الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كانت ولاتزال المعركة مع القتلة .. وليست مع الفلوجة وأهلها

حمزة الشمخي

2004 / 11 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هناك من يلجأ الى ترويج سياسة خلط الأوراق، وأساليب غسل الأدمغة ، وتوجيه الأحداث بالاتجاه الذي يريد ، وهذا المخطط المدروس جيدا، يدار ويوجه من قبل بعض الدوائر السياسية والأمنية، ذات النفوذ القوي في المنطقة، والتي لها مصلحة بعدم إستقرار العراق ، وتخريب العملية السياسية الجارية فيه، وكذلك بعض المنابر الاعلامية المختلفة والمنظمات والاحزاب والمؤسسات التي ترفع بالاسم فقط، واجهات حقوق الانسان وإحترام القانون، لكنها لا تحتج ولا تستنكر علىخطف البشر وذبحهم أمام عدسات التلفاز، والتي تستخدم الانتقائية في هذه القضية أو تلك، وفي التعامل مع الاحداث من خلال سياساتها وتوجهاتها المعروفة .
حيث تتعامل مع أكبر القضايا والاحداث السياسية وفقا لما تراه مناسبا لها للوصول الى تحقيق أهدافها الضيقة والمحدودة، حتى لو على حساب العراق ومستقبله ، بحيث تعطي إنطباعا وتصورا للاخرين بأن الذي يحدث في العراق، وخاصة في الفلوجة والرمادي واللطيفية .. وقبلها في سامراء وغيرها ، ما هو إلا صراع ومعركة دائرة بين الحكومة العراقية المؤقتة بكل أجهزتها العسكرية والامنية من جهة، وأهالي هذه المدن المذكورة من جهة إخرى ، دون عرض الاحداث والتطورات وأسبابها وعناصرها وتفاعلاتها الداخلية والاقليمية والدولية في هذه المناطق العراقية وغيرها، كما هي الصورة عليه .
باعتبار أن هناك مجاميع من الارهابيين المتعاونين مع المتضررين من بقايا أزلام صدام والذين ترعبهم وتخيفهم حالة إستقرار العراق ، وبالتالي سهولة ملاحقتهم وتقديمهم للمحاكم على ما إرتكبوه من جرائم بحق الشعب العراقي ، وهذه المجاميع الاجرامية التى إتخذت من هذه المناطق، وخاصة الفلوجة مواقع وقواعد عسكرية ، وإستخدام أهالي المدينة دروع بشرية لها، بالضد من رغبة الاغلبية الساحقة من أهالي الفلوجة الذين ينشدون الأمان والسلام والحياة المستقرة لهم ولعوائلهم ومستقبل أطفالهم .
وأن المعركة الدائرة اليوم ، هي معركة معلومة الأطراف وواضحة الأهداف والنوايا والاتجاهات ، ولا يمكن أن تغلف من قبل هؤلاء الذين لا يريدون أن يروا الصراع على حقيقته ، هؤلاء الذين يتلبسون المقاومة زورا، ويأخذون من القومية شعارا، ومن الدين قناعا، ويتباكون على سيادة وإستقلال العراق كذبا ، من أجل حفنة من القتلة والمرتزقة الذين لا يحظون بالاحترام والترحيب والتأييد من قبل أبناء هذه المدن التي إبتلت بهؤلاء المجرمين الذين لا يعرفون غير الخطف والذبح والنهب طريقا في الحياة .
ومن المعلوم أن أبناء الشعب العراقي ومنهم أبناء الفلوجة والرمادي والموصل واللطيفية وغيرها من مدن العراق ، يريدون الخلاص من هذا الوضع المأساوي ودائرة العنف المشتعلة ، بأسهل الطرق وباقل الخسائر وبالسرعة الممكنة ، لان أبناء العراق أدرى بوضعهم وإمكانياتهم وقدراتهم وكيفية إدارة شؤون بلادهم ، وليس بحاجة الى هؤلاء القومجية والمتعصبين الظلاميين من العرب وغيرهم ، الذين يغذون الارهاب ويزيدون من حالة الصراع وتقديمه للاخرين باعتباره صراع بين أطراف ومكونات عراقية مختلفة، وليس بين أبناء العراق، وحفنة من المجرمين والقتلة، والذي سوف يؤدي بالضرورة كما يروجون، الى حرب أهلية بين القوميات والاديان والمذاهب العراقية المختلفة ،هذا ما يتمناه أعداء العراق .
ولكن نقول لهم أن تاريخ العراق المتآخي لم يشهد ولم يعرف النعرات والتفرقة القومية والطائفية والمذهبية والعنصرية ، وأن إنتماء أبناء العراق بكل مكوناتهم للعراق فقط ولا شئ سواه ، بالرغم من المحن والمصائب التي يمر بها اليوم ، والتي لا بد أن تزول بقادم الأيام، كما زالت الدكتاتورية الدموية من قبل، ولابد لليل العراق أن ينجلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب