الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرير المومياء

علي شايع

2011 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


من يتابع مجريات الأحداث في مصر وسوريا، ربما يرصدها بروح التأمل والمقارنة:
النموذج المصري..أول لقطة للرئيس المصري شاهدها العالم: صورته من خلف القضبان على سرير في قفص. والسيناريو بعمومه يصوّر اللقطات كما لو أنك تشاهد فلما مصرياً بوقائع مرافعة في محكمة جنايات؛ حيث يقف المتهم خلف قضبان في قفص لا يمكن الوصول إليه من جهة الجلسة.
ثمة لغط وأصداء.محامون بذات الحركات في الأفلام.والقاضي ومن أجل أن يحث الحضور على التزام الهدوء يناشدهم بالتاريخ الذي هم صنّاع حضارته.
التاريخ يحضر، والمشهد يأخذك أبعد من السينما وتاريخها الحديث، وستشاهد وقائع فرعونية في حكاية سمعت شبيهها!.

قبل أيام أعدت قراءة كتاب ( القرآن والتوراة والإنجيل والعِلم) وعنوان الكتاب لوحده يضفي على العلم هيبة وقداسة ما يعدده من الديانات، الكتاب للدكتور بوريس بوكاي وهو(مسيحي) جعله فرعون يعلن إسلامه!. فبدن هذا الطاغية استضيف بباريس في موكب رهيب احتشد فيه الرئيس الفرنسي ميتيران مع وزرائه وكان للدكتور بوكاي دراسة على الموموياء أوصلته إلى إعلان إسلامه.. وهي حكاية ربما تكون طريفة لا مجال لها الآن، لكن مشهد مبارك على سريره في المحكمة جعلني أقارن ما رأيت إلى حد بعيد بصورة مومياء فرعون ممدّدة على سرير تحت الأنظار منذ اكتشافها لقرنين مضين على تواريخ طغاة لم ينجو بأبدانهم.. وحضوره في الإعلام بصورته الملقاة على السرير.

النموذج السوري..ما يجري يعكس صورة النموذج العربي المرير والأقسى؛ نموذج مرّ بنا عراقياً وبصورة أشدّ ترويعاً، ليست لتنسى وقائعه لأربعين سنة من الفتك والاستبداد. نموذج يتمرآى بخارطتنا بصورة ما يجري من وقائع في شام لنا فيها (نخلة)!، وبأرض أهل هي جهتنا وامتدادنا الثقافي حين يصحّ وصف الجهات بالتأثير والتأثر والتماثل الحضاري والصلة الإنسانية الرابطة منذ القِدم.
ما يدور من وقائع كنا نتمنى صوتاً عراقياً قوياً مناصرا فيها صيحات المستنجدين من فتك الطاغية، حتى ليبدو المشهد مخيفاً، فالأغلبية صامتة، والطيور التي على رؤوسهم لا تأبه -هي الأخرى- بالمجزرة.
ما السبب؟!..
هل كل هذا انشغال بشأننا العراقي، ألم نلمهم أيامها على صمتهم عن عذاباتنا؟!.
ألا تحتّم عليناالمسؤولية الإنسانية أن نكون أمناء على رهان الشعوب وحقّها في الإصلاح والتغيير؟.
كم ذا تمنينا منهم تظاهرة أو تضامن سلمي يعرّف الناس بمظلوميتنا؟.
أيننا من مظلوميتهم؟.
الكلام يطول ويجرّ العتب على كل القادرين على التكاتف الإنساني ممن يحتجبون في المحن.
النموذج السوري عراقي الوقائع والمشاهد، في ما يجري من عنف، وفي ما يتعاظم من صمت قبالته.
والنموذج المصري لمشهد المحاكمة؛ مصري التاريخ.. بوقائع متشابهة جمعها بالمشهد السوري (سرير مومياء) في الشام قريباً، ستحضر بصورة ديكتاتورية (محنطة) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن