الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نائبٌ -شاب- عن الأمة !

قاسم محمد يوسف

2011 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


هناك نائبٌ "شاب" يتصرف على الشكل التالي:
إذا قيل له "صدفة" بأنك مدعوٌ للحضور إلى (مهرجان, إحتفال, محاضرة ... إلخ), أجاب: سأحضر بالتأكيد ولدي موقف سياسي غاية في الأهمية سأعلنه هناك, لذا فلا بد من دعوة الصحافة كل الصحافة وكذلك الإعلام بالإضافة إلى أكبر عدد من المشاركين والفاعلين والوجهاء وكبار القوم, فالموقف كبيرٌ جداً وقد يُشكل زلزالاً على الساحة اللبنانية وربما العربية والإقليمية!.

نهرع كما يهرع الجميع لنكون أول الحاضرين, الساحة ممتلئة عن بكرة أبيها, مكبّر الصوت في حالة تأهب قصوى, فرق الكشافة والجوالة تنتظر ساعة الصفر لتطلق العنان لمزاميرها وطبولها وقرقعة صنوجها, عدسات الإعلام شاخصة (رغم قلتها) وكذلك الأقلام والهواتف تمهيداً لخبر عاجل قد يتصدر الشاشات والعناوين, وبعد طول إنتظار يدخل "سعادته" متأخراً ساعتين, يجلس في الصف الأول بإنتظار تقديمه, يعتلي خشبة المسرح بعد سيل من المدائح والترحيب, ... ساعة من الخطابة المكتوبة ولا موقف يذكر سوى تردادٌ لمواقف "الصقور" وكلماتهم, الجمهور تململ وأخذ "يدردش" في أحاديث جانبية, بعض كبار القوم إنسحبوا لإرتباطهم بمواعيد مسبقة, أهل الإعلام والصحافة أصيبوا "بالخيبة" فراحوا يهمسون بينهم "مشوار بلا طعمة"! ... وبالطبع فإن الموقف "المهم" لم يتصدر نشرات الأخبار بل عمدت بعض القنوات إلى حذفه بعدما "طافت النشرة" ببعض الأخبار المهمة كحادث سير في منطقة "الدورة" مثلاً!

لهذا النائب قماشةٌ فكرية نرجسية تندرج ضمن إطار التوهّم والخيال, فهو من منّ يظنون بأن عدم إرتداء "النظارات الطبية" يدل حصراً على النظر الثاقب وأن هذا النظر (إن وجد) كفيلٌ بأن يضعك في خانة الصقور, وبالتالي, فإن من الواجب عليه ومن موقعه القيادي المفترض (ودائماً ضمن الفكرة النرجسية) أن يصافحك بأطراف أصابعه دون النظر إليك ليرسخ في مخيلتك سمة التعالى بتلك النظرة العابرة التي تمتزج بعقدة مصطنعة ترتسم أبداً على مُحياه فتخلو صورته من البراءة في تجسيد هائل للزيف في رجل.

في رحلة البحث عن شخصيته الغامضة أخبرني بعض الأصدقاء أن "لسعادته" ماضياً غابراً يملئه حب التملّك والأنانية والتشاوف وتسير في ركابه عوامل كثيرة جعلت منه شخصاً بشخصيات متعددة, "فهو لم يدرك الطفولة واللعب", يقول العارفون, لا حباً منه بالجد والإجتهاد والدراسة, إنما تحضيراً لإستعادة الزعامة المفقودة ما رتّب على الأم التي هيأته منذ نعومة أظافره أن تفرض عليه (ومنذ عقده الأول) متابعة كاملة لنشرة الأخبار مانعة إياه من اللعب كأترابه!

بعد جولة "عابرة" على سيرة حياته وما رافقها من صولات وجولات أيقنت بأنه يعيش زعيماً بلا زعامة, يظن لبرهة أنه من عليّة القوم أولائك الذين يأكلون من خبز الرعية الظازج ويرمون في أطباهم الفتات, شعور الزعامة ذلك الذي يُمنّي النفس بسلام عابر, بكلامٍ فارغ, بنزعة وصولية وبسمة مزيفة, فلا شيئ في قاموسه لوجه الله, حتى الزكاة التي لا يجب أن تعرف شمالك ما أنفقت يمينك يجب أن تُصّور وتنشر في وسائل الإعلام ليشاهدها القطيع!

ختاماً, أكتب لك ما كتبته يوماً لأحد الجبابرة من قبلك "تواضع يا ابن جلدتي تواضع ... فما من شجرة (مهما إرتفعت) لامست حدود الله, فلا تظنن بأنك القدر وأنك المبتدأ والخبر وأنك المهدي المنتظر ... فأنت واهمٌ واهمٌ واهمٌ, تماماً, كما قـطـر!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار