الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ايلول الفلسطيني

جورج حزبون

2011 / 8 / 5
القضية الفلسطينية


تجري عملية تهويل الأداء السياسي الفلسطيني ، خاصة عملية التوجه للأمم المتحدة لطلب العضوية الكاملة والاعتراف بحدود دولة فلسطين ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ، وكأننا ذاهبون إلى حرب عسكرية ، وصلت إلى تصريح وزير الحرب الإسرائيلي السابق بان على إسرائيل دعوة قوات الاحتياط !!؟
التحرك الفلسطيني يقع ضمن الإستراتيجية الفلسطينية المعتمدة على الشرعية الدولية ، مستعبدة الحل العسكري ، بفعل الواقع العربي ، والانحياز الأميركي ، ومستفيدة من تجارب النضال الطويل للشعب الفلسطيني ، مع محاولة تأكيد كيان قومي وطني للشعب الفلسطيني يعزز طموحه نحو وقف الهجرة والنزوع للحضور إلى الوطن والاستثمار فيه ، حيث إن استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ليس إلا تواصل احتلالي بطيء ، لم تعد معه عملية التفاوض الثنائي دون ضمانات دولية سوى حالة زمنية يستخدمها الاحتلال بفرض وقائع على الأرض يصبح مع مرور الزمن إمكانية إقامة دولة فلسطينية غير واقعي ، كما يصبح شعار دولتين لشعبين ( الديمقراطي ) غير ممكن ، ليس فقط مع الاستيطان بل أيضا مع ذلك النمو المتسارع لأوساط اليمين الديني ( الحرديم ) في إسرائيل والتي يرعاها نهج حكومة ( نتياهو + ليبرمان ) العنصري صاحب نظرية يهودية الدولة ، الهادفة الى إنعاش التطرف والمذهبية وتنشيط الفكر الصهيوني ( الماوفي) , إن إنكار حقوق الشعب الفلسطيني ، عقيدة لأصحاب هذا الفكر المنغلق وهذا استنتاجا بقدر ما هو نقلا لما أورده نتنياهو في كتبه وما أورده الوزير ليبرمان في تصريحاته ، وبالتالي فإننا نواجه فاشيه تتنامى في الشرق الأوسط وعلينا التوجه للعالم محذرين بان هذه العدوانية مرشحة لتمدد ، وان علينا إن نكف عن التعامل بأسلوب ( تشمبرلن ) ، وهذا جانب أساسي ومركزي فيما ذهب إليه الفلسطينيون بنشاطهم السياسي نحو العالم والأمم المتحدة ، وهذا ما يثير أميركا وإسرائيل أكثر ، وليس مجرد طلب اعتراف بكيان سياسي قائم وله عضو مراقب في الأمم المتحدة ، بل أكثر له حضور ( دي فاكتو ) على الأرض التي حملت اسمه تاريخيا ودبلوماسيا منذ الانتداب البريطاني ، الذي صك العملة الرسمية باسم حكومة فلسطين وتمت معادلتها بالجنية الإسترليني ، ولا زال هذا الموضوع يحتاج إلى إنهاء لما بقي لفلسطين من ودائع ذهبية لدى بريطانيا .
واضح ان الاعتراف بإسرائيل على أساس قرار التقسيم لدولتين على الأرض الانتدابية ، فقامت أحداهما والأخرى تنتظر ، وقد بقيت وديعة لدى الحكومة الأردنية حتى احتلتها إسرائيل عام 67 ، ثم صدر قرار 242 وأعاد تأكيد حدودها حسب 4 حزيران 67 ، على هذا الأساس تمت الدعوة الى مؤتمر مدريد للسلام، وعلى هذه القاعدة جرت اتفاقات أوسلو، والمفاوضات المستمرة منذ عام 1993 .
عام 1974 خاطب ياسر عرفات الأمم المتحدة وصدر قرار تلك الجمعية بتاريخ 22/11/1974 تحت رقم 3236 يعترف بالحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف ، وانعقدت في ذات العام القمة العربية وأقرت الاعتراف بالقيادة الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد ، وبعد فك الأردن ارتباطه القانوني بالضفة الغربية وبذلك اكتسبت هذه الأرض اعترافا دولياً وإقليميا كونها دولة الشعب الفلسطيني في حدود 67 ، وأعلن المجلس الوطني الفلسطيني قيام دولة فلسطين ،وأقام الفلسطينيون كيانهم السياسي بعد اتفاقات أوسلو ، وأصبح حضورهم في وطنه مشروع بالعرف والقانون ، وبالسياسية والجغرافيا ، لكن دولة الاحتلال استمرت في عدوانها ، وفي قضم الأرض واستنزاف المياه وإعاقة التطور الاقتصادي والإنساني كما استمرت في اضطهاد الشعب بالاعتقال والقتل والحواجز ، فكان لا بد من ان يأخذ العالم مسؤوليته فيما هو قائم ، وان العربدة الإسرائيلية المدعومة أميركيا ، تشكل بؤرة توتر دولي وتوفر أرضيات لحروب مستمرة في المنطقة ، وعلى العالم إن يثبت بالملموس الواقع رفضه لنهج العنصرية والحرب ، ويحدد موقفه أولا بان الدولة فلسطين ذات حدود جغرافية معروفة وإنها تعيش تحت أخر احتلالات التاريخ وهي صاحبة حق في أرضها وجوها ، وحرية شعبها مكفولة بالقانون وثانيا يجب العمل على إنهاء الاحتلال ووقف حالة الهذيان العنصري ومحاولات إلغاء شعب تحت ذريعة اانها ارض مورثة من ( المقدس ) ، تلك الميثولوجيا التي أصبحت سخافة واستهتار بعقول البشر .
وعليه فان التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة ليس توجها عربياً ، كما انه ليس نزاهة سياسية ، فقد يترتب عنها وقائع لا يعود ممكناً الرجوع عنها ، مثل إن إي قرار باعتراف بدولة فلسطين في حدود حزيران سيكون قد نسخ ما قبله ، فقرارات الأمم المتحدة تؤخذ بالواقع الزمني وظروفه ومعطياته ، ولا تعود للأثر الرجعي ، فموازين القوى تتغير ومفاهيم العلاقات ومصالح الدول تختلف ، وكما يقول / آدم سميث / وعلماء الاقتصاد / هناك بالسوق يد خفية / ، ومن هنا تكتسب المسألة أهميتها ، إسرائيل تفهم أنها تعبئ العالم وتثيره ضد نهجها العدواني ومعاداة الشعوب واستبدال حق الشعوب في تقرير المصير التي قمعها انتهاك حقوقها ، لتصبح دولة منبوذة ، وتعيد سيرة جنوب إفريقيا البيضاء ، والفلسطينيون يدركون إن هذه معركة سياسية يترتب عليها استحقاقات سياسية و وطنية ، تؤثر في عملية النضال الوطني ، وقد تكون رافعة، وقد تكون ذات سقف منخفض واقل طموحا مما هو متوقع ، وقد ينتج خلافا داخلياً ، ولكنه في كل الأحوال ممرا إجباريا لمنع ولوقف او للحد من التفرد الأميركي والعربدة الإسرائيلية ، ولعل الأهم من كل ذلك ، وهو ان الحراك السياسي الفلسطيني يجب ان يكون ضمن الفضاء الواسع ، وليس ضمن غرف مغلقة إرادتها إسرائيل وسيلة تقول فيها للعالم إننا نلتقي ونتفاوض فاتركونا نعمل بصمت وبعزلة عن تدخلاتكم ، وهو ما يريحها ويطلق يدها العسكرية تعمل ما يحلو لها .
إن الانطلاق نحو العالم في ذاته مكسب نضالي ، ولعله هذا ما يزعج أميركا والرباعية ، وحليفتهم ، وهذا ما يجب إن يكون أسلوب العمل الفلسطيني دائماَ ، واضحاً صريحاً شفافاً وإمام العالم وتحت شمس النهار التي ستشرق بالحرية على شعبنا العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افاق العمل الفلسطينى فى المرحلة القادمة
غازى فخرى مرار ( 2011 / 8 / 5 - 10:32 )
التوجه الى الامم المتحدة خطوة على طريق النضال السياسى يواجه التفرد الامريكى والهيمنة الصهيونية , وهو ليس نهاية المطاف امام الهجمة الشرسة التى تخطط لاقتلاع الشعب الفلسطينى . وهو خطوة لفضح العنصرية والعدوان على شعبنا على المستوى الشعبى والرسمى , ومن هنا وجب التحرك السياسى فى الفضاء العالمى الرحب , ينقصنا اداة التنسيق والقيادة السياسية والاعلامية التى تأخذ بيد الفلسطينيين فى شتى انحاء العالم نحو هذا التوجه , فى ظل الوحدة الوطنية التى كانت اول اهداف منظمة التحرير فى ميثاقها القومى . هذا النضال السياسى لا بد ان يسير جنبا الى جنب مع استمرار المقاومة بكل اشكالها دفاعا عن الحق والارض , وهذا يتطلب منهجا يشمل كافة القوى السياسية , تشارك فى وضعه , وتلتزم بادائه , وتضع الاولويات لحكة الجماهير الفلسطينية . هنا تتناغم حركة المجتمع الفلسطينى فى الداخل والشتات , تسيؤ بخطى ثابتة نحو تحقيق الاهداف التى اجمع عليها شعبنا , وهى تحرير كامل التراب الفلسطينى واقامة الدولة العربية الفلسطينية , هذه خطوات لا بد من تحقيقها فى طريقنا الى الامم المتحدة وفى طريقنا فى منظومتنا النضالية .


2 - تحية حارة ..
رائد خليل التوبة - حمص / مخيم العائدين ( 2011 / 8 / 5 - 19:41 )
أخي العزيز جورج ,, أختلف معك أن التوجه الى الأمم المتحدة ممر اجباري , أعتقد أنه ممر الذين أغلقوا باقي الممرات , نحن لم نعط الفرصة الحقيقية للممرات الكفاحية الشعبية , و الفدائية لأن بعضنا ذبح الأولى في انتفاضتين استعجل فيهما هذا البعض قطف الثمار , أما الثانية , و باعتراف صائب عريقات في ويكيليكس اغتلنا المناضلين , ناهيك عن التجربة المرّة في عمان و بيروت جيث افتتحنا قواعد لتخريج الشبيحة و الزعران و مشاريع زعماء مستبدين لفصائل ضيّعت القضية .
ثم ان اللاجئين هم الضحية الأولى لكل مشاريع أبطال اوسلو , ومشروع الدولة بخاصة و الخوف الآن أن يتم بيع فلسطينيي 48 وما تبقى من أراضيهم..!
لك مني كل المودة و الاحترام و الشوق لرائحة البلاد ..

اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر