الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها القيادة: ما هو موقع المواطن الفلسطيني من قضيته؟

خالد عبد القادر احمد

2011 / 8 / 4
القضية الفلسطينية


حين انطلقت الثورة الفلسطينية, اندفع الشعب الفلسطيني, فاحاط بها درعا واقيا, بصدوره العارية فرد عنها كيد التامر بشهداءه الذين سقطوا.
من الصحيح ان انسانية, حنان الام, وخشية الابوة كانت الى درجة ما تعجز عن تقبل فكرة استشهاد الابن, غير انها لم تقف عائقا امام اندفاعة المجتمع الفلسطيني, فالام والاب ذاتهم بحثوا لانفسهم عن موقع في الثورة يشاركون منه في اداء مهمتهم الوطنية, لكنه وحده منطق الفوقية, ولد مع هذه القيادة الفلسطينية وكان يشد باتجاه بقاء حجم جسم الثورة في مدى قدرة القيادة على السيطرة عليه. بدلا من اكتشاف الوسائل والاساليب وتطويرها من اجل استيعاب هذا المد الثوري الوطني, ولعل ذلك كان اول مؤشرات غلبة الطابع البرجوازي على منهجية القيادة السياسية الفلسطينية,
بالطبع كان هناك مؤشرات لا تحصى تبدت على هذا الطابع القيادي الطبقي البرجوازي مع تنامي مدى الحيثية السياسية لهذه القيادة,اجتماعيا وعالميا, ولربما كان اصدق تصوير ادبي احس هذا الاحساس وصوره, هو المرحوم غسان كنفاني في قصة ام سعد الذي صورام سعد _تصعد_ من مخيم لترتقي الى برجوازيته الموجودة خارج المخيم الفلسطيني , فهذا المنظر وان صور في احد جوانبه مسار ترقي الشفافية الوطنية _ الا انه حصرها في ام سعد كرمز للمستوى الشعبي, في مقابل استنكاف السلوك البرجوازي عن التواضع للمخيم, فهو خارجه واعلى منه مقاما,
ان تضخم الحيثية السياسية للقيادة البرجوازية للعمل الوطني الفلسطيني, كان يحميه ذلك الالتفاف العاطفي الشعبي حول الثورة والذي كانت البرجوازية تحتمي به ضد اعدائها من الصهيونية والاستعمار العالمي والانظمة الشقيقة, غير ان هذه القيادة وبحكم طبيعتها البرجوازية سلكت منهجيا ايضا سلوك الاستفراد بالقرار السياسي الوطني, والذي كانت اكثر تجلياته بمنهجية المرحوم ياسر عرفات الفردية في القيادة, والتي اعتمدت عاملين
الاول : قوة القرار المالي,
الثاني : قوة ملف الفساد.
اننا لا نشكك بوطنية المرحوم ياسر عرفات كما اننا لا نشكك بوطنية الموجودين الان, فنحن نعرف ان هذه الوطنية كانت ولا تزال مرهونة الى الخلل النظري السياسي المرشد لها والمتمحور حول الايمان بمقولة الانتماء العرقي العربي الاسلامي, لكننا نحاول تحديد حجم _الضرر الاضافي_ الذي الحقته الطبيعة البرجوازية لقيادة النضال الفلسطيني به, باعتبارها مهمة تمثيل وادارة وتعبئة سياسية, للنضال والشعب الفلسطيني, مؤكدين على ان كل سلبيات التجربة القيادية السابقة لم تفلح ان تتجلى في صورة عبر تاخذ بها الرموز القيادية الراهنة, بل بتنا نشك ان القرار السياسي الفلسطيني بات سلطويا الى درجة ان المواطن لم يعد صاحب قضية بل موظفا لدى _الشركة_ التي تدير صراعنا السياسي مع الصهيونية. وان هذه القيادة كادارة لا تنسى عمليا اولوية امتيازاتها ومردوداتها الربحية الخاصة فيها,
فمنذ ان سيطرت ـ قوة القرار المالي وقوة ملف الفساد على منهجية الادارة السياسية الفلسطينية, كان من الطبيعي ان تتناسخ نوعية عضوية التنظيم والكادر الذي منه تتشكل لبنات بناء جسمه, وان يبدأ استبدال روح المبادرة بروح البيروقراطية في واقع الحياة الداخلية للفصيل, وان يتحول الكادر من ثائر وطني الى عاشق ادارة, وان ينام ضميره على تقييم كم هو مرضي عنه من المستوى القيادي ومن من هذا المستوى القيادي يجب ان يكون اكثر تقبلا له ورضا عليه, عوضا عن ان يحسب مالذي انجزه في نهاره من مهام وطنية ونضالية, لقد تحول الثائر من مبادر الى تنفيذي انتظاري,
ان المبادرة والابداع لم تعد تتجه للصراع مع العدو اذن بل باتت تتجه الى تعزيز السيطرة الادارية, ومن الطبيعي ان تتحول العلاقات الداخلية من علاقات تضحية وتسابق على الفداء الى علاقات كيدية شللية وهروب من الصراع مع العدو ومحاولة دائمة لتحسين المردود المالي
ومن الصحيح ان كل الفصائل الفلسطينية تعاني من هذه المعضلة في بنيويتها التنظيمية, مع احتفاظ لحركة فتح بحقوق الملكية, لذلك فقد التنظيم الفصائلي دوره في التجسيد العملي لبرنامجه الوطني الهش اصلا, وبات يجسد علاقات صراع شرائح واجنحة قوى الطبقة المسيطرة فلسطينيا, لذلك تجدني اصدق انين وشكوى محمد دحلان, فهو كشريك فساد يبقى من القلة التي تعرف اكثر عن قذارة ما كان يحصل في حركة فتح, فهو يتكلم اذن عن خبرة حقيقية حول ما لا يزال يحدث فيها حتى الان,
ان التوقيت السياسي لعملية الهاء الشعب الفلسطيني, بملفات فساد ثانوية, ومؤامرة صمت اللجنة المركزية لحركة فتح عن ذلك لا يؤشر فقط الى الشك بشفافية الدحلان, بل يتجه ايضا الى التشكيك بشفافية _ كل _ اعضاء اللجنة المركزية للحركة ومجلسها الثوري, ويؤكد حقيقة اننا كمجتمع فلسطيني بات علينا الخضوع لحقيقة ان الحرس الرئاسي هو صاحب القرار السياسي الفلسطيني, وان اداته في ذلك اما كعب البندقية اذا كان المقصود تاديب عضو اللجنة المركزة والمجلس الثوري او فوهتها اذا كان المقصود الخلاص منه.
من المؤسف حقا ان نرى الفساد البرجوازي, يودع قضيتنا الوطنية في سجن اطماعه الشخصية, ويؤسف اكثر بهذا الصدد ان نرى اعضاءا مؤسسين لحركة فتح قد جرفهم تيار الفساد, ومن المؤسف اكثر واكثر ان يصبح رموز الشفافية نماذج فساد لابنائهم فياخذون بايديهم الى هذا المنزلق. وليتذكروا:
لقد كان منظر حسني مبارك في زنزانة المحكمة منظرا بائسا حقا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش