الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا في مهبّ الرّيح...!

باهي صالح

2011 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


المعطيات النّفسيّة و الثّقافيّة و البيئيّة و حتّى العرقيّة تكاد تبلغ حدّ التّطابق في دول الشّمال الإفريقي الممتدّة من المغرب إلى مصر...الحرب الأهليّة في الجزائر انطلقت سنة 1992 بين الإسلاميين و الجنرالات و العلمانيين و استمرّت أكثر من عشر سنوات دفع الشّعب الجزائري ضريبتها الباهضة بما خلّفته في أوساطه الشّعبيّة و النّخبويّة من كوارث إنسانيّة و مادّية مهولة.. على الأقلّ عشرات الآلاف من القتلى و مثلها أو أكثر من المعطوبين جسديّا و نفسيّا و آلاف من المخطوفين و المختفين و ملايير الدّولارات من الخسائر الاقتصاديّة...و إلى حدّ السّاعة لا زالت الجزائر لم تبرأ و لم تتعافى بعد من نارها و عذاباتها و ويلاتها الّتي ما تفتأ تُذكّرنا بين الحين و الآخر باغتيال هنا و بتفجير هناك..الحرب الّتي أشعلتها تظاهرات شبّانيّة غاضبة في شهر أكتوبر سنة 1988 في العاصمة و كبريات المدن ضدّ البطالة و التّهميش و ضدّ قمع الحرّيات الإعلاميّة و السّياسيّة و ضدّ احتكار السّلطة منذ الاستقلال من طرف حزب واحد أحد و مجموعة من العسكريين و شخوص اكتسبوا نفوذهم و شرعيتهم و أهليتهم فقط و لا غير من الشّرعيّة الثّوريّة...!

حربنا في الجزائر سبقنا بها ليبيا بحوالي ثمانية عشرة سنة و استعر لهيبها و توحّشت و اشتدّ وطيسها و ازداد زخمها بمرور السّنوات، و قبل ذلك فإنّها لم تبدأ عمليّا إلاّ بعد مرور حوالي أربع سنوات من التّظاهرات و خروج النّاس إلى الشّوارع و بعد حصول الشّعب على ما كان يريده من الحرّية الإعلاميّة و السّياسيّة وحتّى المشاركة لأوّل مرّة منذ استقلاله في انتخابات بلديّة ثمّ برلمانيّة بزعم الشّفافيّة و النّزاهة يختار فيها الشّعب ممثّليه من بين مجموعة متنوّعة و متعدّدة من المترشّحين المستقلّين أو المنتمين إلى خليط متباين من عشرات الأحزاب اليساريّة و الإسلاميّة و العلمانيّة و الّليبراليّة و الاشتراكيّة و الشّيوعيّة و غيرها تشكّلت كالفطر في غضون بضعة شهور كما يحصل اليوم في كلّ من تونس و مصر،...و انطلقت الحرب الأهليّة في الجزائر عندما تدخّل الجيش و أوقف المسار الانتخابي و أوصد مرّة أخرى أبواب الحرّية و الدّيمقراطيّة، حينما رأى و أيقن أنّ غول الجبهة الإسلاميّة للانقاذ (من وجهة نظرهم على الأقلّ) يوشك أن يبلع المجتمع و يبلعهم هم و كراسيهم...!

و كان الثّمن مكلفا..و كما قلنا خسائر مادية بالملايير و تدمير شبه كلّي للبنية التحتيّة و لمعظم منجزات السّبعينات و الثّمانينات على ضعفها و هشاشتها، و عشرات و ربّما مئات الآلاف من المقتولين و المختطفين و المعطوبين و اليتامى...إلخ و الأسوأ من كلّ ذلك هو ما ضيّعناه من سنوات تقارب العقدين كان الأولى أن نستغلّها في التّنمية و النّهوض ببلادنا و تصحيح مسارنا و أخطائنا السّابقة في الاقتصاد و السّياسة و غيرهما...!

ماذا جلبت الحرّية و الدّيمقراطيّة للشّعب الجزائري...و ماذا فعلت الأحزاب و الانتخابات و ماذا فعلت خلطة الدّين و السّياسة...؟!

ماذا جنينا من المظاهرات و الثّورات الشّعبيّة...؟!

و اليوم نسأل أنفسنا: ماذا جنينا من كلّ ما فعلناه بأنفسنا...؟!

بدل أن يكون الحصاد تنمية اقتصاديّة و إنسانيّة، كان الحصاد مذبحة ماديّة و بشريّة...!



ماذا كان البديل الّذي قبضناه إزاء الثّمن الّذي دفعناه (في الجزائر) بانتفاضتنا و ثورتنا أو بالأحرى إزاء مطلب الحرّية و الدّيمقراطيّة...؟!

المُلفت في ليبيا أنّ الّذين خرجوا إلى الشّارع أسوة بإخوانهم التّوانسة و المصريين، لا سيّما سرعة تحوّلهم كمتظاهرين سلميين من التّظاهر السّلمي إلى حمل السّلاح في وجه النّظام يعطي انطباعا بأنّ هناك مؤامرة تمّ تدبيرها و حياكة خيوطها منذ زمن (إنّ بعض الظّن إثم)...وكأنّ الّذين حملوا السّلاح و أسماهم الإعلام المنحاز ثوّارا كانوا يعدّون أنفسهم لحرب أهليّة ارتقبوها و انتظروها أو ربّما حتّى برمجوها و حاكوا خيوطها في انتظار أن تحين الفرصة المناسبة، و الغريب أنّه بين ليلة و ضحاها تنقسم ليبيا إلى شرقيّة و غربيّة و تبرز مجموعة من الأشخاص مثل مجموعة من العفاريت حُرّرت فجأة من قماقمها و تنشىء مجلسا تسمّيه انتقاليّا ليقود حربا مسلّحة و مدعومة من فرنسا و دول غربيّة أخرى ضدّ معمّر القذّافي و نظامه ...أمر غريب إذ لم تمرّ أيّام على الثّورة التّونسيّة حتّى هاجمت جماعات عدد من الثّكنات بمساعدة عسكريين منشقّين ثمّ استولوا على ترسانة من الأسلحة الخفيفة و المتوسّطة و ما هي إلاّ أيّام حتّى انطلقت حرب طاحنة بين طرف يمثّل النّظام اللّيبي أسمته المحطّات الفضائيّة كتائب القذّافي، و طرف يمثّل المعارضة و أسمته الثوّار، و سرعان ما أقحم طرف ثالث نفسه يمثّله مجموعة من الدّول الغربيّة المساندة يسمّى النّاتو بحجّة حماية المدنيين اللّيبيين و منع طائرات و دبّابات القذّافي من قصف المدن اللّيبيّة الشّيء الّذي يفعلوه و لم يفكّروا في فعله أيّام كانت الطّائرات الإسرائيليّة تقصف أهل غزّة و العالم كلّه يتفرّج...!

لنتعلّم من أحداث التّاريخ الّتي تتكرّر على مدى العصور و الأزمان...!

شعبا دولتان عربيتان هما تونس و مصر لا زالت الميديا عندهما بكلّ أطيافها و مرتزقتها تُسبّح و تهلّل بأمجاد ثورتيهما، الشّعبان لا زالا مأخوذان و غير مصدّقان بما حدث في بلديهما، الدّيكتاتور يهرب هنا و الفرعون يُخلع هناك...!

ما كان قبل الثّورة شيء، و ما أصبح بعد الثّورة شيء آخر..الكلام و التصرّفات و حتّى المبادئ...!

إلاّ الثّلب و المذمّة لمال قبلُ، و إلاّ المدح و الشّكر لما بعدُ...!

بن علي شيطان و مبارك شيطان و كلّ المنخرطين و السّائرين في ركاب الحزبين الحاكمين هنا و هناك شياطين و كذلك كلّ من والاهما أو عمل معهما.. كلّهم شياطين بلا أدنى تمييز أو تفرقة..!

أنا لا أعجب من المواطن العادي بل أعجب من أغلبيّة معروفة و مشهورة في الوسط الإعلامي في تونس و مصر من الكتّاب و الإعلاميين و الصّحافيين و غيرهم، انقلبوا "بعد" (بعد الثّورة) على حالهم و تبرّأوا بكلّ وقاحة ممّا كانوا عليه و انضمّوا في رمشة عين إلى سرب المتملّقين و المداهنين و المادحين للثّورة و لإنجازاتها و لشبابها و لبركاتها حقّا و باطلا، و في نفس الوقت اصطفّوا في جبهات و خطوط أولى لمهاجمة الرّئيس الهارب في هذا البلد و الرّئيس المخلوع في ذاك البلد و كلّ المحسوب عليهما من الإنسان و الجماد و قد كانوا من "قبل" (قبل الثّورة) يجاهدون و يُنزلون حتّى سراويلهم ليكونوا في فِرق و جوقات الّنفاق و نفخ الأبواق لصالح بن علي و مبارك و أهلهما و أتباعهما..عجبي..؟!!
و من عجائب الدّنيا و طرائفها أنّ الأشخاص الّذين خدموا مبارك و كانوا آلة نظامه الفتّاكة طوال فترة حكمه و من بينهم عسكريّون في المجلس العسكري الحاكم الآن و في جهاز القضاء و غيره، هم أنفسهم اليوم من يصنع الأفلام و المسرحيات ( وهم بارعون في ذلك حقّا) عن محاكمات للرّئيس المخلوع و لبعض رجالاته مجاراة لضغط الشّارع و إرضاء لساكني و لروّاد ساحة التّحرير و إشباعا لنهم مرتزقة الإعلام و الرّأي و إيهاما للعامّة بأنّ عهد دولة القانون قد حان و أن لا أحد في هذه الدّولة يعلو فوق القانون حتّى و لو كان الرّئيس المخلوع حسني مبارك بشحمه و لحمه...أين كان الجنرال طنطاوي مثلا من آل مبارك و كلّ البطانة في زمن حكمهم و هم يعيثون في أرض الكنانة ظلما و فسادا...؟!

و في تونس أيضا نفس الأشخاص من يلعب اليوم أدوارا مضحكة في مسرحيّة هزليّة بعنوان محاكمة زين العابدين بن علي غيابيّا و إصدار حكم بالسّجن لحيازة الرّئيس الهارب أسلحة و مخدّرات....ما هذا...؟! هل سمعنا لتوّنا نكتة...؟!

ما كادت الجماهير في تونس و مصر تفرح بربيع ثورتها حتّى بدأت رياح خريفها تحمل نُذرها رغم أنّ تلك الجماهير لا زالت على أعتاب أوّل تجربة انتخابيّة ديمقراطيّة في تاريخها الحديث، و رغم كلّ المديح و الزّعيق و الصّراخ الّذي يُكال بلا حساب لصالح الثّورة هنا و هناك على مستوى الإعلام و الأوساط الاجتماعية إلاّ أنّ سحبا داكنة من الهواجس و المخاوف لم يعد بالإمكان إخفائها أو تجاهلها من شتاء بات قاب قوسين أو أدنى و لا يعرف أحد مآله خاصّة و أنّ تلك الثّورات المزعومة ركبها و نطّ عليها انتفاعيون و سلفيّون و لصوص و حراميّة و استغلاليّون و احتقنت أجواءها بضباب و غبار التوجّهات و الإيديولوجيات المتناقضة و المتصادمة، و ليس أشدّ خطورة على هذه البلدان من رجل الدّين المتسيّس و من خلطة الدّين بالسّياسة...!

و دولتان عربيتان منكوبتان مثل اليمن و سوريا سارت بهما ثورتيهما بسرعة مائة و ستّون كيلو متر في السّاعة لتضعهما على شفا حرب أهليّة طاحنة شبيهة بتلك الّتي الحرب الّتي لم تضع أوزارها بعد في دولة العراق...و دولة عربيّة أخرى انطلق فيها الجهاد المقدّس على المستوى الشّامل في فترة زمنيّة قياسيّة لا تتعدّى الشّهر بين المتمرّدين أو الثّوار و الجيش الوطني مع العلم أنّ الطّرفان ينتميان إلى دولة واحدة تسمّى ليبيا...!!

و سيان إن أسلم معمّر القذّافي الحُكم أو هرب أو قضى أو بقي كأحد قادة أو أمراء الحرب فلن يكون لأحد علم كم سيكون عمر هذه الحرب سيّما و الفرصة الذهبيّة واتت الجماعات الإسلاميّة المسلّحة فلم تتلكّأ و لم تتأخّر و دخلت على الخطّ بسرعة..!!

و مزاعم العقيد اللّيبي عن تورّط جماعات الظّواهري و بن لادن و استغلالهم للوضع في بعض مناطق الاقتتال ليست عارية مائة في المائة عن الصحّة و من المنتظر أنّنا سنشهد بمرور الوقت تعاظم دور تلك الجماعات في أوساط ما يسمّون بالثوّار في ليبيا و باقي الشّمال الإفريقي..!

أهمّ أسباب هذه الحرب العبثيّة في نظري و الّتي كان الشّعب اللّيبي في غنى عنها تماما في هذه المرحلة على الأقلّ هو التهوّر و الانسياق الأعمى وراء ما أسماه مرتزقة الإعلام بالرّبيع العربي الّذي لا محالة سنشهد جميعا في القريب العاجل تحوّل هذا الرّبيع المزعوم إلى خريف ثمّ إلى شتاء ثمّ إلى جحيم يأكل المال والعباد بلا رحمة..!

هل تُصدّقون حقّا أنّ أمريكا و الغرب مشفقون و خائفون على المدنيين اللّيبيين...؟!

من كان يظنّ ذلك فإمّا أنّه أحمق أو أنّه يتحامق لسبب أو لغرض ما، و من كان يظنّ أنّ أمريكا و من وراءها الغرب تهمّهم غير مصالحهم و أمن إسرائيل في المنطقة فإمّا هو واهم ساذج، أو غبيّ متحامق..!

إنّ تحليل و تمحيص عناصر الشّخصيّة للأطراف الثّلاثة و كذا النّبش في طبيعة المصالح و الدّوافع الحقيقيّة بموضوعيّة و بعيدا عن الكذب على أنفسنا و على الآخرين يجعلنا إلى حدّ ما نفهم الأسباب الكامنة و الموصلة إلى هذه الحرب الأهليّة المدمّرة للإنسان الليّبي و لمكاسبه الّتي اكتسبها على مدى نصف قرن رغم كلّ المآخذ و التّبعات المحزنة و المضحكة الّتي خلّفها العقيد القذّافي على شعبه و دولته...!

إنّ السّؤال الّذي يطرح نفسه: هل يعقل أن لا يأتي التّغيير إلاّ عن طريق الحرب الأهليّة...؟!

و هل الاقتتال بين أفراد الشّعب الواحد سيؤدّي حقّا إلى ما نسميّه حرّية و ديمقراطيّة...؟!

و هل الاستعانة و الاستقواء بالأجنبي ضروري لقلب نظام الحكم...؟!

و هل تقليد أو استيراد الانتفاضات و الثّورات العربيّة الأخرى أو الانسياق مع تيّارها بلا تفكير أو تروّ مناسب للشّعب اللّيبي في هذه المرحلة بالذّات..؟!

هل الشّعب اللّيبي جاهز فكريّا و ثقافيّا أصلا..؟!

وهل بكلّ ما ورثه هذا الشّعب من نظام ديناصوري متخلّف عبثي يجعله أهلا حقّا لتغيير هكذا نظام بين ليلة و ضحاها و بهذه الكيفيّة و بهذا الاندفاع...؟!

و هل ما يسمّونه مجلس انتقالي أهلٌ حقّا لمسؤوليّة مرحلة انتقاليّة باتّجاه التّغيير..؟!

و هل النّظام الّذي ستأتي به المرحلة الانتقاليّة سيكون أفضل من العقيد و نظامه...؟!

حتّى و لو اقتصرت المهمّة على مجرّد تغيير النّظام فحسب فما بالك و الشّعب اللّيبي استفاق فجأة على مطالب بالجملة تفوق إدراكه الفكري و الثّقافي بقرن على الأقلّ، مع العلم أنّ أقلّ ما فعله العقيد خلال حكمه الطّويل أنّه استطاع أن يُبهّم العقل اللّيبي و يبرمجه على أسوأ العادات خاصّة على مستوى الأداء و السّياسة و الاقتصاد...؟!

رضخ الشّعب اللّيبي أكثر من أربعين سنة و لم يبدي طيلة هذه الفترة تذمّرا أو تململا و لم يخطر بباله التّغيير و الثّورة على القذّافي حتّى أشعل البوعزيزي نفسه و ثار التّوانسة على بن علي...ألم يكن الأولى باللّيبيين أن لا يتأثّروا بما جرى في تونس..ألم يكن الأولى بهم أن يصبروا سنة أخرى أو سنتين أو بضع سنوات قبل أن يقوم الموت أو الهرم و الشّيخوخة بالمهمّة عنهم بمنتهى السّهولة و بلا ضحايا أو خسائر مادّية تُذكر...صحيح أنّ الحكم سيرثه سيف الإسلام و بقيّة الإخوة و العائلة و العشيرة، و صحيح أنّ الابن لم يخرج بعد من جلباب والده إلاّ أنّ لديه على ما أبدى في السّنوات الأخيرة نزعة أقرب إلى جيله و بني عصره و إن كانت محتشمة و لم تبتعد كثيرا عن الإطار الّذي رسّخه و رسمه قائد ثورة الفاتح..!
لأنّه (حسب رأيي) كان من الأفضل للشّعب اللّيبي أن لا يُفرّط في مكاسبه و أن يتعاطى التّغيير بالتّدريج أي جرعة جرعة و بمقادير محسوبة و أن لا ينساق كالمسحور و بدافع التّقليد لوحده وراء انتفاضة أو ثورة هنا و هناك...!

كان على الشّعب اللّيبي أن يتعلّم من تجربة دولة جارة و شقيقة و هي الجزائر و كان عليه أن يتساءل عن ثمن الثّورات و الفوضى و الحروب...كان عليه أن يتساءل عن البديل و عن المقابل قبل أن يورّط نفسه في حرب أهليّة قد تطول و لا يجني من وراءها إلاّ الدّم و الخراب و ربّما الأسوأ و هو تقسيم البلد...هناك بوادر تلوح في الأفق...؟!

لو كانت الحرب الأهليّة في ليبيا ثمنا يُدفع على مذبح الحرّية و الدّيمقراطيّة الحقّة، و لو كانت هذه الحرب هي المقابل الّذي على الشّعب اللّيبي دفعه من دمه و مكتسباته من أجل التّغيير نحو الأفضل أو من أجل تحريك عجلة التّنمية الشّاملة، لهان الأمر و لقلنا أنْعم على الشّاري و على البائع...لكن أن يشتري اللّيبيون بدمهم و بمقدّراتهم و بمنجزاتهم الدّمار و الخراب و العودة ببلدهم و حالهم إلى الخلف مائة سنة أو ربّما ينتهي بهم الأمر إلى تمكين ماهو أفظع و أسوأ من معمّر و نظامه فهذا ممّا لا يُستساغ و لا يُطاق على أيّ وجه من وجوه المنطق و الموضوعيّة...!

هاهو ذا التّاريخ مخلص على الدّوام لعادته القديمة في تكرار نفسه و أحداثه و مشاهده يكرّرها في كلّ مكان و زمان دون أن يصيبه السّأم و الملل و يبقى الدّور على من يملك القدرة على التعلّم و الاتّعاظ من فِعله الدّائم المستديم منذ خلق الإنسان، و ليس بعيدا علينا مثال العراق و الحالة الّتي آلت إليها الأوضاع في العراق إثر سقوط نظام صدّام حسين و استعانة المعارضة بالأجنبي للاستيلاء على الحكم المتمثّل خاصّة في أمريكا...و هاهو ذا افتضح أمر أمريكا في العراق و في العالم كلّه و هاهي ذي دمّرته و أعادت شعبه إلى القرون الأولى و حقّقت أهدافها الأساسيّة في الاستيلاء على نفطه و تطمين إسرائيل على بقائها و تخليصها من عُقدها و مخاوفها الأمنيّة إلى الأبد تجاه صدّام و نظامه...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال جيد وسيئ احيانا
دزيري ( 2011 / 8 / 4 - 18:27 )
سيدي فالتعلم ان للحروب فوائد جمة وحاصة لشعوب كشعوبنا فهي حافز للنهوظ من الواقع المرير وكما يقال فهي الشر الدي لابد منه وخاصة في جزائرنا خلطها تصفى


2 - نغمة انقاذية
الشهيد كسيلة ( 2011 / 8 / 5 - 15:54 )
اتاسف غاية الاسف ان تكون على ما يبدو جزائريا وتكتب في هذا المنبر الحر المحترم ولا تزال تردد عبارات الاعلام الموالي للهرطقة الانقاذية
من يقرا من بعيد ويجد عبارات الجنرالات يستحضر جنرالات امريكا اللاتينية من السفاحين لكن الامر في الجزائر يختلف
جنرالات الجزائر هم قادة حرب التحرير الذين اعادوا للامة وجودها وكرامتها وما قام به الانقاذيون هو ثورة مضادة تم التحضير لها على امتداد سني الاستقلال
لك مسؤولية كبيرة فلا تنشر مثل هذه الاضاليل التي تساوي الباطل بالحق والاستنارة بالظلامية

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم