الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتظره ....صديقي

دارين هانسن

2011 / 8 / 5
الادب والفن


فوق تلك الأرصفة نمشي ببطء .....تقذفنا حجارتها تلعننا خطواتنا ......وتهزء بنا الريح فترمي بحقائبنا بعيداً وتقهقه من ضعفنا ...فنحاول إثبات قوتنا لذاتنا بتكسير ما تبقى من كؤوس وأطباق فوق الطاولة ....في ذاك البيت المنسي الذي لم يسمح لنا بزيارته لفترة .....ويستسلم الجسد لضعفه .هناك في دمشق يبكي الياسمين وشهيد يودع شهيد للقاء قريب.......والصدفة تجمع صديقتي بعيني الشهيد فيسألها أن تخبر أمه بالصبر وأن تشغلها عن فقدانه ........أنظر بعيني الله وأبحث عنه أرى غضب إلهي يحيط بالنهر .........الضفة الأخرى هناك جنازات تودع جنازات .....وأطفال مشاريع موت مرتبط بالتوقيت المزاجي للقتلة.وبالمقابل الأمة العربية تبكي أبنائها حين رأتهم خرفاناً وهي من أرضعتهم العز ..النهر يشتكي الثقل ..يشتكي من الموت يبكي الجثث التي ألقيت به ..ولكنه عاجز عن ضمها ...أي كلام هذا الذي يعجز عن الوصف وأي لغة عقيمة التي تعجز عن رسم الموقف......نعم لغتي عقيمة .......عجزت عن النطق عن البوح عن الشكوى عن التمرد ....عن الحزن والرثاء والحب.....نعم لغتي أصابها العقم حين رأت ذاك الطفل ابن الحاضنة يقتل ....أهو أيضاً مندس وعمالة خارجية وعدو ووو...بجعبة حكومة بلادي موت لحد الثمالة موت متعدد الألوان ....وفي جعبة بلدي ألهة تسير على الأرض تطهرنا من النجس .....وماأسهل أن تخون الحكومة أولئك الألهة وهم من تعلموا بمدارسها معنى الظلم والقتل والإستعباد والحرية والنور والامل وكسر القيود ......أنسيت تلك الحكومة أن شعبي يتقن حفظ دروسه وكسر القيود.. نعم صباحات حزينة تطوقنا وأمسيات نخاف بها أن ننام أن ينتهي الليل نخاف أن يأتي الصباح ويغدر بنا مجدداً فيسرق من ضحكنا معهم وبكينا معاً من شاركناهم الأمل وسرقوا قلوبنا .....نعم لم تعد أمسيات دمشق كما هي .....ولم تعد نكهة القهوة كما هي .....قهوة معطرة برائحة الدم الطازج وصباح ينقش حزناً جديداً .....ويتكاسل المارون من قرب أم ثكلى فلا يبستموا ولا يبكوا .....ملامح بلهاء عمياء تزين وجوههم ....فيعبروا بصمت .....ويبقى لجلادي قدرة لابتكار مصائب جديدة .......والتهمة هي المواطنة والحلم بالحرية .......متى كانت الأحلام سلاح قاتل ؟أم أن هذه هي الموضة الجديدة للحلم في بلادي والتي سنتها وشرعتها لنا قوانينها....مع ذلك كلنا مشاريع أحلام ....بوقت غريب حيث صارت شمسنا حمراء وأرضنا حمراء والمطر أحمر والغيم أحمر .....كلنا مشاريع حلم حمراء اللون بزمن صار به البياض شبحاً يخيف دكتاتورنا .......على الأقل بهذه الموضة نستطيع اختيار لون الحلم ........صديقي كان على موعد معي ليخبرني عن الأرض التي اكتفت مطراً كنت على موعد مع صديقي للدردشة للضحك للحزن للألم ..كنت على موعد معه لنحلم معاً لنرسم صوراً ونوزعها ..لنرسم مشاريع ورق لبلاد نحلم بها ......كنت على موعد معه ليخبرني عن الحانة الصغيرة التي اعتدنا العربدة بها والتي تحولت بقدرة جلاد لمقبرة جماعية ........كنت على موعد معه ليخبرني عن الأرصفة والجدران التي يبست والغرف التي خلت من كل شيء إلا من الصمت ......كنا على موعد ليخبرني عن تلك القرية التي أصبحت قفراء خالية من سكانها بعدما رسم الظلام قبوراً لهم واقتحم الموت أسرتهم وتحت أسرتهم .........ولم يبق لهم زاوية يتشبسوا بها بالحياة ....أو يخدعوا الموت فلا يجدهم .......ولكن بطريقه إلى تلك القرية ليكون صورة واقعية عنها تفركش بالموت فسرقه بعيداً وحلق إلى الأعلى والقاتل كان سورياً أخر من تلك القرية ...ولكني مازلت أنتظر صديقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عاجل
مكارم ابراهيم ( 2011 / 8 / 11 - 14:12 )
دارين الوردة
لقد اضعت ر قم هاتفك وبقية الاصدقاء وليس لدي ايميلك
هذا ايميلي راسليني بسرعة لامر عاجل جدا جدا رجاءا
[email protected]

كوني بخير رجاءا
مكارم

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف


.. عمر عبدالحليم: كتبت لفيلم «السرب» 23 نسخة




.. أون سيت - 7 مليون جنيه إيرادات فيلم السرب في أول 3 أيام فقط