الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرقية وبرامجها الرمضانية الهادفة

سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)

2011 / 8 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد أن ظلت الكوميديا العراقية بمنأى عن تفكير مؤلفي الدراما التلفزيونية إلا أنهم اتجهوا إليها بقوة هذا العام في شهر رمضان خصوصا على قناة الشرقية ومن هذه الأعمال ما يندرج تحت مسمى الكوميديا للكوميديا، وأخرى كوميديا هادفة تناقش أخطر القضايا السياسية والفساد الحكومي في ثوب كوميدي مثل ( جمعة العتاك) و ( فلوس بووك) لكن، لوحات «هذه الكوميديا » التي امتعت المشاهدين خلال الايام الماضية باطرف المواقف الكوميدية الهادفة تعود من جديد لطرح قضايا اجتماعية وسياسية ناقدة بقالب كوميدي شيق . وتتناول اللوحات مواضيع اجتماعية متنوعة تطرح على الشاشة من خلال قالب طريف يعتمد بصورة أساسية على السخرية من مظاهر الفساد السياسي الحكومي وغياب الفعل الرقابي البرلماني الوطني ومهاترات العملية السياسية والكذب والمفارقات الساخنة ً وعلى التأمل العميق في سلوك الناس والمؤسسات، لكن لماذا هذا الانقلاب في الدراما التلفزيونية العراقية ؟ كما معروف ضمن الوسط الاعلامي والفني والمشاهد الذكي لم تكن القنوات التلفزيونية العربية والقسم الاكبر من القنوات العراقية ان تتعامل مع الاحداث غير المنتظرة وغير المألوفة اي التي تحدث قطيعة مع السير العادي للحياة الاجتماعية للمواطن العراقي مثل قمع التظاهرات وخرق حقوق الانسان واستعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين وسجن الابرياء وتعذيبهم مجرد التعبير عن ارائهم بشكل سلمي وغيرها من وسائل قمعية خلاف للباب الثاني من الدستور الذي كتب بأيدي قادة عراق اليوم لان هذه القنوات تعتبر هذه الاحداث غير مهمة او لاتملك قيمة سياسية او تبعد الجمهور عن القضايا المصيرية والهامة واذ كان من الصعب على القنوات التلفزيونية ان تلتزم الصمت ازاء بعض ما يجري من احداث داخل العراق فانها تنظر اليها عبر البيان الصحفي الرسمي هكذا اضاعت القنوات التلفزيونية العراقية والعربية فرصا للتأهيل الميداني الذي يعاين الحدث بتفاصيله المختلفة فمهارات البحث عن المعلومات النادرة والادلة الدامغة والشهود وتوظيف المعلومات والاراء والمشاعر بشكل ذكي في الوقت المناسب ليس بالعمل الهين حتى وان توفرت الامكانيات المادية وهذا ما امتازت به الشرقية من خلال شاشتها الموقرة التي كشفت وغطت اعلاميا وفنيا عن القضايا الاجتماعية والاسقاطات السياسية المباشرة وغير المباشرة على بعض الأوضاع الخاطئة في المجتمع العراقي .. رغم هناك الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية التي من الممكن مناقشتها في أسلوب كوميدي ويرى المشاهد العراقي خصوصا أن وجود أكثر من عمل كوميدي في الدراما الرمضانية شيء جيد، خاصة بعد أن مل من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيط به وهذه الاعمال ليست غريبة على الشرقية حيث سبق وان عرضت علينا في السنوات الماضية اعمال ادرامية وكوميدية هادفة مثل ( الزعيم ) و (دولة الرئيسة ) وغيرها من اعمال ناجحة تمثل ثبات الخطاب الاعلامي للادارة العليا لسياسية القناة بغية توعية المواطن العراقي المغلوب على امره من جراء ( دوخة الراس) التي اصابته من كل اتجاه وكأنه يدور في حلقة مفرغة لفقدان القيم وفعل الارادة الوطنية المخلصة والانضباط والعمل المؤسساتي في حكومات العراق بعد 2003 ليس لانهم ارقام وادوات محلية لمؤامرات خارجية بل الخيانة وانحداراتها السفلية من خلال فرقة سمفونية بتوزيع اوكسترالي امريكي صهيوني ايراني لوحدات التخريب التنفيذية داخل العراق ، اسمحوا لي ومن خلالكم ان اودي واجب العرفان والامتنان لاخص شكري لقناة الشرقية الموقرة ومن اخلاقنا وتربيتنا ان نقول للذي احسن احسنت وقد احسنت الشرقية بكادرها الوفي شاكرا لهم هذا الامتداد والتواصل وبنفس الوقت نطالبهم بالمزيد لتأكيد هذه الانتصارات ولن نتردد من ان تبقى ايدينا مفتوحة للجميع محبة وتواصلا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علقوا في الهواء رأسا على عقب.. شاهد ما حدث لعشرات ركاب لعبة


.. هنية: رد حماس يتوافق مع مبادئ مقترح بايدن للتهدئة




.. صلاة عيد الأضحى في المستشفى الميداني الإماراتي في #رفح بمشار


.. مسؤولون أميركيون: الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية استهدفت زع




.. الغارديان: نتنياهو يخوض حربا على جبهتين ولا توجد نهاية في ال