الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماء والكهرباء والعمر السعيد

واثق الجلبي

2011 / 8 / 3
الادب والفن


عرف العرب بالفصاحة والبيان والبلاغة حتى لم يدعو شيأ إلا وتكلموا به ، ومن الجوانب التي تكلم بها أهلنا الأقدمون هي ( المستحيلات) التي تعددت فيما بعد وكثرت عن الإحصاء والتعداد وأن يتلقفها كتاب بحجم المودة المفقودة والأمانة المنشودة..
الغول والعنقاء والخل الوفي هكذا قال أهلنا قديما وعدوها من المستحيلات غير الممكنة الحدوث إلى جانب أنها لم تكن أصلا إلا ضمن إطار الأساطير الموروثة إبان مرحلة الخرافة والأكاذيب التي إستمرت إلى الآن ...لم يشر العرب إلى التنين وعدّوه غولا بشكل من الأشكال أو ربما كان موجودا عندهم بمسمى آخر المهم أن الوقت لم يعد ملائما لمثل هذه الدراسات غير المجدية...
من محاسن الصدف أن العربية لم تدع أي شيء يفوت ذاكرتها وربما نحن من الجارة والمقدرة أن نضرب هنا الأمثال عساها تنفع الناس ، فالماء الذي كان العراق يحسد عليه منذ أيام هاروت وماروت والإسكندر المقدوني وهابيل وقابيل لم يعد موجودا إلا في سدود تركيا وسوريا وإيران والباقي في الكويت ، أما أهل البلد فلا ينتفعون إلا ( بالوشالة) وحصتهم من مائهم كحصتهم من حياتهم المهدورة سلفا...قيل في الروايات أن الفرات ينبع من الجنة فإذا إختفى الفرات ضاعت الجنة من العراق وهذا بديهي جدا ولا أعلم إلى متى سيبقى حالنا و (محتالنا) بيد من يقيمون للعقل والمنطق وزنا.
الماء مقابل الغول أما الكهرباء فهي عنقاء خيالية غير ممكنة الرؤيا وهي كالكواكب التي عندما تراها تتمنى أمنية ربما لن يحققها الزمن في أيام المحاصصة...
لقد وددت تسمية إبني البكر بإسم كهرباء ولكني إستدركت الأمر وأملت أن يناديني الناس ب(أبو الكهرباء) لشوقي ولشوق العراقيين لهذا الإسم وحب سماعهم إياه ..حكايتنا مع الكهرباء تشبه حكاية عنترة التي لن تنتهي على خير أبدا..
كانت الأفلام تسرد حكاية الغيلان وطائر العنقاء بشكل مذهل حتى إستطعمناها والخلان الأوفياء رغم ندارتهم إلا أن السينما لم تغفل ذلك..أما بالنسبة للكهرباء فلا أظن المخرجين فكروا في إخراج عمل بطله سلك أو ( واير ) أو صاحب مولدة يصب عرقا خدمة للناس ولا وزيرا إستقال من منصبه لعطل في دوائره الهندسية فمن علم ذلك فالرجاء إرسال بريده الإلكتروني على عنوان صحيفتنا لنعطيه مكافأة لجهوده الحثيثة خدمة للصالح العام.
كل العراقيين يعلمون كيف قضى عمرهم ...فالحرب ثم الحرب ثم الحرب والحصار والإحتلال والفتنة الطائفية والأقاليم والعراق المقضوم والمهضوم والمقسوم وصراع الإرادات وفناء الطبقة الوسطى وضياع معظم الضمائر وسرابية التعليم والفساد الإداري والمالي وما إلى ما هنالك من مرادفات الخيانة والكذب والتزوير والضحك على البسطاء والسذج من الذين يطلق عليهم إسم العاطفيين وهم من أصحاب القلوب الرحومة ..كل ذلك بالنسبة إلى الآخرين نصر ويحق عندهم إن يرفعوا رايات الإنجاز...
لماذا كتب القتل والقتال علينا وعلى المحصنات جر الذيول ؟
هكذا قال الشاعر وهكذا سارت الأمور منذ آلاف السنوات التي نخرت عظامنا وأدمت قلوبنا ، حتى الأنبياء العراقيين كانوا عرضة للصراعات الدامية فحرق النبي إبراهيم وهجر النبي نوح وقذف إدريس وقتل من قتل وطورد من طورد..
هذا إحصاء بالسعادة وحجمها عند الناس هنا أما بالنسبة لي فأنا إنسان فقد الدهشة منذ زمن ليس بالقصير ..كل هذه الأمور جعلت الحياة مستحيلة تماما في العراق حد أن تضج الضلوع وتخلع نفسها من الأجسام ولسان الحال عندنا هنا في الظلمات التي عاناها إدريس النبي سابقا ..( إحنة عايشين بالقدرة ).
فالحمد لله على السلامة والسلام ختام الفقراء والمستضعفين إلا من حب الله والوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح