الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترشيق انقاذ لابد من

حافظ آل بشارة

2011 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ازدادت قناعات الكتل السياسية بالترشيق ، ومن كان منهم قلقا اصبح يفكر بهدوء وواقعية ، الانسان السوي يذعن لمنطق الحق مهما كانت نتائجه ، الحكومة الحالية القابعة في المنطقة الخضراء تشبه عباءة فضفاضة يرتديها شخص نحيف ، ومن يدرك تفاصيل ما يجري يعرف فورا ان الترشيق ليس مؤامرة ولا لعبة مريبة بل هو محاولة لانقاذ الجميع من المستقبل الاسود الذي ينتظر البلد حكومة وشعبا اذا استمرت الفوضى الحكومية بهذا الشكل ، اغرب مافي هذه الحكومة انها لن تتأثر قيد انملة اذا الغيت 15 وزارة منها ! فكم هي فضفاضة اذن ؟ وكم استهان مصممو هذه الحكومة منذ البداية بالدور القيادي للوزارات في قطاعها التنفيذي ؟ كثرة عدد الوزراء ليس عنصرا ايجيابيا بأي حال لان الوزير موقع قيادي وكلما كان عدد القادة اقل في السلطة التنفيذية كانت اكثر تركيزا واسرع حركة وادق انجازا ، ويصبح سهلا تشكيل حكومة التكنوقراط ، وسهلا تعيين وزراء من ذوي الكفاءة العالية لان عددهم اقل . كما ان السيطرة على توجهات الوزارات القليلة اسهل خاصة عندما تنتشر ثقافة دخول المخالفين الى الحكومة فمنهم من يعدها فرصة لممارسة التدمير تحت لافتة رسمية ومنهم من يعدها غنيمة يجب ان تستغل ، ومنهم من يرى ان حضوره في مركز الحكومة وهو معاد للعملية السياسية افضل دعم لمعركته ، ومنهم من يرى ان مستقبله السياسي في حزبه والدعم الاجنبي الذي يتلقاه وليس في دولته العصرية القوية المتطورة الموحدة ، تغيير هذه الثقافة يتحقق بعد انقراض جيل ، لذا ينشط صنف من القوى يحاول استخدام الحكومة لخدمة الحزب وشعارها هدموا الحكومة وابنوا الحزب ، ويقف وراء هذا التفكير ضعف الثقة بوطن موحد وضعف الشعور بالانتماء اليه والمبالغة في الصداقات مع اطراف اجنبية ، حتى يبدو الشركاء احيانا وكأنهم لم يقرروا العيش مع الآخرين في بلد واحد ، يبدو الوطن لبعضهم وكأنه فندق يقطنون فيه مؤقتا ولا يعنيهم شيء من مشاكله وعذابات اهله ، آخرون يشعرون بالعجز عن التعايش مما يجعلهم فريسة لهاجس التخندق الدائم والاستعداد للقتال ومن يعيش تحت هذا النوع من الهواجس لا يمكنه ممارسة اي نوع من انواع البناء والتنمية والاعمار ، لانه فاقد للامن النفسي ، الترشيق يساعد على تقليل حالة التشتت والتعدد في الرؤى ويعد خطوة جيدة لردع المحاصصة التي تحولت من عنصر حل الى عنصر تعقيد وتأزيم ، في ظل الترشيق يصبح ممكنا التحدث عن حكومة كفاءات بدل حكومة الرموز ، حكومة كادحين بدل حكومة المترفين ، وحكومة خدم الشعب المتواضعين وليست حكومة قيادات حزبية متوترة ، لا يمكن الاستغناء عن الاحزاب وشراكتها في العملية الديمقراطية ولكن يجب توحيد الهم السياسي وتوحيد اجندة الداخلين في الحكومة بحيث لا يجلس دعاة التهديم ودعاة البناء على طاولة واحدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟