا اذا كانت القيادة الطبقية في التحالف الثوري للطبقة التي تحمل في صيرورتها نظاما جديدا من الانتاج.وهي البرجوازية في مثالنا. فهي تحمل نمط الانتاج الرأسمالي الذي يختلف جوهريا عن الاقطاع. أما في حالة كون القيادة الطبقية في هذا التحالف لغير هاته الطبقة. فان تغيير التناقض الرئيسي (بين الطبقات المسيطرة والطبقات الكادحة) يظل سجين ثباث التناقض الأساسي (العلاقة التناقضية بين قوى الانتاج وعلاقاته ضمن نمط الانتاج) وبالتالي لا تكون هنالك ثورة بالمعنى الدقيق اذ يتأبد نمط الانتاج وتعيد الطبقة القائدة للتحالف (بالخطأ) انتاج نفسها على غرار الطبقة المسيطرة السابقة وهذا ما حدث في "الثورات" العربية التي كانت تقودها البرجوازية الصغيرة التي لا تحمل بطبعها أي نظام انتاجي جديد مما أدى الى اعادة قولبة نمط الانتاج الرأسمالي في قوالب مزوقة على شاكلة الاشتراكية الناصرية والنظرية العالمية الثالثة أو ما يسميه عصمت سيف الدولة ب"الاشتراكية العربية" وغيرها من الأسماء الحسنى التي تعجز عن اخفاء القبح في ثماثل هذا النظام بنظام الانتاج الرأسمالي الكمبرادوري وقد حدث ذلك أيضا في الثورات ضد دولة الخلافة الاسلامية والتي كانت في معظمها ثورات فلاحية جددت نمط الانتاج المسيطر.
ان نمط الانتاج السائد في البلدان العربية هو نمط الانتاج الكولونيالي (أي الرأسمالي التبعي) وبالتالي فالثورة بمعناها الماركسي هي الغاء هذا النمط من الانتاج والانتقال الى الاشتراكية. ومن الأكيد أنه لا يمكن الانتقال الى الاشتراكية الا في ظل ثورة تكون القيادة الطبقية فيها للطبقة التي تحمل نمط الانتاج الشيوعي في صيرورتها الطبقية : انها الطبقة العاملة أو البروليتاريا.
ان ما يحدث بالبلدان العربية هو سيرورة ثورية مستمرة لزمن ليس بالقصير أبدا. ان ما يسمى اليوم بالثورات العربية هو بالضبط الصراع الطبقي في حركته الانجذابية وتحركه على مستواه البنيوي (السياسي) والصراع الطبقي الآن بين مختلف الطبقات الثورية هو الذي سيحدد هل هي ثورة أم لا. وستكون كذلك بوصول البروليتاريا الى السلطة بقيادة حزبها الطليعي أي الحزب الشيوعي وذلك ربما قد يستلزم ثورة ثانية هي الثورة الاشتراكية. باعتبار الثورات هذه ثورات "ديمقراطية" لا تلغي السيطرة الطبقية للبرجوازية وانما تفتح مرحلة جديدة من مراحل الصراع الطبقي بوضع البرجوازية في أزمة سيطرة طبقية. و اجبارها على القبول باصلاحات مناهضة لهذه السيطرة مما يمهد الطريق تنظيميا وايديولوجيا لقيام الثورة الفعلية والتي هي الثورة الاشتراكية.
وشكرا مجددا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اختلف معك
reda ( 2011 / 8 / 4 - 15:42 )
أحييك الياس حريفي لكن اني اختلف معك طولا وعرضا. انت تخلط بين نمط الأنتاج و التشكلة الأجتماعية لقولك ان الثورة - حسب النظرية الماركسية اللينينية - هي الشكل الطبيعي للانتقال من تشكيلة اجتماعية اقتصادية الى أخرى. أي من نمط انتاج تاريخي محدد ذي علاقات انتاج معينة الى نمط آخر ذي علاقات أخرى مختلفة بنيويا عن الأولى. هدا من جهة. ومن جهة ثانية فإن الثورة حسب النظرية المكسية اللينينية هي إنتقال السلطة السياسية من الطبقة الحاكمة الى الطبقة المكومة . وما وقعة في مصر و تونس مثلا يمكن ان يسصطلح عليه تحول في ثبات أي في دات البنية للأننا لم نشاهد إنتقال السلطة


2 - الثورة وسلطة الشغيلة
الياس حريفي ( 2011 / 8 / 5 - 03:47 )
لا أرى أي خلط بين التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية وبين نمط الانتاج : اذ أن كل تكوين اجتماعي اقتصادي - وهنا أستبدل كلمة التشكيلة بالتكوين على نهج الشهيد مهدي عامل - ليس له قاعدة مادية يقوم عليها غير نمط الانتاج الخاص به والمحدد تاريخيا وموضوعيا. أما عن انتقال السلطة السياسية -من الطبقة الحاكمة الى الطبقة المحكومة- فهذا حديث آخر. لأنني أرى ومع كامل احترامنا لفكر الرفيق. أن هذا التعريف تبسيطي جدا اذ لا توجد طبقة حاكمة واحدة ولا طبقة محكومة واحدة. فالصراع الطبقي لا يجري بين طبقتين فقط بل بين تحالفين طبقيين اثنين : الأول هو تحالف الطبقات الكادحة (أي المحكومة حسب تعبيرك) وهو في مثالنا البروليتاريا والبرجوازية الصغيرة وفقراء الفلاحين والموظفين والمثقفين الثوريين. وتحالف الطبقات المسيطرة (الحاكمة)ويضم في مثالنا الطغمة المالية والبرجوازية المتوسطة والملاكين العقاريين. والعلاقة الرابطة بين التحالفين هي علاقة سيطرة. أما العلاقة الرابطة بين البروليتاريا وحلفائها أو بين الطغمة المالية وحلفائها هي علاقة هيمنة, فالثورة بهذا المعنى هي انتقال السلطة السياسية -انظر الرد الموالي-


3 - أيها الرفيق
REDA ( 2011 / 8 / 5 - 14:43 )
أيها الرفيق اتمنى ان تستوعب مادا تقول. لأنك تربط تحول نمط اإنتاج معين بتحول التشكيلة الأجتماعية [لقولك ان الثورة - حسب النظرية الماركسية اللينينية - هي الشكل الطبيعي للانتقال من تشكيلة اجتماعية اقتصادية الى أخرى. ’’أي من نمط انتاج’’ تاريخي محدد ذي علاقات انتاج معينة الى نمط آخر ذي علاقات أخرى مختلفة بنيويا عن الأولى ] حسب هدا القول أنت تعني ’’مثلا’’ ان نمط الأنتاج الكولونياني هو تشكيلة اجتماعية وهنا يقع الخلط لأن قد تغير نمط الأنتاج من الفيوضالي الى الكولونياني اي دخول الرأسمال الأجنبي وبالتالي اصبح هجين مابين الرأسمال و اللأقطاع أما التشكيالة الجتماعية لم تتغير.
أما فيما يخص النقطة الثانية .أين يكمن إنتقال السلطة السياسية في مصر مثلا أو تونس؟ لأن في مقالك السابق توظف مصطلح [الثورات العبية]ا

اخر الافلام

.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق احتجاجات في تل أبيب ضد الحكومة ونتني




.. آلاف المتظاهرين يخرجون في شوارع تل أبيب