الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهوريات الاخوان

محمد السيد محسن

2011 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



يتساءل المواطن كما المتابع العربي عن الفصل الذي يسعى المتظاهرون ودعاة التغيير الى احلاله على دولهم وبلدانهم فهل القادم ربيع ام خريف ؟ هل ستثمر بذرة المواطنة ام ان بلدانهم ستبقى دون كبير ؟ وربما حينها سيستدعى المثل المصري القائل الذي ليس له كبير يشتري كبيرا . هل ان الحرية قادمة ام ان شرائع اخرى ستجعل منهم عبيدا في الطريق اليهم؟ هل ان القادم من الايام هي ايام ربيع زاهي يفتح لهم افاق الاقتصاد والرفاه ام انه خريف اجرد سيجعل من بلدانهم متخلفة وتلعب بمصائها دول اخرى؟ اسئلة كثيرة بدأت تثار بين حين واخر في مصر وليبيا وسورية واليمن ومن قبلها في العراق , لكن التساؤل الاكبر كان مصريا بعد جمعة لجمع الشمل وبدا انها لفرض ارادة الاسلاميين على غيرهم من دعاة الحرية حيث اشاح اسلاميو مصر عن مشروعهم بعد مراقبتهم للاحداث طيلة ايام الثورة وبعد انفصام بعض قياداتهم وتأسيس حزب يجمع بين الاخوانية والعلمانية ويؤمن بصوت الاخر في مصر حرة, فرفعوا شعارات الدين وتطبيق الشريعة الاسلامية , ودافعوا عن مشروعهم عبر فضائيات داعمة كفلت لهم حق توضيح ما ارادوا الشروع به وقالوا ان حق القبطي يكفله الاسلام وحق المرأة تكفله اشريعة الاسلامية الامر الذي عده بعض شباب الثورة انه احتيال من وراء ظهر الثورة واستباق للغنيمة التي سيبدا الجميع بجمعها عند الانتخابات المزمع اقامتها بعد اشهر قلائل

وليس بعيدا عن مصر ففي تونس عاد رجل النهضة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي بمرافقة الفضائيات الداعمة من عاصمة الضباب الى ان حطت طائرته في مطار تونس التي اصبحت دون زين العابدين وبدأت تثار قلاقل بين حين واخر يتهم بها الاسلاميون دون غيرهم وهم الذين اعلنوا انسحابهم من ارفع هيئة تونسية تشكلت بعد حكم زين العابدين وكانت بمثابة لجنة الحكماء الذين اوكلت لها مهمة تاسيس تونس جديدة لتؤشر تونس من جديد ان اسلامييها ليسوا متخثرين سياسيا وان خلاياهم النائمة بثت فيها الحياة وانهم قادمون وهناك من يعتقد انهم سيقفون في صدارة المشهد التونسي القادم
الحالة الاسلامية التي بدأت تتضح بشكل جلي في دول التغيير لم تعد خافية خصوصا وانها بدأت تدعم من اعلام موجه من الشمال نحو الجنوب على الرغم من انه اعلام يفترض ان يكون جنوبيا الا انه اعلام يتلقى وينفذ عبر اجندات خارجية , وبات المشاهد العربي يتلقى صور المنقبات المظلومات ويركز على ما يستدعي الاخرين للتهيؤ لحالة اسلامية متشددة قادمة والامر يذكرنا بما درجت عليه فضائيات الاخوان من قبل في العراق وفلسطين وخصوصا ايام الازمات

من جانب اخر فان اليد التركية لم تعد قصيرة في احداث تغيير اسلامي يتناغم مع توجهات حزب العدالة والتنمية الحاكم والمتألق في حكم تركيا فسعت تركيا الى تمتين علاقاتها ومساعداتها لاحداث تغيير يكفل لحركات اخوانية عربية ان تظهر بصورة المؤثر في الواقع الجديد وليس ادل على ذلك ما تتعامل به تركيا لدعم ابو الفتوح الاسلامي المصري الذي تمرد على اخوانه واسس حزبا يجمع بين العدالة والتنمية في كناية عن التجربة التركية في الحكم الاسلامي والتي حققت نجاحا لللمرة الثالثة في قيادة تركيا الساعية لتاسيس نموذج اسلامي يختلف عن نماذج القاعدة والتشدد العلمائي في القاهرة والنجف وقم وجدة , هذا النموذج هو الذي شجع على دعمه الرئيس باراك اوباما حلال زيارته القاهرة وخطبته الشهيرة في جامعتها حيث دعا الى اسلام متسامح يؤمن بصوت الاخر رافضا التشدد ومعلنا ان المتشددين لايمثلون الا انفسهم , فلا عجب اذن ان تمتد جمهوريات الاخوان في العمق العربي على حساب جمهوريات القومية التي ناضلت طيلة عشرات الاعوام دون ان يحقق قادتها الا بصيصا من الاتفاقيات السلمية والاستسلامية

التجارب الماضية جعلت الاميركان يشجعون انموذج الجمهوريات الاخوانية بعد تجربة العراق وفلسطين في غزة حيث يسعى الامريكيون من خلال مشروع الفوضى الخلاقة الى تأسيس حكومات ضعيفة جديدة في تجربتها وتحاول ان تقف مع الكبار لكنها تحكم في ظروف استثنائية فتفشل ولكنها تكابر في فشلها وتحاول ان تبرر الفشل بانبطاحات للاخر واو من خلال تعنتها والتأثير السلبي بعد ذلك على شعوبها والمثال جلي في حكم الاسلامين الشيعة للعراق والاسلاميين السنة لفلسطين اولا مع حكومة هنية ومن بعدها الانزواء في غزة ومعاقبة اهل غزة من خلال جهاد الاخوان وعدم رضوخهم لاخوانهم لانهم الاخر حسب وجهة نظرهم
النموذج الاسلامي في حكم البلدان سيكون نموذجا طارئا يحاول اثبات وجوده ويحاول ان يستمد تجربته من خلال النزول الى مستوى التنازل او التعنت وبالحالتين سيكون نموذجا يحتاج الى القوي لشعوره ان قوته لا تاتي الا من خلال الالتصاق بالقوي او مشاكسة القوي

الاسلاميون كانوا محط اتهام من طالتهم يد التغيير من مثيل حسني مبارك او القذافي او من هم على الطريق كعلي عبد الله صالح وبشار الاسد , هؤلاء على قدر اختلاف رؤاهم الا انهم اجمعوا في اتهامهم نحو الحركات الاسلامية المعارضة لهم وحذروا شعوبهم من ان يتمكن هؤلاء – الاسلاميين – من السيطرة على سلطة القرار في بلدانهم
في المقابل التزم الاسلاميون الصمت ولم يعلقوا على هذه التصريحات والتحذيرات لايمانهم ان عجلة التغيير تدور وستسحق من يتهمهم ولا يلزم الامر الا قليل من الصبر ثم بعد ازالة رمز الدكتاتورية في كل بلاد سيطالب الجميع بالحرية واطلاق حريات الاعتقاد وتلك فرصة مؤاتية لكي ينزلوا بقوتهم الى الشارع وهذا ما بدا جليا في مصر ومن قبلها تونس ومن قبل الجمع شهدت بغداد نكوصا للاسلاميين في شوارعها وما ان اسقط الاحتلال دكتاتورية العراق حتى ضجت الشوارع بهم وحصدوا ثمار تعاطف الاخرين من المواطنين وتمكنوا من خلال عاطفة الطائفة والحزب ان يصلوا الى سدة القراربيد ان المواطن سواء كان في العراق ام في مصر ام في سورية ام ليبيا لم بسأل نفسه اليس هؤلاء هم الاميركان الذين اتفقت كلمة الاحزاب الاسلامية جميعا على رفضهم ونعتهم باعداء الشعوب ! فما الذي حدا بحزب الدعوة الاسلامية في العراق ان يجعل من قادة اميركا اصدقاء حميمين , وكيف تحولت صورة الاميركي المحتل للعراق قبل بضع سنوات الى صورة ايجابية في حماه جعلت من اهل حماه يحتفون بسفير الولايات المتحدة لدى دمشق وهو يتبختر بينهم وهم قبل اعوام قلائل كانوا يدعون ابناءهم للالتحاق بارض الرباط والجهاد ضد الاميركان في العراق , بل وما الذي حدا بالمواطن المصري الذي كان يستنكر فعل العراقيين برئيسهم ويدافع عن صدام حسين ويقول انه مهما كان فانه رئيس دولة لديه ظروفه الخاصة بقيادة الدولة لذا يجب ان يوضع موضع الاحترام , اما اليوم فالاصوات المصرية تعالت باذلال رئيسهم بل تتعالى بالامعان بالاذلال . هذه الاسئلة وغيرها بدأت تأخذ منحى في تفكير العرب وهم يستنسخون التجارب السيئة لبعضهم البعض
واخيرا فان الاعلام الداعم ومشروع الفوضى الخلاقة الذي ينفذ باقصى جهد في ربيع العرب او خريفهم وتداعيات الازمة المالية واستحقاقات ان تحصل هذه البلدان المهددة بالازمة على استثمارات بعدية لثورة قبلية يتم الوقوف معها كل ذلك يجعل من جمهوريات الاخوان حالة قادمة على المواطن ان يشمر عن ساق ليتحمل اعباءها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا