الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوسلو و ألتهديد ألإسرائيلي بإلغائه

فرج الله عبد الحق

2011 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


إن مراجعة سريعة لاتفاقية أوسلو بين م.ت.ف. و الحكومة ألإسرائيلية يظهر للعيان أنها اتفاقية عامة أو كما يسميها أصحابها اتفاقية (إعلان مبادئ) بما يعني أنها اتفاقية قابله للتنصل من بعض أو كل موادها، و أن كل فقرة فيها بحاجة إلى اتفاقية لتوضيحها.
ما تغير على الواقع الفلسطيني من خلال هذه الاتفاقية هو تغير وجه ألسلطة من وجه إسرائيلي إلى فلسطيني، و لكي يكون هذا التغير مناسباً لشعبنا أعطيت له بعض الحقوق كحق انتخاب إدارة، تشكلت سلطة دون أي سيطرة فعلية على أرضها,
بعد كل هذه السنين و الانتهاكات الإسرائيلية لهذا ألمولود المشلول أصلاً، لم يبقى من هذه الاتفاقية إلا أمرين:
1) الحبر، الورق المكتوب عليها هذا الاتفاق و الصور ألتذكارية عند باب البيت الأبيض بوم التوقيع.
2) المواد المتعلقة بالأمن في ألضفة و القطاع.
فلا الملحق الاقتصادي يعمل بالشكل المتفق علية، و كما نقول ألاتفاقية(و بقصد ألنهوض بالتنمية في ألضفة ألغربية و قطاع غزة)،ولا توجد إدارة حقيقتيه على ألمياه و الكهرباء كما تنص الفقرة 3 من المادة 7، أما فيما يتعلق بالمقاصة الضريبية فهي تدفع من الجانب الإسرائيلي بطريقة مزاحية و ابتزازية، و تطبيق البنود الاقتصادية بشكل عام هو على الورق. أما فيما ستعلق بالوضع الجغرافي لأراضي السلطة لم تطبق البنود و المواد المتفق عليها كالمادة 4 الفقرة الثانية المتعلقة بوحدة ألأراضي في الضفة والقطاع،أما ألمجلس التشريعي فهو معطل لا يقوم بمهامه.
أما المفاوضات حول الحل النهائي (الوضع الدائم كما سمي هذا ألوضع في ألاتفاقية)، المفروض أن تبدأ بعد ـ ثلاثة سنين في أسوئ ألظروف ـ من الفترة الانتقالية (حسب المادة 5 الفقرة 2)، لم تأت بأي نتيجة حتى هذا التاريخ.
ألمتبقي قيد ألتنفيذ في هذه ألاتفاقية هو ألتنسيق ألامني( النظام العام و ألأمن)، ألذي عزز باتفاقيات سرية و علنية تنظم علاقات الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع الأجهزة الإسرائيلية، ألأمر الذي نتج عنه أوسع تنسيق بين ألطرفين و ارخص احتلال في العالم.
إذاً المهم بالنسبة لإسرائيل هو الحفاظ على أمنها بأرخص ألأثمان، و السلطة تبرعت بالقيام بهذه المهمة، و الفائدة لشعبنا من هذا هو لا شيء، على العكس شعبنا يدفع عزته و كرامته ثمن هذه الخدمات، و أن ما يقال عن أن تكاليف ألقوى ألأمنية تدفع من ألمساعدات ألمقدمة من ألدول ألمانحة غير صحيح، حيث أن مال قارون لا يساوي ثمن تقرير يرفع للمخابرات الإسرائيلية عن تحرك ألتنظيم أو ألشخص الفلاني,وأن هذا ألمال هو شراء لذمم و ضمائر أبناء شعبنا هدفه تحويلنا من شعب مناضل إلى شعب عميل لمصالح الامبريالية و إسرائيل.
بعد كل هذا العرض المختصر لمصير هذه الاتفاقية نرى أن ألتهديد ألإسرائيلي فارغ من محتواه، حيث أن مجمل بنود هذه الاتفاقية الهزيلة هي في حكم الملغاة، و أن هذا ألتهديد هو قنبلة صوتية لإخافة ألثعالب في ألغابة فقط لا غير.
لماذا تهدد إسرائيل بإلغاء هذه ألاتفاقية ألمبتورة أصلاً؟ ولماذا كل هذا ألأخذ و ألرد و ألنقاش ألبيزنطي؟
بدئت ألقصة بعد إغلاق كافة ألأبواب ألموجودة من أجل ألتفاوض، و بعد أن عبر ألموقف ألأمريكي بوضوح عن انحيازه للموقف ألإسرائيلي ، وجدت ألسلطة نفسها معزولة عن ألشعب ، حتى أقرب ألمقربين لها بدئوا يتساءلون عن جدوى ألسير في هذا ألطريق. فقررت ألهروب إلى أالأمام ورمي ألكرة في ألملعب ألدولي والتوجه إلى مجلس ألأمن من أجل ألاعتراف بدولة فلسطينية تحت ألاحتلال، هذا ألاعتراف قد يزيد ألضغط ألدولي على إسرائيل من أجل ألتراجع عن مواقفها ألمتعنتة، لكنة يضغط و بشكل مباشر على أمريكا حتى لا تكون مواقفها منحازة بشكل وقح إلى ألجانب ألإسرائيلي,
من هنا بدء ألضغط على ألسلطة بشكل مباشر و دون حياء، جاء ألتصفيق لخطاب نتنياهو في ألكونجرس ليعبر عن ألانحياز ألكلي لمؤسسات ألحكم في أمريكا للموقف ألإسرائيلي، كما سبقه موقف أوباما ألمنحاز كلياً للموقف ألإسرائيلي متناسياً خطاب ألقاهره ألذي هللت له و كبرت ألرجعية ألعربية و تغنى به رجالات ألسلطة، وصل بأحدهم أن فال ـ أبو حسين زلمتنا ـ وفي نهاية ألأمر قرر ألكونجرس اعتبار تقديم ألطلب هو عامل معطل لعملية ألسلام معتبرين أنه موفق أحادي ألجانب، ثم بدء ألحديث عن وقف ألمنح من الدول ألمانحة،و ألحديث عن تجميد دفع ألرواتب التي تأخر دفعها في شهر 6 ومن ثم دفع نصفها في شهر 7 من أجل ألضغط على شعبنا من أجل ألتنازل عن عرض ألقضية في ألمحافل ألدولية.
ألمشكلة بالنسبة لأمريكا و إسرائيل ليس ألاعتراف ألدولي بالدولة ألجديدة بل هو فقدان ألسيطرة ألكاملة على مجريات ألأحداث و اضطرارها بأن تشارك دول أخرى في اتخاذ القرار، حلم أمريكا كان و ما زال تطبيق مخطط ألشرق ألأوسط ألجديد، و حلم إسرائيل هو إنهاء ألقضية ألفلسطينية على حساب شعبنا. تدويل ألقضية و ألاعتراف بالدولة معناه أن على أمريكا و إسرائيل مشاركة ألمجتمع ألدولي بالقرار،وهذا ما يريدان تفاديه. ألتدويل بحد ذاته و في ظل ألتوازن ألدولي ألحالي لا يعني بالضرورة حل يعطينا ألحقوق، لكنه يعطينا هامش أكبر للمناورة، كما يضع إسرائيل في قفص ألاتهام كلما قامت بأي عمل منافي للقوانين ألدولية.
ألمشكلة إذاً بالنسبة لإسرائيل هي أن لا توُضع في مواقف تحرج أمريكا و تحرجها، فهي لم تتجاوز حتى أليوم ألإحراج ألذي وضُعت به من جراء أحداث أسطول ألحرية (1) و سفينة مرمره، لهذا فهي تضغط بكل قواها لتفادي هكذا مواقف، و هي تهدد و تتوعد يوماً ثم تتراجع في أليوم ألثاني، ـ و كما يقول ألمثل ـ دش بارد و دش حامي ، نشد مرة و نتراجع أخرى.
ألمهم بالنسبة لإسرائيل من اتفاقية أوسلو هو بقاء ألشعب ألفلسطيني مكبل بالاتفاقيات ألأمنية لكي بطلق يدي إسرائيل في عملية ألتغير الديمغرافي الجارية أليوم على أراضي ألضفة ألغربية، أما ما تبقى من عنتريات فهي لذر الرماد في ألعيون.
ألتنسيق ألأمني مسألة حيوية بالنسبة لإسرائيل، بدونه تكون إسرائيل عمياء لا ترى ما يحصل في ألضفة ألغربية، بذلك لا تستطيع مواجهة ألتغيرات ألمنتظر حدوثها، فأعدت نفسها للخطة ألبديلة، هذه ألخطة تتكون من خلق فوضى مُسيطر عليها في ألضفة ، بوادر هذه ألفوضى ظهرت للعلن من خلال الخلاف الفتحاوي الفتحاوي، دحلان و من يسمون بأعدائه، من ثم هناك ألخلافات بين الفصائل ألفلسطينية ألموجودة أصلاً عبر التاريخ، ولا يمكن أن ننسى هنا الخلاف القائم بين حكومتي غزة و رام الله.وقد تكون شرارته هذه ألفوضى اغتيال أحد الزعامات المهمة في فلسطين.
ألسلطة المرتبطة أساساً بالمختطات ألمرسومة تُحذر من مغبة وضع ألشعب بحالة ألضائقة ألمالية من خلال قطع الرواتب خوفاً منها من أن تقوم انتفاضة معادية لها بالإضافة لإسرائيل، هذا ورغم أن هذه ألضائقة تدخل في برنامج الفوضى ألمذكور سابقاً إلا أن نتائج هذه ألفوضى ورغم كل ألتخطيط ألمسبق غير مضمونة لمشعليها.
أكبر حزب موجود في فلسطين هو حزب ألفساد و ألمفسدين، هذا ألحزب مرتبط بشكل مباشر بإسرائيل، يترأسه أليوم مجموعة ألمستفيدين مالياً و سياسياً من خلال وجودهم في مراكز حساسة في ألسلطة، ولائهم ألرئيسي هو لأمريكا و إسرائيل، لذلك إن عملية تغير ألمواقف و ألمواقع بالنسبة لهم غير مكلفة، يدعمهم في ذلك البرجوازية الفلسطينية المرتبطة بالرأسمالية و الإمبريالية ، هم على استعداد لتغير مواقفهم و مواقعهم بما يتناسب و قرارات آمريهم.
هؤلاء هم من سيتزعم مرحلة ألفوضى القادمة تحت غطاء يتغير حسب ألحاجة، بدور فعال للأجهزة ألأمنية وحمايتها. سنسمع شعارات رنانة تذكرتا بشعارات ألقوميين ألعرب في ستينات و سبعينيات ألقرن ألماضي، ستحمل ألعداء لكل ما هو تقدمي، سنكون نحن ألشيوعيين أول ألمتضررين من حملاتهم ألإعلامية و ملاحقاتهم ألأمنية، المفسدين الذين سيتزعمون هذه ألمرحلة هم يعض من رموز ألسلطة و ألبعض ألآخر عملاء معروفين أو مخفيين، كل ما هناك أن حزب ألفساد سيغير ثوبه ليصبح حزب الطابور الخامس و ألموساد.
من هنا فإن حزبنا ألحزب ألشيوعي ألفلسطيني يحذر شعبنا من مغبة ألوقوع في شراك هذه ألمخططات، كما يعلن أنه يستعد بكافة قواه للمواجهة، و يرى أن آلية مواجهة مثل هذه ألمخططات هي بناء جبهة وطنية عريضة تشمل كافة ألقوى الرافضة لنهج أوسلو و ذيوله، وما لقائنا مع الرفيق أبو الفهد إلا خطوة من الخطوات على هذا الطريق.
بقلم الرفيق فرج (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام