الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


3 أغسطس .. اليوم الأهم فى أجندة مصر

سعد هجرس

2011 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يصر رئيس التحرير، الزميل العزيز محمود نافع، على أن أقوم يوم الثلاثاء بتسليم المقال الذى تطالعه – عزيزى القارئ – صباح كل خميس.
وهذا "الفرق فى التوقيت" يضعنا – نحن الكتاب – فى مأزق فى كثير من الأحيان، منها هذا الأسبوع، حيث تصادف أن يأتى موعد بدء محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، هو ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلى وبعض مساعديه، فى هذا اليوم "المفقود" بين الثلاثاء والخميس، أولا وهو أمس الأربعاء.
ولا تتوافر معلومات – لحظة كتابة هذه السطور – عما إذا كان مبارك سيحضر أولى جلسات المحاكمة أم لا، لكن المؤكد أننا إزاء حدث "تاريخى" بكل ما فى الكلمة من معنى. فهذه أول مرة فى تاريخ مصر – الذى هو أقدم تاريخ مكتوب فى العالم بأسره – يقف فيها "الفرعون" فى قفص الاتهام، شأنه شأن أى مواطن مصرى عادى.
هذه أول مرة فى التاريخ المصرى يتم فيها تقديم أكبر رأس فى البلد إلى العدالة.
وبهذا أعتقد أن يوم 3 أغسطس 2011 سيسجل فى التاريخ المصرى والعالمى، باعتباره نقطة فارقة، ولحظة فاصلة، وبداية النهاية الحقيقية للاستبداد الذى استوطن مصر قروناً متصلة.
***
فليس المقصود بمحاكمة حسنى مبارك إشباع شهوة "الانتقام"، ولا ينبغى لشعب متحضر مثل الشعب المصرى أن ينساق وراء مثل هذه الغرائز الانتقامية البدائية.
وإنما المقصود أن تكون هذه المحاكمة علامة بارزة على طريق "الانتقال" من الدولة التسلطية الاستبدادية إلى إرساء دعائم دولة الحق والقانون – وحسناً أن تبدأ المسيرة بتوفير ضمانات محاكمة علنية وعادلة للرئيس المخلوع الذى تحدث كثيراً أثناء سنوات حكمه الطويلة والمملة عن سيادة القانون واستقلال القضاء. لكن هذه الأقوال كانت فى وادى والأفعال فى وادى آخر تماماً، حيث كانت حكوماته أول من يدوس أحكام القضاء بالحذاء، وحيث كان التلاعب بالقوانين هو القاعدة وليس الاستثناء، بل وصل العبث بالقانون لدرجة "تقنين الفساد"، أى أن يكون الفساد مشروعا ومحميا بالقانون!! وهذا الكلام لا نقوله اليوم فقط بل قلناه حتى بحت أصواتنا فى ظل سطوة وجبروت نظام مبارك.
المقصود بهذه المحاكمة إذن ليس التنكيل بشخص حسنى مبارك، وإنما المقصود بالأحرى هو تحذير أى شخص يجلس على عرش مصر فى المستقبل من أن يستأسد على الشعب أو يخون روح الفكرة الجمهورية أو يفرط فى مقدرات الأمة أو يزيف إرادة المصريين أو يعتدى على كرامتهم أو ينهب ثروات بلادهم أو يتبنى سياسات تؤدى إلى تراجع مكانة مصر الاقليمية والدولية.
***
وأنا شخصياً لا يعنينى محاكمة مبارك جنائياً.. مع أن هذا ضرورى، وما يهمنى أكثر هو محاكمته سياسياً لأنه أهان المصريين، وأهدر كرامتهم، وأذلهم، وعذب الآلاف منهم، وزور الانتخابات على كل المستويات، وخان المبادئ الجمهورية بتحويل مصر إلى "عزبة" خاصة لم يتورع عن محاولة "توريثها" لابنه، وقتل المئات من المتظاهرين، وترك الحكم مجبراً مخلفاً تركة مرعبة، حيث أربعين بالمائة من المصريين أميون، ومعدل الفقر 70%، والأمراض المتوحشة تنهش فى أجساد المصريين، ونظام التعليم يحتل المركز الأخير فى العالم بأسره، ونتيجة ذلك كله تراجع مكانة مصر الاقليمية والدولية.
هذا ما يجب ان نحاكم مبارك عليه، ثم نطوى صفحة الماضى الكريه والتعيس بأسرع وقت ممكن حتى نتفرغ لبناء مصر جديدة، دولة مدنية ديموقراطية حديثة على قاعدة المواطنة والمساواة أمام القانون دون تمييز بين وزير وخفير، ويكون الجلوس فيها على مقاعد القيادة – على كل المستويات – بناء على معايير الكفاءة وليس بناء على أى معايير أخرى.
محاكمة حسنى مبارك حدث تاريخى من حيث دلالاته المتعددة، لكن الأهم هو أن تكون هذه المحاكمة بداية لقطع الطريق أمام ظهور حسنى مبارك آخر فى زى مختلف، وخلق بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لا تنبت حسنى مبارك جديد. وإذا ظهر فإنها تقصيه.. ولا تسمح له بالبقاء والتخريب ثلاثين عاماً.. أو حتى ثلاثين شهرا.
ووداعا للاستبداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|