الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسني مبارك في قفص المحكمة باللباس الأبيض

جاسم المطير

2011 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


شاهد الملايين من الناس في أنحاء المعمورة، عبر الشاشات الفضائية التلفزيونية، صور الرئيس المصري السابق ، محمد حسني مبارك، داخل قفص الاتهام بعد الإطاحة به، في عصر انهيار (النمور الورقية العربية) من أمثال زين العابدين بن علي ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد، وهم من نوع الحكام، الذين كانوا طيلة عقود من الزمن مصابين بالحمى الاستبدادية يسومون شعوبهم أقسى أنواع القهر والعذاب.
اليوم أصبح الدكتاتوريون العرب يعيشون في مخابئهم بعد هزيمة الرئيسين التونسي واليمني من بلديهما، إذ يعيش جميع الحكام الطغاة في جحورهم خوفا من غضبة شعوبهم عليهم ، يتفرجون على زعيمهم وصاحبهم الرئيس المصري السابق المستبد، مع نجليه المصابين بأنفلونزا الفساد المالي. يتفرجون عليهم ليس كما في سابق عهدهم وسطوتها ، ليس في قمم دافوس الثلجية وليس في قمم الألب الايطالية، بل في محكمة الحق والعدل بأكاديمية الشرطة المصرية ، التي أرادها حسني مبارك نفسه أن تكون (بيوضاً) تفقس ، كل يوم، من اجل تزويد الساحات المصرية بمزيد من قوى القهر والقمع. لكن الزمان الجديد بعد ثورة ميدان التحرير وضع الطغاة المصريين الثلاثة، الحاكم الدكتاتور ونجليه داخل القفص الحديدي وهم يرتدون (دشاديش) بيضاء في طابور صغير يندفع إلى مصير مجهول اقله الحكم المؤبد .
انه سيناريو جديد تصنعه إرادة الشعوب، لم يحدث في العالم العربي إلا مرتين.
(1) الأولى حين وجد الدكتاتور صدام حسين نفسه في قفص الاتهام بالجرائم ضد الإنسانية بعد هجوم عسكري أمريكي كاسح لإسقاط نظامه الأهوج بسرعة ما زادت عن فترة تفقيس البيض تحت حرارة دجاجة.
(2) المرة الثانية كان السيناريو مكتوبا بنفس الأعراض والأوجاع لكن العاصفة قد هبت عليها بأصوات وأيادي الشبان المصريين الذين ملئوا واجهة الصورة بمجملها في ميدان التحرير بمدينة القاهرة، مرغمين الرئيس حسني مبارك على التنازل عن عرشه و على مغادرة القصر الجمهوري إلى منتجع شرم الشيخ ومنه إلى قاعة المحكمة محمولا على نقالة مصرية نائما عليها كي لا يتزحلق إذا ظل واقفا كنجليه..! وهو في طريقه الى تبديل لباسه الأبيض إلى اللون الأحمر أو الأخضر بعد صدور عدالة المحكمة .
افلت المستبدون الفاشيون من زمام قصورهم الرئاسية الفخمة في القاهرة وصاروا في السجون موحشين بالهموم والغموم بعد أن مارسوا لثلاثين عاما كل نزعاتهم الشوفينية المتعصبة ، وكل نزعاتهم الفاشية القمعية ضد أبناء شعبهم الفقراء والضعفاء، وكل نزعاتهم في ممارسة قوانين الغاب في السلب والنهب. انهارت عروش آل مبارك التي كانت تسكنها وحوش مفترسة في صور بشرية لنهب أموال الدولة والناس لينالوا استحقاقهم، من المحاكمة والعقاب، أمام مرأى ومسمع الإنسانية جمعاء، مبشرة المظلومين في كل مكان أن الظلم لا يدوم وأن الظالمين مكانهم في مزبلة التاريخ، حيث تنصب الآن في القاهرة أول محكمة علنية في التاريخ الإنساني الحديث يشاهدها الناس بكل مكان ، تبدد الوهم الذي كان سائدا في عيون الملايين داخل مصر وخارجها عن الحكام العرب الذين صعدوا إلى دست الحكم بمحض الصدفة وهم لا يملكون أية كفاءة أو نزاهة لأن رؤوسهم تدور إلى الخلف وأنهم لا يخضعون إلا لإرادة عفاريت المال الحرام وقتل الناس ظلما وعدوانا.
الكثير من الناس، داخل الجمهورية المصرية وخارجها، يعرفون تمام المعرفة بجرائم حاكم مصر وبعض معاونيه عن مسئوليتهم في قتل أكثر من 800 متظاهرا في يناير الماضي وأنهم يستحقون العقاب الأقسى والأقصى، لكننا نأمل من القضاة المصريين أن يقدموا نوعا جديدا من عدالة المحكمة ، وفق المعايير الدولية ، بصورة كاملة وشفافة، كي لا تحتج عليها ذات يوم بعد صدور القرارات العادلة منظمات العدالة والقانون الدولية مثل منظمة العفو الدولية (امنستي) ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش)، اللتين قالتا أن صدام حسين لم يحصل على محاكمة عادلة..!
نأمل أن لا يخضع قضاة محكمة حسني مبارك لأي شكل من أشكال الضغوط السياسية وغيرها، من الداخل أو الخارج، لحرف نهج المحاكمة عن طريق العدالة، التي ينبغي أن تكون سمة رئيسية لمحاكمة دكتاتور عربي ، مع الانتباه جيدا إلى دور محامي وشهود الدفاع من أنصار حسني مبارك لحرف المحكمة عن نهجها وإطالة أمدها أو إغراقها بشكليات لا تخدم العدالة أصلا.
ختاما أقول أن أيام محاكمة حسني مبارك ستظهر نتائجها أن ما يحيط الدكتاتور العربي هو اكبر فقاعة من فقاعات الوهم في التاريخ العربي ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 4 – 7 - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المنتقم خاسر
د.عا صم ( 2011 / 8 / 7 - 05:11 )
عملآ بحرية الرأى و الرأى الاخر بين اصدقاء و رفاق الآمس و اليوم و غدآ ارجو ان تغنونى عن دروس محاكمات الخالدين التالين
شاوشيسكو و زوجته (حيث تم قتلهما بقفص الاتهام ببشاعه وهل نسمى قاتليهم بدعاة ثوره
الدكتور نجيب الله و شقيقه الجراح ( تحت علم الامم المتحده فى بنايتها بافغانستان حيث طلبا الجوء)
ان وجد رفاق او معاونى هتلر و موسولنى وفرانكو محاكم للانتقام و
رفاق و معاونى ان وجد ممن قتل ديفد هنى و سجن زميله نيلسون مانديلا
والبعض يتابع نوربرغ
عزبزى منذ ليالى نكرة السلمان و انا ادعو الى الصفح والصفح المقابل و احييى اولئك الرفاق البعثيين الذين اسهموا بأنقاذ حياتى واخرين
ما اروع الشعب المصرى لو واصل الطريق بأثباته مؤصل الحضاره و موئلآ للتراث واصافحآ عمن اصاب و اخطأ

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت