الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوابيس

واثق الجلبي

2011 / 8 / 5
الادب والفن


كوابيس الأنبياء
1
لم تفقد الأيام طعم شراهتها لأكل ما تبقى من الساعات التي شاءت اللحظات أن تدمرها وأن تسلخ منها عذرية الولادة.
قريبة بعيدة هي الأحلام المتورمة وتلك العيون المتطايرة أقرب إلى كوابيس الأنبياء المتسربة من القيعان وبقع الودائع غير المفهرسة...
لم يجدول أي شيء في حياته ، بل كانت أفكاره المتكسرة ترتطم بجدار رأسه الطبلي الذي لم يدرك أنه أصغر من أي شيء في الحياة التافهة والتي لا تساوي عقب سيكارة عمرها ألف عام ملقية في البتاويين خلف هيكل متآكل لبيع الفلافل غير طيبة الذكر ...
مرت كل سنين عمره بلا طعم لما يسميه الناس بالحياة ..
الحياة.. ؟
ما هي؟ السعادة ؟ ما هي؟
ظل يبحث في كل جيوب خوفه وطموحه وشوارع قلقه المزمن وأزقة باله المشوش و(مشتملات) عقله الخائف من الإنتقال المتكرر من مكان لمكان ..
لم يجد شيئا يسد به رمق فكره وهو لا يشاهد أي مخرج من مآزقه المتتابعة المحتشدة كطوابير الشياطين المدمنة زيارته بلا دعوة إلا من أمراض المجتمع البائس.
إفترض أن الله صديقه الحميم فراح يذيع له الشكوى والبلوى وأدمن ذلك حتى إعتقده فراح يمشي مزهوا بما توصل من فكرة لم يتوصل إليها أحد من قبل...وبعد فترة من الزمن وقد غرق في الصداقة حدّ الثمالة إستفاق على فكرة إنتحارية أخرى ...
هل كان الأنبياء أصدقاء الله كما هو؟ لم يتنزل عليه الوحي..ولم تأته الرسل ؟..
ولم تكن له أي معجزة عدا فكرة الصداقة..
ظل في دوامة الجدل مع نفسه وأوراقه حتى شعر بأنه من الكافرين..الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ..من أفتى بغير علم أكبه الله على منخريه في النار ...تفكر ساعة خير من عبادة سبعين عاما..
كل هذه الأحاديث وغيرها ثقبت آذانه اللامتناهية في الإستماع لكل شيء عابر ..جدلية فكرية فلسفية كان الإمام علي محطها وبطلها ورائد القول فيها ...إجتهد الرجل كما قال علي ولكنه لم يعلم ماهية أفكاره وهل هي صحيحة أم لا ...إرتمى على حائط اليأس وشرب من ينبوع الخذلان وقهقهت آلامه مرة أخرى بلا ضابط أو عازر ..كانت دعوته الأولى والأخيرة أن يستظل بظل الأمان الفكري بفلسفة بعيدة عن إشكاليات الوحي والنزول والصعود والجنان والنيران وكانت كلمات علي الإمام ماثلة أمامه ( عبدتك لا خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك، ولكني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)..
فعاش في نزاع آخر وكان السؤال هذه المرة : هل أنا كعلي بن أبي طالب؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح